رأي ومقالات

حاج ماجد: رحلتي مع البحث عن العلاج (4)

بعد عشرة أيام أمضيتها في ضيافة الأخ العزيز عبد الله محمد علي بلال بمدينة بورتسودان التي التقيت فيها بعدد من الأصدقاء الذين طال العهد بهم و قمت بزيارة مقر جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج حيث التقيت بالدكتور عبد الرحمن سيد أحمد الأمين العام بالإنابة و الصديق إدريس صالح إدريس مدير فرع البحر الأحمر و كوكبة من موظفي الجهاز .
بعد مراجعة الطبيب و أخذ موعد للمقابلة القادمة قررت العودة إلى مقر إقامتي فتحركت أولا من بورتسودان إلى مروي لأداء واجب العزاء في وفاة خال زوجتي .
الرحلة بدأت باكرا قبيل صلاة الفجر و في الطريق إلى سواكن تعرض البص لحادث سير حيث إصطدم بعدد من (الحمير) مما أدى إلى قتل إثنين منها و بمجرد توقفه في سواكن وصل صاحب (الحمير) و دخل في مفاوضات طويلة مع وكيل البص و السائق إستغرقت أكثر من ساعة إنتهت بدفع مبلغ 500 ألف ج كتعويض عن (الحمارين) .
وصلنا منطقة القرير قبيل المغرب بدقائق معدودة فاستأذنت من (حكمدار) الإرتكاز الذي صعد إلى البص و اختار أفراد بعينهم للفحص و التفتيش أن يسمح لي بالنزول أداء الصلاة ، و بعد فراغي بحثت عن البص فلم أجده و علمت أنه تحرك بعد التفتيش مباشرة فاضطررت لإستغلال سيارة تاكسي فلحقت به بالقرب من مروي فلمت السائق و قلت له كيف تتحرك قبل أن تتأكد من صعود جميع و بدوره ألقى باللائمة على جاري الذي كان عليه أن ينبهه فقررت أن أتقدم بشكوى ضده للإدارة و لكن كعادة السودانيين تدخل (الأجاويد) و بعد الإعتذار صرفت النظر عن الشكوى .
أمضيت ثلاثة أيام بمنطقة السقاي التي تقع بين مروي و نوري و بعدها توجهت إلى عطبرة بحافلة نقل صغيرة حيث قطعنا المسافة من مروي إلى عطبرة في أربع ساعات و نصف ، ثم من عطبرة توجهت إلى كبوشية لزيارة بعض أطراف أسرتي الكبيرة أخواتي و أخي الطاهر الذين قدموا إليها عقب إشتداد القصف العشوائي على كرري حيث سقطت إحدى القذائف على المنزل أدت إلى تدمير جزء منه و لكن بلطف الله و عنايته كان ذلك بعد خروجهم بأيام قليلة ، أمضيت معهم يوم و ليلة و هناك وجدت أخي الهادي سوار الذي جاء لمراجعة دورية بعد عملية أجراها في المستشفى العسكري بعطبرة نتيجة تعرضه لإصابة بكسر في الركبة في عملية تحرير السوق الشعبي بأمدرمان .
و من كبوشية بدأت رحلة العودة إلى مقر إقامتي عبر عطبرة .
غداً بإذن الله الحلقة الأخيرة و في نهايتها سأقدم ملخصا لأهم المشاهدات و الملاحظات خلال هذه الرحلة .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
25 فبراير 2024