من المتوقع أن ترتخي قبضة الدعم السريع في الخرطوم وتشتد في دارفور
خطاب الفريق البرهان يوم الثلاثاء في وادي سيدنا لم يتضمن أي مؤشرات جديدة، يمكن أن تشكل انعطافة في مسار العملية العسكرية، بل هو تثبيت لمفاوضات جدة ومباركتها وهو، على الأرجح، الدافع الأساسي لهذه الجولة التنويرية، بعد خروج الفريق شمس الدين كباشي، وتصريحاته المفاجئة أيضًا،
ما يعني أن قيادة الجيش على قلب رجل واحد، وتعول على منبر جدة، وفقًا لمعلومات سرية توفرت إليها، يمكن أن تجنبها المزيد من الدماء والدمار، أو وضع مليشيا الدعم السريع أمام صورتها الحقيقية على مرآى من العالم، كعصابة بربرية بلا هدى، خصوصًا وأن الجولة الحالية ليست مختلفة، وإنما استئنافية، وفقاً لإعلان مايو، القاضي بالخروج من البيوت والمرافق الحكومية وتجميع قوات الدعم السريع في معسكرات محددة،
كما أن الخلاف في المدينة الساحلية انحصر حول كيفية الخروج ومواقع التجميع، وتمويل العملية نفسها، ومن المتوقع في أي لحظة أن تخرج الوساطة بصيغة اتفاق مشتركة تمهد لوقف إطلاق النار، ومع ذلك من الصعوبة الجزم بأن ذلك الاتفاق سوف يصمد، ومن غير المستبعد كذلك حدوث تطورات عسكرية في الميدان، بسبب هجمات الدعم السريع على حاميات الجيش، والتعدي السافر على المواقع الحيوية،
وهذا سيطلق يد الجيش بالضرورة، إن لم يكن لظهور البرهان وسط قواته مجدداً علاقة بذلك، أو بالأحرى إن لم تتحرك عقارب ساعة الصفر، فمن المتوقع أن ترتخي قبضة الدعم السريع في الخرطوم وتشتد في دارفور،
لأن ذلك ما يريده الكفيل الذي يحرك ما تبقى من آل دقلو، وبعدها سيقع أكثر من جبل عامر في حضن المحور الخارجي، واهب اللؤلؤ والمحار والردى، وسوف يتحول مطار أم جرس في منطقة إندي إست شمال تشاد إلى شريان اقتصادي يغذي من صرفوا على هذه الحرب وجلبوا لها المرتزقة من كل مكان.
عزمي عبد الرازق