رأي ومقالات

حسين خوجلي: الفاشر أبو زكريا أدّاب العصاة

أوفد المستعمر الانجليزي وفداً لأهل دارفور والسلطان علي دينار، ينصحه بخلع يده عن الخلافة الإسلامية ومعارضة الخليفة بتركيا، فرفض بإيباء وقال لوفد العشائر: اتريدونني أن أخون دولة الإسلام وأوالي دولة اليهود والنصاري تُباً لكم وطردهم شر طردة.

أرسلوا بعدها وفدا بمالٍ وهدايا مع كثير من الترغيب وقليل من الترهيب، ولم يكن حظ الوفد الثاني بأحسن من حظ الأول، فقد طرد أيضا وكادوا أن يجلدوا في ساحة السوق الكبير. وأرسلوا بعدها وفدا أو قل شراً مستطيراً وقد كانت أوامره جليةً إما التسليم وإما الحرب وقال لهم بلغة شجاعة مزاج بين الخلق الوعر والكبرياء قائلا: (ولولا أن شرعتي تمنعني من قتل الرسل لأدميت بكم ساحة المسجد، قولوا لأسيادكم إن المسلم الذي يظل خياره ما بين حسن النصر وحسن الشهادة لا يخاف الحرب ولا يخاف الموت) وفعلا دارت مجموعة من المعارك أشهرها برنجية عام ١٩١٦ حيث استشهد النخبة من فرسان المملكة وفي مقدمتهم السلطان البطل علي دينار وكانت أخته الأميرة تاجا تستحث الجيش بالمدافعة والمسارعة صوب الجنة.

إن الفاشر تدير هذه الأيام معركة الجغرافيا ضد بغاة الحدود والشتات وبعد الإنتصار المبين ستتفرغ الفاشر لإعادة كتابة التاريخ.

إن الذين كان أجدادهم يقاتلون من أجل الوحدة الإسلامية والخلافة لا يمكنهم أن يتقزموا للمطالبة بانفصال دارفور وموالاة الفرنجة الجدد الذين يحلمون بما تبقى من الأسلاب والمرتزقة.

وفي حقها كان هذا المسدار البرقية:
الفاشر فقيه وساير الفتاوى لِّجاج
أمير الشونى والكسوة الحرير وقوافل والحُجاج
ديناري الخلافة الخالف الحَّجاج
العلى ذرى الشريعة لا رخوة لا إحراج

حسين خوجلي