رأي ومقالات

الجوازات الإثيوبية والازمة السودانية

عقب اندلاع الصراع السوداني قبل اكثر من ثلاثة أشهر ،وبعد وفود أعداد كبيرة من السودانيين الي الأراضي الإثيوبية من أخوتنا السودانيين عبر مختلف المعابر ،مطارات وحدود وغيرها .
أشتكي عدد كبير من السودانيين من تعامل أفراد من الجوازات الإثيوبية وخاصة بيروقراطية الإجراءات والصفوف وعدم وجود الية سريعة في التعامل ،بالإضافة الي الرسوم الباهظة للفيزا والتي زادت مؤخرا من ٨٠ دولار الي ١٠٠ دولار أمريكي للشهر (وهذه حقيقة اكبر تحدي من وجهة نظري في ظل الازمة الحالية ).

كل ذلك بالإضافة لعدم مراعاة الجوانب الانسانية للأطفال والنساء وكبار السن وغيرهم في ظل الاصطفاف الطويل المتواصل .

وقد كانت هنالك العديد من الاتصالات بين الوفود الرسمية السودانية والحكومة الاثيوبية لوضع حدا لهذه الماسي ،والتي لم تجد اذانا صاغية وكانت مجرد وعود لم تقدم أي شيء يذكر .
ما لا يعرفه الاخوة السودانيين ان تعامل إدارة الجوازات ليس فقط مع السودانيين ،بل حتي تعاملهم معنا اسوأ من ذلك وكثير ..بل حتي نحن الإثيوبيين نعاني من تلك المؤسسة التي تشعر أحيانا كأنها تتبع لدولة اخري وتعمل من داخل إثيوبيا .

وكانت وماتزال أسوا المؤسسات اداة وتعاملا مع البشر والمواطنين ،من منا لم يتذوق مرارة الالام في التعامل …

وقرأت وسمعت العجب خلال الشهريين الماضيين من بعض الزملاء الإعلاميين من سوء تعامل الجوازات الإثيوبية ان كان علي الحدود في منطقة المتمة او في مطار بولي …وحتي خلال الحرب التكالب علي التيغراي سمعنا قصصا يشيب لها الرأس من تعامل مع أفراد الشعب من التيغراي فقط لانهم من إقليم اعلن ضده الحرب ….منع وطرد وحجز واعيد افراد من بعض نقاط العبور والمطارات .

ما اود ان اقوله ان الجوازات الاثيوبية ليس مقياس للتعامل مع الاثيوبيين كأنهم أسوا شعوب الارض …وفي دول عديدة هنالك مؤسسات أسوا من ذلك .

وقد مررن خلال تواجدنا في السودان باسوا منها بكثير ..وسمعنا وراينا كيف يتم التعامل مع الاثيوبيين في نقاط عبور الولايات )فكان يتم انزال ومساءلة الإثيوبيين في نقاط العبور والتفتيش وغيرها من المواقع …فقط دون غيرهم من الجنسيات الأخرى من الأجانب …

دفاتري تحوي الكثير من القصص والروايات يمكن ذكرها ….ولكن ما اود ان اقوله هو …. علي الرغم من هذا كله فلكل قاعدة شواذ….

فاللسودان في داخلنا مكانة خاصة تختلف عن بقبة الشعوب (ضيافة ..كرم ..ترحاب ..تعايس..وقف معنا في ازماتنا الداخلية )…ولن نخلط الاوراق …ونتهم الكل بسبب بعض الافراد او المؤسسات .

فالعلاقات الشعبية بين الشعوب قد تتسبب في افسادها بعض المؤسسات او الافراد او مصالح الحكومات..او السياسات ..ولكنها تظل الأقوى وهي ابدية ..ودمتم لنا ودمنا لكم …علي الرغم من انني اننا لم نقد للشعب السوداني في أزمته هذه اي شى يذكر …فهو يستحق من اكثر واكثر ….الخ

ولكم العتبى منا ان مسكم سوأ في الهضبة ….فانتم خير أشقاء واخوة …ولنا لقاء اخر ….وسنواصل .

أنور إبراهيم -كاتب إثيوبي