ترامب: بوتين تعب من الحرب وعلى زيلينسكي إظهار بعض المرونة

حمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية الحرب في أوكرانيا لحلف شمال الاطلسي «الناتو» وسلفه باراك أوباما الذي «تخلى عن شبه جزيرة القرم» التي ضمتها روسيا عام 2014.
وحـــذر ترامــب في تصريحات صحافية، من أن «الوضع سيكون صعبا» إذا لم يتعامل نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشكل جيد، مع جهود احلال السلام.
وأمل ترامب أن يتعامل بوتين بشكل جيد وأن يظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بعض المرونة. وقال ان «عليهما اتخاذ القرار ولهذا أعمل على ترتيب اجتماع بينهما». وأضاف «أريد أن يلتقي بوتين وزيلنسكي وعلاقاتي معهما جيدة والأوروبيون يريدون إنهاء الحرب المروعة في أوكرانيا».
وأكد ترامب أن «بوتين تعب من الحرب وسنرى ما سيحدث خلال أسابيع». وذكر ان «أوكرانيا ستستعيد مساحات كبيرة من أراضيها وسيتوقف القتل وستكون هناك ضمانات أمنية ولكن ليس من خلال الناتو» مشددا على ان «كييف لن تحظى بعضوية الناتو وهناك دول أوروبية تريد نشر قوات لها على الأراضي الأوكرانية». وشدد على ان روسيا حتى من دون بوتين لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى «الناتو».
في المقابل، شددت روسيا على أن أي قمة محتملة بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، يجب أن يتم التحضير لها «بشكل دقيق للغاية».وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع محطة «روسيا 24» التلفزيونية الرسمية إن «كل تواصل بين القادة يجب أن يتم التحضير له بشكل دقيق»، وذلك غداة تأكيد المستشار الديبلوماسي لبوتين يوري أوشاكوف أن الرئيس منفتح على «فكرة» نقل المحادثات مع أوكرانيا «إلى مستوى أعلى».
وأضاف لافروف: «من دون احترام المصالح الأمنية لروسيا ومن دون الاحترام الكامل لحقوق الروس والناطقين بالروسية المقيمين في أوكرانيا، لا يمكن التكلم عن اتفاق طويل الأمد لأنه ينبغي القضاء على المشكلة من جذورها على نحو عاجل في إطار أي تسوية».
هذا، وكانت الحرب الأوكرانية ونتائج المباحثات التي عقدها القادة الأوروبيون وزيلينسكي مع ترامب في البيت الأبيض، محور الاجتماع الذي عقد أمس عبر الفيديو لـ«تحالف الراغبين» الداعمين لأوكرانيا، لإطلاع القادة على مخرجات النقاشات في واشنطن والبحث في الخطوات التالية.وترأس كل من رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاجتماع الافتراضي الذي شارك فيه نحو 30 من قادة الدول الحليفة لأوكرانيا.
وكان ترامب كتب عقب اجتماع البيت الابيض، على منصته تروث سوشيال ان «الجميع سعداء للغاية باحتمال إبرام سلام بالنسبة لروسيا وأوكرانيا». وأضاف «في ختام الاجتماعات، اتصلت بالرئيس بوتين، وبدأت الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتم تحديده لاحقا، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي».
وأضاف «بعد هذا الاجتماع، سنعقد اجتماعا ثلاثيا أنا والرئيسان».
بدوره، أكد زيلينسكي أنه «مستعد» للقاء بوتين لإنهاء حرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف في روسيا وأوكرانيا.وتشكل الترتيبات الأمنية التي تطالب بها أوكرانيا، وتريدها ضمانة لعدم تجدد الهجوم الروسي بعد أي اتفاق سلام، محورا أساسيا في النقاشات الهادفة لإنهاء الحرب بين الطرفين.
من جهته، أكد الأمين العام للناتو مارك روته أن اجتماع واشنطن كان «ناجحا للغاية» وأسهم في «كسر الجمود» بشأن إنهاء الحرب. وأضاف «اليوم نركز على الضمانات الأمنية. الولايات المتحدة ستكون ضالعة بشكل أكبر، وسيتم إنجاز التفاصيل خلال الأيام المقبلة».
وأوردـــت صحيفـــــة فاينانشل تايمز استنادا إلى وثيقة اطلعت عليها، أن أوكرانيا تعهدت شراء أسلحة أميركية بقيمة 100 مليار دولار تمولها أوروبا، لقاء توفير واشنطن ضمانات أمنية لها.
وقال زيلينسكي إن حلفاء بلاده سيقدمون إليها «خلال 10 أيام» قائمة بهذه الضمانات الأمنية، موضحا «سيقررها على الأرجح شركاؤنا، وسيكون هناك المزيد والمزيد من التفاصيل لأنه سيتم تدوين كل شيء على الورق وإضفاء الطابع الرسمي عليه (…) وذلك في غضون أسبوع إلى عشرة أيام».
في الأثناء، وجه الرئيس الفرنسي انتقادات لاذعة لنظيره الروسي، داعيا إلى أن تكون مدينة جنيف مكان انعقاد القمة المحتمل أن تجمع بوتين وزيلينسكي.وصرح ماكرون في مقابلة بثت أمس على محطة «ال سي اي» ردا على سؤال عن مكان عقد اللقاء الذي أعلن عنه بعد اجتماع دونالد ترامب بنظيره الأوكراني وعدة زعماء أوروبيين في واشنطن «هذه ليست مجرد فرضية بل هي إرادة جماعية».
وأشار «سيكون بلدا محايدا وعلى الأرجح إذن سويسرا. وأنا أؤيد جنيف، أو حتى أي بلد آخر. وجرت المحادثات الثنائية المرة الماضية في إسطنبول».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية السويسري إينياسيو كاسيس أن بلاده ستمنح الرئيس الروسي «حصانة» اذا ما حضر «لمؤتمر حول السلام» في أوكرانيا، على رغم مذكرة التوقيف الصادرة في حقه عن المحكمة الجنائية الدولية.
وقال كاسيس خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي أنتونيو تاياني في برن، إن الحكومة الفيدرالية حددت العام الماضي «قواعد لمنح حصانة إلى أشخاص مستهدفين بمذكرات توقيف دولية، إذا ما حضروا في إطار مؤتمر سلام وليس لدواع خاصة».
الأنباء الكويتية






