عالمية

المقذوفات المجهولة” تضرب عمق السياحة المصرية… شظايا العدوان الإسرائيلي على غزة تتزايد

يوجه العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ضربة مباشرة لقطاع السياحة في مصر، بعد أن طاولت “مقذوفات مجهولة” منطقتي طابا ونويبع السياحيتين في جنوب سيناء شمال شرق مصر، في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، ما يزيد من مغادرة السائحين البلاد ويعزز من العزوف عن القدوم إليها في هذه الفترة، بينما يمثل ضياع موسم الشتاء ضربة موجعة لأهميته البالغة بالنسبة للبلد الذي يعاني من شح في النقد الأجنبي واستحقاقات سداد الديون الكبيرة.
وتسبب سقوط طائرة مسيّرة مجهولة بجوار أحد المباني بجانب مستشفى طابا على ساحل البحر الأحمر، فضلاً عن تسجيل سقوط “جسم آخر” أيضاً قرب محطة للكهرباء في نويبع التي تقع على بعد نحو 70 كيلومتراً من الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد ذلك بساعات، في شلل الحركة السياحية في منطقة تعرف عالمياً بــ”ريفييرا” البحر الأحمر، فيما يتمنى خبراء السياحة أن يكون أثرها مؤقتاً ويزول سريعاً.
وقال مجدي صادق، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة لـ”العربي الجديد” إن الغرف السياحة تجري مشاورات مع وزارة السياحة، للحد من الأثار السلبية التي أحدثتها الحرب في غزة على قطاع السياحة، والتي زادت حدتها في الأيام الأخيرة من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وأشار صادق إلى أن حركة الإلغاءات في البرامج السياحية، بلغت نحو 5% من التعداد الشامل لحركة السائحين القادمين لأنحاء البلاد، حتى نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. ولفت إلى أن الغرف السياحة تسعى إلى مشاركة قوية في سوق السياحة والسفر الدولي الذي سينعقد في لندن الأسبوع المقبل، باعتباره ثاني مقصد سياحي يجمع أكبر شركات السياحة في العالم، لحث وكلاء السفر على وقف حركة الإلغاءات بزيارة دول المنطقة ومن بينها مصر.
وأضاف أنه يجري مناقشة دعوة اللاعب الدولي محمد صلاح للتواجد مع الوفد المصري في سوق السفر في لندن، ليشارك في دعم السياحة المصرية، لما له من أهمية كبرى في جذب الوفود المشاركة في السوق، وقدرته على التفاعل مع الجمهور البريطاني الذي يمثل مورداً رئيسياً لحركة السياحة الأوربية والبريطانية إلى مصر.
وقال إن التحرك السريع في سوق لندن يستهدف وقف نزيف الخسائر التي مني بها قطاع السياحة جراء الحرب، داعياً الحكومة إلى التزامها بإقامة كافة المؤتمرات المحلية والدولية خلال الأشهر المقبلة في مدن شرم الشيخ وذهب ونويبع في جنوب سيناء لتنشيط حركة السياحة بها، وإقامة برامج سياحية مشتركة مع الأردن، تشمل زيارة منطقة البتراء، بما يضمن عودة جماعية للرحلات المتجهة إلى المنتجعات السياحية على خليج العقبة.
وأشار خبراء إلى ارتفاع معدلات الإلغاء عن النسب التي حددها صادق، حيث تعرضت الحركة السياحية المتجهة إلى طابا ونويبع لمغادرة فورية لأعداد كبيرة من السائحين، ارتفعت وتيرتها مع تصاعد القصف الصاروخي المتواصل على غزة، وتطاير شرر الضربات إلى الحدود المصرية.

وأكد الخبراء أن المنطقة الممتدة من شرم الشيخ إلى ذهب ونويبع وطابا شهدت خروجاً جماعياً للوفود السياحية، مع توسع العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركاً وغربياً على قطاع غزة، وعدم وجود سقف زمني لنهاية الحرب، في وقت كانت تستعد البلاد لاستعادة موسم الذروة السياحي المقدر بنحو 15 مليون سائح المحقق عام 2010.

ويقدر خبراء عدد الرحلات الملغاة بنحو 30% من أعداد السائحين المتعاقدين مسبقاً على زيارة مصر حتى فبراير/ شباط المقبل، بينما تشير جداول التشغيل في الشركات والفنادق، إلى ارتفاع معدلات الإلغاء خلال الفترة من نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الجاري إلى يناير/كانون الثاني المقبل، بنحو 50%، خاصة القادمة من غرب أوروبا والولايات المتحدة، والتي تتحكم بها شركات ألمانية وبريطانية، تعمل حالياً على توجيه رحلاتها إلى دول بديلة في أفريقيا والبحر الكاريبي.

وسجلت التدفقات السياحية الوافدة لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 7 ملايين سائح مقابل نحو 5.9 مليون سائح خلال العام الماضي، بزيادة تبلغ نسبتها 18.6%. وخلال العام المالي 2021/ 2022، بلغت عائدات مصر من السياحة نحو 10.7 مليارات دولار. وكان من المتوقع أن تزيد العائدات إلى 14.4 مليار دولار خلال العام المالي الحالي (بدأ في الأول من يوليو/تموز).
لكن تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والقلق من اتساع نطاق الحرب في المنطقة، دفع الحكومات الغربية إلى التحذير من زيارة دول الشرق الأوسط، لحين انتهاء أجواء الحرب. وأدت أجواء الحرب إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية (السوداء) ليصل إلى 44.5 جنيهاً، بينما يجرى تداوله في البنوك بـ 30.95 جنيهاً.
كما زاد سعر الذهب في السوق المحلية، ليصل سعر الغرام “عيار 24” إلى 3000 جنيه (97 دولاراً)، بينما بلغ سعر الغرام “عيار 21” الأكثر انتشاراً نحو 2600 جنيه، وذلك بعدما قفز سعر المعدن النفيس في المعاملات الفورية بالبورصات العالمية إلى نحو 2006 دولارات للأونصة (الأوقية).

العربي الجديد