طبيبة أميركية مخاطبة الآباء والأمهات: اشربوا الماء أمام أطفالكم
مع استمرار موجة الحر الخانق في عدة مناطق من العالم، يصبح الأطفال الصغار أكثر عرضة لمخاطر الجفاف وضربة الشمس.
وذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” أنه من المهم أن نتعرف على علامات الخطر التي تظهر على الصغار، وأفضل الطرق للحفاظ على سلامتهم.
ويجب التعرف على كيفية رصد أعراض الحرارة الزائدة وضربة الشمس، فالأطفال الرضع والصغار أكثر عرضة لمخاطر موجة الحر مقارنة بالأشخاص الأكبر سنا.
السيطرة على حرارة الجسم
ولا يستطيع الرضع، خاصة من تقل أعمارهم عن 6 أشهر، السيطرة على حرارة أجسامهم جيدا. ويقول الدكتور تشانداني ديزيور، وهو متحدث باسم الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ويعمل طبيب أطفال في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، إنه من المهم فحص أحوال الصغار مرارا، لأنهم قد لا يستطيعون إخبار ذويهم بما يعانون منه.
وعليك أن تتابع ما إذا كان الرضيع أو الطفل سريع الاهتياج بأكثر من المعتاد أو يشعر بدرجة أكبر من الإرهاق، أو يعاني من تقلصات عضلية أو قيء أو شعور بالغثيان، حيث إن هذه الأعراض قد تشير إلى تعرضه لارتفاع حرارة الجو، ويلاحظ أن الرضع في هذه الحالة لا يقبلون على الرضاعة بالشكل المعتاد.
وإذا لاحظت أن جلد طفلك ساخن وجاف، وأنه يتنفس بسرعة ودقات قلبه سريعة، أو أنه لا يعرق أو يعرق نادرا، فقد تكون هذه علامة على تعرضه لضربة شمس.
ويوضح الدكتور ديزيور أنه “يبدأ الإعياء من التعرض للشمس لفترة طويلة، ويمكن في الحالات الشديدة أن يؤدي إلى تشنجات وسكتات دماغية”، ويوصي بمراقبة الأطفال وهم يلعبون، للتأكد من أنهم يحصلون على فترات للراحة.
ولأن الصغار يتميزون بالنشاط، فمن المهم التأكد من عدم إفراطهم في اللعب عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة، مع الحرص على أن يلعبوا في الظل، أو في الداخل أثناء ذروة فترة سطوع الشمس، وغالبا ما تكون بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر، كما يجب تجنب أي عمل فيه مشقة بالغة في الأيام الحارة.
يقول ديزيور إنه حتى عندما يلعب الأطفال في الخارج، أثناء ساعات الصباح وبعد الظهر، يستحسن تقليل وقت اللعب بالخارج إلى ساعتين، من بينها فترات توقف لشرب الماء.
شرب الماء
وبشكل خاص توصي الدكتورة أنو سيشادري، كبيرة الأطباء في مركز جامعة كاليفورنيا الطبي بضاحية سنشري بمدينة لوس أنجلوس، بإبقاء الأطفال داخل المباني، في حال تجاوزت الحرارة 32 درجة.
وتضيف أنه ينبغي أن يصبح الآباء نموذجا ملهما لأطفالهم، حتى يمكن تشجيعهم على شرب الماء كنوع من التقليد. وتقول “عندما يرى الصغير أمه وأباه أو أصدقاءهما يشربون الماء، فإنه سيتبع السلوك نفسه، وبدلا من إجباره على شرب الماء، عليك أن تشرب الماء أمامه”.
وتوصي سيشادري بإبقاء الصغار بعيدا عن الحر، وتقول إنه من المهم بشكل خاص وقاية الرضع من أشعة الشمس المباشرة، خاصة إذا كانت أعمارهم تقل عن 6 أشهر.
وفي حالة الخروج معهم ووضعهم داخل عربات أطفال، فيجب التأكد من عدم وضع غطاء سميك فوق العربة، لأنه يمكن أن يحبس الحرارة داخلها، وبدلا من ذلك يجب استخدام مظلة لمنع أشعة الشمس من الوصول وأيضا السماح بالتهوية.
ومن بين النصائح الأخرى، التي يقدمها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، عدم ترك الصغار داخل السيارة، حتى لو كانت نوافذها مفتوحة، لأن درجة الحرارة داخل السيارة يمكن أن ترتفع بسرعة، بمقدار 20 درجة تقريبا في غضون الدقائق العشر الأولى.
وبالنسبة للمنازل التي لا توجد بها أجهزة تكييف هواء، تقترح الدكتورة سيشادري وضع آنية بها قطع ثلج أمام المروحة للمساعدة على توزيع الهواء البارد في أنحاء الغرفة، ومع ذلك تعارض استخدام المروحة في حالة تجاوز الحرارة 32 درجة، لأنها لن تفيد بأي شيء بأكثر من تحريك الهواء الساخن في المكان.
ألوان فاتحة
وتوصي سيشاردي أيضا بعدم تعريض الطفل الصغير لحمام بالماء البارد، لأن درجة حرارة المياه يمكن أن تؤثر سلبا على درجة حرارة جسمه الأساسية، خاصة الرضع، وبدلا من ذلك يجب استخدام الماء الفاتر وقطعة من الإسفنج لتبريد الجسم، أو رشه بالرذاذ.
كما يجب تغطية الأطفال بملابس فضفاضة تسمح بمرور الهواء، بحيث تغطي الجلد، ويفضل استخدام أقمشة من مواد مثل القطن والكتان، مع اختيار ألوان فاتحة لتساعد على عكس أشعة الشمس، وأيضا اختيار قبعة ذات حواف لتغطي وجه الطفل وتحميه من ضوء الشمس المباشر، كما يجب تغطية أجسام الرضع بشكل خاص على قدر الإمكان لحمايتها من الشمس.
ومن بين النصائح أيضا التي تقدمها الدكتورة سيشادري إتاحة الماء بشكل سهل للأطفال على قدر الإمكان وكذا الفواكه والسلطات، وغيرها من الأطعمة الغنية بالماء.
الجزيرة