سقف حربنا ومداها ليس الجنجويد فقط!!
هذه رسالة للسيد البرهان وطاقمه الموقر ، ولكل وطني غيور.
أولاً يجب علينا نحن كسودانيين وبعد شكر الله، أن نرفع قبعاتنا للسيد رئيس مجلس السيادة، وقائد القوات المسلحة السودانية، البطلة، ذات التاريخ العريق والتي ما دخلت حرباً محلية كان لها فيها القِياد والكلمة، أو حرباً إقليمية أو عالمية، وكانت لها نسبة من قيادة المعركة، إلا وانتصرت فيها وانتصر حزبها بفضل ربها.
نرفع القبعة لهم عالية، لأننا نعرف ونبصر أن الجيش السوداني يحارب في أسوأ الظروف وأتعسها، ويديرون معركة البندقية بكل جدارة وجسارة وصبر وأناة وحكمة، أحدثت نصراً واضحاً على القوات العميلة المشكّلة من مرتزقة عدة دول، سمّت نفسها دول الطوق، وقد حاربت السودان هذه المرة بخبث شديد وصلت به لمركز السودان وفتته، وإلى بقية مدن وقرى السودان، غربه ووسطه وشرقه وتتحرش بشماله فروعت أهلها ، وأغتصبت نساءها وأذلت كبارها وولاة أمورها، وأن الجيش يعمل في أسوأ الظروف العالمية والإقليمية العادِيّة والمعتدية على شعبنا وأرضنا وجيشنا، ونشعر بالضغوط السياسية والإقتصادية التي تمارس عليكم، لكنكم صامدون صمود الجبال، وأنتم تضربون المثال بعد المثال بضراوة وشراسة الجندي والإنسان السوداني الأبي.
الرسالة التي نريد أن نرسلها للسيد البرهان وصحبه الكرام بكل ود وإحترام ، تتمثل في الآتي:-
أولا: قيادة الجيش النبيلة، ومنذ ما قبل هذه الحرب اللعينة، تُركز في إعلامها، على حربها للدعم السريع، على أن حدود وسقف حربنا وأسبابها هي الدعم السريع وكأنها تراهن على أن نهاية الدعم السريع ستكون نهاية شقاء السودان، وعلى الرغم من صحة هذا الأمر بمنطق المرحلة الحالية، إلا أنه منطقياً وعملياً وفي الواقع السياسي، يتعدى سقفه، الحرب الظاهرة مع الدعم السريع.
إن حجم وسقف ورقعة حربنا الحقيقية تتعدى ذلك فعلاً ، إلى من أبدلوا عقيدة الدعم السريع، ووجهوا بندقية الدعم السريع لصدر الوطن، من اؤلئك الذين حاربوه منذ 1983م.
فالدعم السريع عَرَض فقط، وما وراءه هو المرضٍ الحقيقي والمزمن، والذي يتمثل وبصورة واضحة في دور ومشروع العملاء والذي بدأ عملياً منذ 1983م بعد شهر من إعلان الشريعة كما قال وجاهر بسبب خروجهم بعض الشيوعيين في 1983م، وبنفس السبب الذي خرج فيه رئيس وزراء حكومتهم المهترئة والفاشلة التي بدأت في 2019م، والذي هرب هو ومَن معه من يسار إلى زيمبابوي ( قبل الإنقاذ، بست سنوت)… فالحرب من هؤلاء هو سقف التحدي والمدى الحقيقي للإبتلاءات.
(التكبيسة) في حرب الدعم السريع ((( فقط))) هي خارطة معركة مرسومة بعناية فائقة، وسقف هذه الحرب ومداها ونهايتها، سوف لن يكون هو الحسم العسكري للدعم السريع (فقط) ، لأن الذين يحاربون ويقاتلون كل حكوماته ومنذ بداية الثمانينيات، وإنهاء مشروعهم العميل الذي استعدى واستدعى للسودان كل دول الخارج إلا من رحم الله ، سيكون إنهاء مشروعهم هو النهاية الحقيقية لأوجاع الوطن ، وصدهم ونصرهم على أنفسهم حتى يؤوبوا ويثوبوا للحق هو المخرج الوحيد، والذي سوف لن يكون بعده شقاء، إذا غيّرنا ما بأنفسنا وغيرنا تفكيرنا ومفهوم حكم دولتنا، وعدلنا.
وحتى إذا قضى آخر جندي من الدعم السريع ، فتأكد وليتأكد القادة معك أن النار التي تحت رماده، ستزيد اضطراماً، وستبدأ نائحات الإطاري والمدنية وديمقراطيتهم الكاذبة ، ستبدأ ثانية بالصياح في الشوارع، وسيبدأ حارقو البخور للمشروع العميل ، هرجهم من جديد، وسيبدأ الإلتفاف النهائي على النصر الذي نلتموه بعرق الجبين وعلى دماء الأبرياء ، وسيبدأ أعداء الوطن من الخارج بالمزيد من الضغوط الكاذبة والمفخخة، والتخويف والإرهاب السياسي والإقتصادي والحربي ، وسيبدأ مروجو، الإطاري والمدنية وسيداو من الإعلام العميل بالنباح مرة أخرى، ولسوف نشهد ضغطاً عالمياً يحتاج صبر أيوب ، حتى ينصركم الله. إن الوقوع في الفخ وإبتلاع الطُعم بعد الطعم، والتعرض للدغ من نفس الجحر مرتين ، يعتبر السقوط النهائي في الهاوية، ومن هنا ستبدأ الحرب القادمة، والتي ستكون أكثر إيلاماً وأكثر جرماً وأعمق جرحاً في الوطن وأكثر تدميراً ، وستؤدي لتحقيق المشروع الصهيوني الأكبر ، تقسيم السودان كله.
ننصحكم لوجه الله، بعدم الرجوع للمربع الأول لأن الشعب السوداني كله أو جله إذا لم يتسلح بالبندقية فقد تسلح وتعبأ بالوطنية والغبن والرجولة والإباء والشمم، ولدغ من أكثر الثعابين سماً، وسوف لن يلدغ مرتين، وسوف لن يركع أو يرجع مرة أخرى لقبول هذا المشروع اللئيم، حتى لو إستشهد آخر سوداني ، وسيشهد لك التاريخ أو عليك.
اللهم أشهد فقد بلغت.
الرفيع بشير الشفيع