الجيش مؤسسة وليس طريقة صوفية أو مليشيا يتحكم فيها شخص واحد مهما كان
الجيش مؤسسة وليس طريقة صوفية أو مليشيا يتحكم فيها شخص واحد مهما كان. فكرة أن مؤسسة عريقة مثل الجيش السوداني تخضع لرغبة وأطماع شخص واحد “ما بتدخل الراس”.
فكرة أن البرهان متهاون أو متواطئ وهو من يلجم الجيش ويمنع تحركه هي اتهام للجيش أكثر منها اتهام للبرهان؛ لأنها تستحف بمؤسسة كاملة وتظهرها بمظهر العجز والفشل والهوان.
نحن رأينا ضباط الجيش يتحركون في انقلاب بكراوي حينما كان كل من البرهان وحميدتي وحمدوك وقوى الحرية والتغيير والثورة والشارع، كلهم على صعيد واحد؛ تحرك هؤلاء الضباط وفي النهاية استجاب لهم البرهان. بعدها بشهر واحد تمت الإطاحة بحكومة حمدوك وتحدد مصير الدعم السريع من حينها، إما أن يقبل بالدمج أو سيتم سحقه. هذا هو الجيش. لا يُعقل أن يسكت الجيش بعد كل هذه التضحيات على قيادة لو كان لديه شكوك حقيقية حول ولاءها للبلد أو جديتها في هذه المعركة.
لذلك، لا أقبل فرضية خيانة/تواطؤ/عدم جدية برهان في حسم المعركة عسكرياً، ولا أظن موقف البرهان كقائد للجيش هو الموقف الحاسم، على أهميته؛ فما قيمة القائد بدون المؤسسة؟ لا يستطيع أن يفعل أي شيء خصوصاً أمر مصيري ووجودي مثل أمر الحرب وكيف تنتهي ومصير الدعم السريع بعد الحرب. هذه الأمور ليست لعبة.
حليم عباس