جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات
ترقبوا صرخة الفوز لأبطالنا فى أوليمبياد باريس.. وسنشارك ولو بلاعب واحد
سعيد بتعامل الأندية العربية مع محترفينا على أنهم «أبناء بلد».. ومهاجم الأهلى المصرى سيقود المنتخب «الفدائى»
آخر ما كنت أتوقعه أن أرى دموع هذا الرجل والمحارب والمناضل القوي، ولم أكن أتوقع أن تسقط دموعه لمجرد أن يرى مشهدا مأساويا اعتاد عليه منذ سنوات وسنوات، راقبته عن بعد وهو يشاهد فيلما تسجيليا عن شهداء فلسطين، عرض على هامش احتفالية الاتحاد العربى للثقافة الرياضية بتكريم نجوم الرياضة العربية للعام 2023، التى أقيمت منذ أيام قليلة فى العاصمة المصرية القاهرة، دموع حاول أن يحبسها طويلا، إلا أنها هزمته وهو يلقى بكلمته أمام الجموع.
إنه جنرال الرياضة الفلسطينية، جبريل الرجوب، وزير الشباب والرياضة ورئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، الذى اقتربت منه عقب انتهاء الاحتفالية التى حضرها وزيرا الشباب والرياضة المصرى الدكتور أشرف صبحي، واللبنانى جورج كلاس.. ليدور هذا الحوار.
< حدثنا عن حال الرياضة الفلسطينية الآن بعد الغزو الغاشم .. وكيف تقاوم الرياضة الفلسطينية فى ظل هذا الوضع الكارثي؟
الوضع الآن حقا كارثى، والرياضة الفلسطينية تقاوم بكل قوة من أجل البقاء وقدمت المئات بل الآلاف من الشهداء من الأبطال فى كافة الألعاب والرياضات، لقد دمر الاحتلال الأخضر واليابس، دمر كل المنشآت الرياضية، والملاعب تحولت إلى قبور لشهدائنا، والمنشآت الرياضية تحولت إلى معتقلات.. النشاط الرياضى متجمد منذ السابع من أكتوبر الماضي.. لكن أبطالنا فى كل الألعاب يناضلون ويبحثون عن انتصارات لإهدائها لأرواح زملائهم الشهداء ورسم ولو بسمة للحظات على شفاة شعبهم.
< هل الحرب على غزة ستحرم فلسطين من المشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية التى ستقام قريبا فى فرنسا؟
لا.. مهما كانت الظروف وحجم الكارثة، لن نغيب عن أكبر حدث رياضى على كوكب الأرض، سنشارك فى أوليمبياد باريس ببعثة رمزية، وستكون المشاركة من خلال أبطال وبطلات فى الألعاب الفردية القتالية، وقبل حضورى للقاهرة التقيت توماس باخ، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، فى لقاء ودى احتضنه البيت الأوليمبى فى مدينة لوزان السويسرية، وأكدت فى حديثى مع باخ على التزام اللجنة الأوليمبية الفلسطينية فى بذل كل الجهود لضمان مشاركة فريق يمثل اللجنة فى دورة الألعاب الأوليمبية باريس 2024.. وأخبرته بأننا سنشارك ولو بلاعب واحد، وبالمناسبة فقد تأهل بطل التايكوندو عمر ياسر لأوليمبياد باريس .
