منوعات

كل شيء يقول أن الجيش في السودان بوضع متقدم ومريح والمليشيا في تراجع

ما يقوم به الجنجويد من فظائع في الجزيرة محير. لا أستطيع تخمين أي شيء حول هذه الفظائع المستمرة. ولكن المؤكد أنها نجحت في إثارة جزء كبير من الرأي العام ضد الجيش. فهل هذا هو المقصود؟

بعد الإنتصارات الساحقة للجيش في أم درمان ارتفعت معنويات السودانيين وكذلك معنويات الجيش وأصبحت هزيمة المليشيا في الحرب في حكم المؤكد.

فشلت المليشيا في كل محاولاتها للتعويض عن الخسارة الكارثية في أم درمان؛ فشلت في سلاح الإشارة وتوقفت الهجمات وكذلك فشلت في بابنوسة وتوقفت الهجمات على الفرقة ٢٢. بينما استمر حصار قواتها في الجيلي بشكل خانق مع الاستنزاف المستمر وفشل أي محاولات لكسر الحصار؛ نتابع يوميا أخبار خسائر المليشيا في الجنود والعتاد في هذا المحور.
كل شيء يقول الجيش في وضع متقدم ومريح والمليشيا في تراجع وانحسار.

ولكن يبدو أن المليشيا تركت أم درمان وتركت قواتها المحاصرة في الجيلي وتركت سلاح الإشارة وبابنوسة لتعيث فسادا في قرى الجزيرة، ولينقلب بعدها وبسبب ذلك الرأي العام ضد الجيش! ويبدو الأمر كما لو أن المليشيا تحقق تقدما على الأرض أو أنها قوية والجيش ضعيف. والحقيقية أن المليشيا فعلا في أضعف حالاتها وفشلت في كل المعارك العسكرية الحقيقية مع الجيش، وما تقوم به في الجزيرة وفي غيرها هو استهداف لمدنيين عزل، وهي جرائم تتحمل مسئوليتها الكاملة المليشيا وليس الجيش.

عدم دخول الجيش إلى الجزيرة وحماية القرى لا يبرر هذه الجرائم والفظائع ولا يعطي الدعم السريع صك براءة كما لو أن عدم تدخل الجيش هو ضوء أخضر للقيام بهذه الجرائم. ما تقوم به المليشيا ضد الأبرياء هو جرائم يجب أن تتحملها المليشيا وحدها وتدفع ثمنها. هذه جرائم تتم خارج ساحة المعركة وبعيدا عنها، جرائم موجهه ضد مواطنين أبرياء مع سبق الإصرار. والغضب الشعبي يجب أن يتوجه إلى الجنجويد وليس الجيش.

حليم عباس
حليم عباس