تدمير دبابة “ميركافا” الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟
في خبر لافت ومثير للاهتمام تداولت وسائل إعلام محلية صورا لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للأكاديمية العسكرية المصرية بمقر القيادة الاستراتيجية بالكيان العسكري في العاصمة الإدارية الجديدة.
وناقش الرئيس المصري، طلاب الأكاديمية في ظروف إقامتهم، واستمع لآرائهم، مؤكدًا حرص الدولة على تطوير المنظومة التعليمية والتدريبية، بما ينعكس بشكل إيجابي عليهم، ويضمن تلقيهم أفضل أنواع التدريب لرفع كفاءتهم بالشكل الذى يتوافق مع أعلى المتطلبات الفنية والشخصية الواجب توافرها في طلبة الكليات العسكرية المصرية.
تساؤلات حول رسالة المصريين
ومن خلال الصور وكذلك الفيديو الذي بتثه الرئاسة المصرية تطرق إيتاي بلومنتال المحرر العسكري الإسرائيلي الشهير، إلى أن زيارة الرئيس السيسي كان بها مشهد لافت ومثير، حيث تضمن المشهد عرض دبابة ميركافا الإسرائيلية على المتدربين وكيفية تدميرها ودراسة عيوب أنظمة الحماية الخاصة بالدبابة وهو نظام “تروفي”،فيما تساءل مغردون إسرائيليون عن ماذا تعني هذه الصور وما هي الرسالة التي يريد المصريون توجيهها في هذا التوقيت؟
وتزامن ذلك مع التصريحات المتتالية من الجانب الإسرائيلي بقرب اجتياح رفح الفلسطينية وتحذيرات مصر من مغبة ذلك، ما دفع البعض للتعليق بأن المصريين يتدربون على شيء ما، لكن ما هي دبابة الميركافا؟
دبابة الميركافا
الميركافا هي أحدث دبابات القتال التابعة للقوات الإسرائيلية وتتميز بتصميم يوفر لطاقمها حماية إضافية تضمن نجاته في حالة تعرضها لضربة قاصمة.
تم تجهيز الدبابة بنظام الحماية النشطة، القادر على تدمير الصواريخ والمقذوفات المهاجمة لها وكذلك مقاومة الصواريخ الموجهة، التي تٌطلق من الجو وأسلحة الهجوم العلوية المضادة للدبابات كما لديها ميزة مواجهة الحرائق والقدرة على إطلاق النيران وبكثافة ضد الطائرات وتعد من أبرز الأسلحة في حروب المدن.
“استعراض قدرات”
وتعليقا على الصور التي نشرتها الرئاسة المصرية يقول اللواء أيمن جبريل زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، لـ” العربية.نت ” إن الصور تجسد مفهوم الردع، وهو مفهوم موجود في جميع المدارس العسكرية في العالم ويدرس فيها، لكن لا يعني ذلك أن هناك أي سمة تهديد، لكنه بيان يوضح قدرات المعدات العسكرية في الدول المحيطة، كما هو الحال في الجانب الإسرائيلي الذي يدرس كفاءة وقدرات المعدات العسكرية للجيش المصري.
ويضيف الخبير العسكري المصري أن ما يفعله الإسرائيليون من التركيز على الصور هو أسلوب قديم عفا عليه الزمن، فهم يستخدمونه كذريعة لطلب زيادة المعونات العسكرية، مشيرا إلى أن دبابة الميركافا ليست حديثة الخدمة في الجانب الإسرائيلي، وخضنا معها مواجهات في حرب 1973 وما زالت تستخدم في جميع العمليات التي تقوم بها إسرائيل في غزة وجنوب لبنان، ولذلك فهي ليست دبابة جديدة لنتبين مزاياها وعيوبها.
وأوضح اللواء جبريل، أن هذه الصورة تعد رسالة طمأنة لجميع الدول المحيطة بالمنطقة والتي يتوقف أمنها القومي على استقرار أمن مصر، وتعلم جيداً أن أمن مصر هو أحد الأسباب الرئيسية لاستقرار أمنها، لافتاً إلى أن الصور تشير إلى أن القوات المسلحة المصرية في حالة تأهب مستمر ودائم وليس وقتيا.
ويؤكد جبريل، أن الصور طبيعية ولكن الجانب الإسرائيلي كعادته يحاول أن يشحذ الرأي العام العالمي وبالتحديد القوى الداعمة له من أجل إظهار أنه الجانب الضعيف وهناك تهديدات في المنطقة ونية بأنه مستهدف من أجل زيادة المعونات العسكرية المتزايدة والمفتوحة من جانب القوى الغربية الداعمة له.
ويشير زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يظهر في كل مناسبة أن مصر دولة سلام وتدعو إلى السلام، لكنها مثلها مثل جميع بلاد العالم، تحافظ على أمنها القومي، وهي دولة لا تتحزب ولا تتعصب ولا تنحرف ولا تنحاز، مضيفا أن مصر تنحاز إلى العدل وتدعم السلام.
العربية نت