< ماذا عن الدعم العالمى للرياضة الفلسطينية فى ظل ما يحدث؟
فى لقائى الأخير مع توماس باخ، وشدد لى على التزام اللجنة الأوليمبية الدولية بمواصلة تقديم أكبر دعم ومساندة ممكنة للجنة الأوليمبية الفلسطينية ولاعبيها فى خضم إعدادهم وتأهلهم لدورة باريس 2024، خصوصاً من خلال برامج التضامن الأولمبي.. كما أننى عرضت عليه خطة، وخارطة طريق ” إحياء الرياضة الفلسطينية”، وطالبت اللجنة الأوليمبية الدولية بدعم هذه الخطة، وهى دعوة لاقت ترحيبا من باخ الذى قال إن اللجنة الأوليمبية الدولية، ستعمل على تنسيق جهد دولى من حشد التمويل لها من مختلف الجهات المساهمة الدولية، بهدف إعادة إعمار المرافق الرياضية التى تعرضت للتدمير فى المناطق الفلسطينية، حيث تمثل هذه الخطة رسالة أمل قوية إلى المجتمع الأولمبى الفلسطينى ككل بكل مستوياته وعناصره من القاعدة إلى النخبة.. وكذلك مسألة الدعوات الخاصة باللاعبين الفلسطينيين كجزء من الحصص العالمية، إضافة إلى رؤية اللجنة الأوليمبية الدولية متوسطة وطويلة المدى حول كيفية دعم اللاعبين الفلسطينيين المتميزين، من خلال برامج التضامن الأولمبي، فى رحلة إعدادهم وتأهلهم لدورة الألعاب الأوليمبية فى لوس أنجلوس 2028 وما بعدها.. والحقيقة أن اللجنة الأوليمبية الدولية بدأت توفر الدعم والمساندة لعدد من اللاعبين الفلسطينيين الآخرين الذين يسعون بجد إلى التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية فى باريس 2024، ومن بين هؤلاء السباحة الفلسطينية فاليرى ترزي.
< ماذا عن الدعم العربى للرياضة الفلسطينية؟
حدث ولا حرج، دعونى أتحدث بكل فخر عن الدعم العربى للرياضة الفلسطينية، وبالتأكيد سأبدأ بالحديث عن الدعم المصرى الذى لم ينقطع يوما منذ نشوب القضية الفلسطينية قبل قرن من الزمان، لن أتحدث عن الموقف السياسى التاريخى والثابت، ومنذ السابع من أكتوبر الماضى والتواصل شبه يومى بينى وبين الأخ والصديق الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وكل ورؤساء الاتحادات والأندية المصرية والكل فى مصر يتسابق من خلال إنقاذ ودعم الرياضية الفلسطينية، وتم فتح كل الملاعب لنا واحتضنت مصر معسكرات الأندية والمنتخبات الفلسطينية فى كل الألعاب الجماعية والفردية، ومصر كانت من أولى الدول العربية التى احتضنت الرياضيين الفلسطينيين ويكفى أن اللاعب الفلسطينى يعامل معاملة اللاعب المصري، وهى الخطوة التى اتبعتها بقية الدول العربية التى لا تتعامل مع اللاعب الفلسطينى على أنه أجنبي، بل يقيد كلاعب محلى أى من أبناء البلد والوطن. كما دعمتنا بقية الدول العربية الشقيقة التى استضافت معسكرات تدريب منتخباتنا..بعض الرياضيين لدينا يتدربون فى الكويت وفى الدوحة… إننا نتلقى دعما هائلا من البلدان التى تؤمن بتطلع الفلسطينيين إلى تمييز أنفسهم فى مجال الرياضة، وتدعمنا فى هذه العملية.. كما تحتضن السعودية مباريات منتخب كرة القدم.
وبمثابة الحديث عن كرة القدم، أنا فخور وسعيد بوجود اللاعبين الفلسطينيين فى الدورى المصرى، وآخرهم الثنائى وسام أبو على فى الأهلي، وياسر حامد فى الزمالك، وأشكر النادى الأهلى الذى كان سببا فى حصول المهاجم «وسام أبو على» على جواز السفر الفلسطينى، وهو ما سهل علينا مهمة قيده فى سجلات الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم، وانضم بالفعل لصفوف منتخبنا الفدائى، وسيقود هجوم منتخبنا لأول مرة أمام لبنان فى تصفيات كأس العالم، لقد أصدرت لجنة شئون اللاعبين بالاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا” قرارًا يقضى بأهلية اللاعب وسام أبو على لتمثيل منتخبنا الوطني، وجاء هذا القرار بناءً على الطلب الذى تقدم به الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، ورغبة وطلب أبو على بتغيير اتحاده من الدانماركي إلى الفلسطيني.
جبريل الرجوب.. فى حوار غلبته فيه دموعه: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات
حوار علاء عزت – بوابة الأهرام