رأي ومقالات

د.ابراهيم الصديق على: ضجيج التفاوض

(1)لا معنى للضجيج حول مفاوضات البحرين أو جيبوتي ، هى إمتداد لما سبق وطريق على ذات النسق وجزء من محاولات دولية وإقليمية لتحقيق إختراق وحلول ، هذه قضايا لا تتوقف ، مع كل الدمار فى غزة فإن هناك محادثات تمت بين حماس والاسرائيلين ، وأطلق سراح أسرى وادخلت مساعدات ، وبالتأكيد هناك إستقطاب دولي وضغوط وأجندة وتنازلات ومناورات ويعتمد كل ذلك على صلابة موقف المفاوض ووضوح أجندته وقوة حجته ومتغيرات الواقع السياسي (الإلتفاف الشعبي) والميداني (العسكري) ، و هذا أمر طبيعي..

فى تسعينيات القرن الماضى فاوض دكتور على الحاج فصيل دكتور لام اكول من حركة التمرد فى عز عمليات صيف العبور ، ووقع إتفاق استكهولم ، وكان محل انتقاد كبير ، وقاد مفاوضات اخري عام 1997م ووقع فى يوغندا اتفاقا آخرا لم ينل رضاء الحكومة ، وتم إرسال وفد للإيقاد برئاسة دكتور غازي صلاح الدين ودكتور نافع واستغرق الإجتماع ربع ساعة وتم خلاله رفض الإتفاق ، وبعد ذلك ابعد دكتور على الحاج عن التفاوض..

وذهب الشهيد الزبير محمد صالح وهو نائب الرئيس الى الغابة للتفاوض مع استمرار المفاوضات..

وطيلة مفاوضات ميشاكوس ونيفاشا كانت العمليات مستمرة ولم تتوقف ، هذه قضايا بديهة ومعلومة..
(2)
والمعلوم – أيضا – أن:
– هناك مصالح دولية وتقاطعات وضغوط وتهديدات مبطنة وعلنية ووعود ، للوصول إلى نقاط تقارب ، مع تقديم مقترحات..
– قد تشترط جهة الوساطة السرية فى المفاوضات ، لمسببات تراها هي..

كل ذلك بديهي..
والحنكة السياسية والخبرة التفاوضية تقتضى ، قوة الموقف التفاوضي كما اسلفنا اعلاه ، وحماية ظهرك الدبلوماسي من خلال تحالفات دولية وإقليمية واشتراط مشاركة اطراف وابعاد أطراف اخري ، ومن خلال التمسك باجندة ذات قيمة قانونية وانسانية كبيرة ، ومراعاة توقيت التفاوض والظرف السياسي والميدانى ..

إن قاعدة اتفاق جدة (مايو 2024م) تشكل مرجعية مهمة وهو ما أشار إليه الفريق اول عبدالفتاح البرهان وكذلك الفريق اول الكباشي فى تصريحات واضحة..

لا أملك تفاصيل عما جرى فى المنامة بالبحرين ، وما يهمنى أن الوفد المفاوض تمسك برؤيته ولم يرضخ للمساومات مع شدتها ، وهذا ما يهم وهو مربط الفرس..

اما الهياج واعتبار مجرد التفاوض هو تخاذل أو تنازل فهو تصور بعيد عن الواقعية ، ستجرى اليوم مفاوضات وفى الغد والاتصالات مستمرة وكل الحروب تنتهى باتفاقات وهذه الحرب تتداخل فيها أطراف كثيرة ومن الضرورى مزيد من الإنخراط فى الحوار دون ان تتوقف التعبئة العامة ، فمن الواضح أن احد عناصر الترجيح فى المعادلة..

د.ابراهيم الصديق على