🔴 وقف جميع السودان الان: وقف جميع العمليات الهجومية في كل المحاور والالتزام بحالة الدفاع
“وقف جميع العمليات الهجومية في كل المحاور والالتزام بحالة الدفاع مع عمليات التمشيط الدورية”
كان هذا ملخص الموقف العملياتي لأسبوعين ماضيين تقريباً، فمنذ تحرير وسط أمدرمان كان من المُتوقع تحرك الجيش في محاور أخرى، وحظيت ولاية الجزيرة -كمسرح للعمليات العسكرية- بالاهتمام الأكبر نظراً لحجم فظاعة جرائم الجنجويد هناك بعد إنسحاب الجيش المُخزي في ديسمبر المُنصرم وسط عجز مئات الآلاف من أهل الولاية عن النزوح.
برغم بداية عمليات الاستطلاع والتمشيط في ولاية الجزيرة ودخول القوات الخاصة وبداية تنفيذ عمليات من المفترض أن تكون ضربة بداية المعركة الحقيقية إلا أن القيادة العسكرية قد قررت وقف جميع عمليات التقدّم “إلى حين إشعار آخر”.
لنبدأ في تحليل هذا الإشكال في عمليات ولاية الجزيرة يجب أن ننظر للجانب العسكري أولاً لنرى هل هنالك أي عقبات عسكرية تؤخر بداية إكتساب الأرض:
بدأت الاستعدادات العسكرية لعملية “يوم القيامة” لتحرير الجزيرة منذ بضعة أشهر، حيث تجري الترتيبات على عِدة محاور، منها ٤ رئيسية، حيث يتم حشد القوات والجنود وتدريب المستنفرين، كما يتم جمع العتاد العسكري من مركبات، ناقلات جنود، دبابات واليات أخرى، كما يتم تجهيز الأسلحة والذخائر ووضع الخطط، وإجبارية إكتمال جميع الإستعداد العسكري قبل بدأ العمليات يعتمد على شكل الخُطة العسكرية وإمكانية تحرير الولاية على مجموعة عمليات ديناميكية حسب الوضع العملياتي أم لا.
بحسب معلوماتي فإن الإستعداد الحربي قد اكتمل في المُجمل وأصبحت أغلب المحاور جاهزة للهجوم وجميع المحاور جاهزة للدفاع في حالة أي هجمات استباقية، أما باقي الاستعدادات التي لم تكتمل لا يمكن الجزم بسبب تأخرها ويمكن تفسيرها منطقياً بأعذار عنق الزجاجة اللوجستي نسبة لحجمها. أما عن مقدرة المحاور المُستعدة للهجوم في إكتساب الأرض فهو أمر غير واضح أيضاً حيث يوجد تكتم كبير عن حجم وقدرة هذه الاستعدادات والخطة، لذلك لا يمكننا الأخذ بها كمعطيات حاسمة في تفسير التأخر.
هل توجد أي عقبات عسكرية من العدو لمنع بدأ العمليات؟
هذا سؤال منطقي، حيث يجب أن تكون خطة التقدم في محاور ولاية الجزيرة مُحكمة وإذا ما كانت توجد دفاعات صعبة من قِبل ميليشيا الدعم السريع فيجب على القوات الهجومية المتقدمة التعامل معها، ولكن بحسب المعلومات الواردة فإن دفاعات الميليشيا ليست بالحجم الذي يؤخر العمليات خصوصاً أنهم ينشغلون بالنهب والسلب والتهجير في غرب وجنوب غربي الولاية، كما أن الأمر الأكثر حيرة هو انحسار عمليات الاستطلاع والعمليات الخاصة بصورة كبيرة.
بالطبع فإن وتيرة العمليات الخاصة ترتفع وتنخفض بحسب المعطيات في الميدان ولكن هذا الانحسار الكبير في العمليات غير مُبرر بالمُعطيات الحالية ويمنح الأنباء غير المؤكدة الواردة في بداية الأسبوع عن تعليمات بوقف التقدم بعض المصداقية.
أما على الجانب السياسي، فإن البرهان و”شلته” يملكون دافعاً منطقياً لتأخير العمليات فهم -ولغبائهم- لا يرون أي مستقبل لهم إلا في حالة توازن ضعف بين الجيش والميليشيا، وجولاتهم الأخيرة يُمكن أن تُفسر ببساطة في إطار احتواء الغضب والتململ وسط القوات التي تأخرت معركتها في رقصة باليه بلهاء أشبه بزيارات البرهان لوادي سيدنا في أواخر العام الماضي لاحتواء غضب القوات.
بالطبع فإننا هنا قد أخذنا محوراً واحداً -وهو ولاية الجزيرة- فحين سنجد أن باقي المحاور القابلة للمهاجمة أيضاً تشهد ركوداً عسكرياً غير مُبرر.
السكون العسكري في معظم الجبهات أمر مُخزي، ووحدها قيادة الجيش العُليا تتحمل مسؤولية هذا التأخير وهي من يجب عليها إبداء التفسيرات أو تقديم الوعود الحقيقية للشعب المنكوب الذي ينتظر أن تدور تروس هذه المنظومة.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.
#حرب_السودان
احمد الخليفة