إن شرفَك يا (ود صديق) فوق كل المليشيا وفوق كل أسيادها وكل أعوانها
موتُك حياة لوطن ومعنى لأجيال وأجيال، وسيرتك تاريخ لما سيكون، وإقدامك تعليم في زمن الجهل والخيانة، صمودك ووقفتك في وجه الأوباش وكلاء الاستعمار شهود لن يُنسى. إن خنازير السياسة والعمالة لن يفهموا معناك ومجدك وما تمثله، ولكن الناس هؤلاء السودانيين الصابرين الصادقين يعلمون أن لحمك ودمك من طين هذه الأرض ومن نيلها الجاري.
إن شرفَك يا (ود صديق) فوق كل المليشيا وفوق كل أسيادها وكل أعوانها، ومثلك لا نحزن عليه فهو القدر وهو القضاء؛ ولكن طريقك الذي أرشدتنا له حيًا وميتًا وأبيت إلا أن تكون شاهدا عليه، هو طريق الحق والحقيقة والعزة والكرامة والوطنية.
” يافارس الحزن: مرغ حوافر خيلك
فوق مقابرنا الهمجية
حرّك ثراها.
انتزعها من الموت
فكل سحابة موت تنام على الأرض
تمتصها الأرض، تخلقها ثورة في حشاها
انتزعها من الموت يافارس الحزن
أخضرٌ، قوسٌ من النار والعشب
أخضرٌ
صوتُك..
بيرُق وجهك
قبرُك
لاتحفروا لي قبرا
سأرقد في كل شبر من الأرض
أرقد كالماء في جسد النيل
أرقد كالشمس فوق حقول بلادي
مثلي أنا ليس يسكن قبرا
لقد وقفوا ووقفت
لماذا يظن الطغاة الصغار
– وتشحب ألوانهم – أن موت المناضل موت القضية”
رحمك الله أيها البطل الشهيد.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني