عضو مجلس السيادة السابق.. السيد/ غودفري!

جولة سريعة على صفحة السفارة الأمريكية على فيسبوك تخبرك باختصار أنّ السفير الأمريكي -خلال المدة التي أمضاها- زار أي بقعة في السودان، وإلتقى بمختلف الأطياف في الداخل بما في ذلك الكيانات الأهلية والطرق الصوفية ونجوم المجتمع، وتجاوز بشكلٍ صارخ حدود الأعراف والقوانين التي تحكم تحركات البعثات الأجنبية. هذا عن أنشطته المعلنة.. إذًا ماذا عن اللقاءات السرية التي عقدها تحت جُنْح الليل؟
لو أمعنت النظر في طبيعة التغطية الاعلامية المصاحبة لزياراته وتقارير الزيارات المضمّنة لظننت أنّ السفير غودفري عضوًا بمجلس السيادة؛ ومثله مثل المسؤولين الحكوميين الذين يذهبون في جولات تفقدية ويسمعون من مواطنيهم ويعدونهم بعاجل الحلول والمعالجات!
كان هذا الاختراق المريع للدولة وفي وضح النهار أحد الأسباب التي قادت لتفجير الدولة من الداخل. وربما ليس في وسع الدولة اليوم وغدًا ولا بعد غدٍ معرفة حجم الاختراق الذي تم، وإلى أي الأعماق قد ضرب بجذوره. سوى أنها ستعيش حين من الدهر تقاسي مرضًا مدمرًا غامضًا.. دون أنْ تعرف مصدره تمامًا.. وما السبيل لاسكات آلامه ذات الطبيعة المُستديمة.
محمد أحمد عبد السلام