عنتر حسن: مفاوضات جدة
الشعب السوداني ليسوا هم الكيزان أو القحاته، فهؤلاء لا يمثلون الا نسبة ضئيلة جدا من الشعب السوداني. وليس هناك انسان عاقل يقف مع الحرب والدمار، والبحث عن الأمان والسلام هو غاية الجميع، لكن مفاوضات تعيد الجنجويد والنهابة والسراقين ومن اغتصبوا الحرائر إلى سدة الحكم مرة اخرى ليس سلاما ولا أمانا، الشعب السوداني يشعر بالاحباط الشديد والضجر والقرف عندما يذهب وفدا للتفاوض ويكون الهدف منه إعادتهم إلى ما كانوا عليه، وهذا الأمر لا يفرح الا الدعامة أنفسهم ولا يفرح الا بعض الساسة الذين يريدون العودة إلى السلطة عبرهم حتى ولو كان على حساب دمار الوطن، يسعون إلى المفاوضات بكل السبل لأن الجنجويد إذا تعثروا في الحرب والقتال كما هو الان فالمفاوضات هي السبيل الوحيد لانقاذ ما تبقى منهم، لذلك نجد هؤلاء الساسة يأولون اي تحرك أو تصريح لضابط في قيادة الجيش بأنه ذاهب للتفاوض، مصابون بمرض (هلوسة المفاوضات)، هؤلاء الساسة لا يريدون اي هزيمة تلحق بالجنجويد على الاطلاق، ليس حبا في الجنجويد والدعامة، بل يريدون منهم أن يكونوا (حصان طروادة) مجرد وسيلة لغاية فقط، يريدون أيجاد قوة مساندة لهم وتكون مناؤئة او مصادمة للجيش، والغرض كما معروف سياسي فقط، الغالبية من الشعب السوداني يريدون فقط من مفاوضات جدة أن يكون للجنجويد خيارين فقط لا ثالث لهما، أما كسحهم ومسحهم تماما ولا يبقى منهم أحد في السودان، أو مفاوضات بشروط الشعب والجيش فقط ولا يكون لهم شروط للتفاوض، والا فالشعب لن يخسر أكثر مما خسره الان وقد صبروا على المر ولم يتبقى لهم إلا القليل.
عنتر حسن