انت مع الدولة أو الجيش انت كوز

انت مع الدولة أو الجيش انت كوز …
انت كنت ضد الكيزان و بتعارضهم ايام عندهم السلطة و المال ، الجابرك شنو واقف معاهم هسا بعد فقدوا الاتنين ؟؟
سؤال اتكرر كتير من يوم قامت الحرب دي بتوجه لي بصيغ مختلفة …
انا بقيف مع القيم و الأفعال، لو لقيت شخص بيؤمن بيها بقيف معاه في نفس الموقف ، و بعارضه اول ما القاه بتكلم عنها و بمارس النقيض.
لما جات الثورة لقينا نفسنا مع أشخاص بنادوا بي نفس القيم البننادي بيها ، الحرية و الديمقراطية و العدالة ، وقفنا مع بعض بلا حدود لحدي ما سقطت الإنقاذ . للأسف عوراتهم ظهرت اول ما استلموا السلطة فكانت أفعالهم في جهة و اقوالهم في جهة مناقضة تماما … اتكلموا عن العدالة و بمارسوا الظلم ، اتكلموا عن الحرية و بمارسوا الكبت ، اتكلموا عن الديمقراطية و ممارساتهم لا تؤدي إليها، قالو نحكم عشرة أو عشرين سنة بعدها نجي نعمل انتخابات ( ومعلوم الانتخابات هي سنام الديمقراطية) .
اما بالنسبة للكيزان ، فنحن صحينا لقينا بنادق الجنجويد موجهة لصدورنا ، ينهبوا ممتلكاتنا و ينتهكوا حرماتنا و يدمروا مؤسساتنا ، و يحتلوا مدنا و قرانا ….
فتشتا الناس الأسقطوا معانا الكيزان، لقينا جزء منهم انضم للجنجويد شايل بندقيته أو قلمه ينفثهم في المواطن وفي اي جهة تدافع عنه ، و التاني هرب من الجنجويد و بطالب الناس تستسلم ليهم ، بحجة ان الجيش برضوا مليشا و بتمارس نفس الشي ، بالرغم من اني شايف الجنجويد بنهبوا و بنتهكوا و الجيش بدافع عن المواطن ، لكنه ما عايزنا نصدق الشايفنه و دايرنا نصدق اوهامه ..
فعلا في ناس استسلموا للجنجويد زيما طلبوا منهم ، الحصل شنو ؟ : برضوا نتهكوا اعراضهم و نهبوا ممتلكاتهم ، يعني القاوم لم يسلم و من استسلم برضوا لم يسلم .
المواطن انتفض و وقف مع الجيش والقوات النظامية الأخرى عشان يدحر الجنجويد ، لقى الكوز شايل بندقيته و كاشف صدره و بدافع عنه ، كل يوم بقدموا عشرات الشهداء ، شباب كل همهم يحموا المواطن و يدحروا التمرد ….
لما الجنجويد وصلو ولاية سنار و حاصروا محلية سنار و كانو على بعد ١٠ كيلو مترات من بيتنا و كان فيهو امي و اخواتي وانا على بعد آلاف الأميال، لقينا ناس الناجي عبدالله و معاه ثلة من شباب الكيزان الكنت بنتقدهم و بعارضهم زمان و بسئ ليهم بدافعوا عن سنار ، مرة في كبري عرب و مرة في كبري مايرنو ، لحدي ما انجلت المعركة ..
هم و البراءون بدافعوا عن منطقتي عشان الجنجويد ما يحصلوها ، عشان ما يصلو لي اخواتي و بنات أعمامي و بنات اخواني و اخواتي … استشهد قائدهم قصي و استشهدوا شباب كثر منهم و ساهموا في دحر الجنجويد . وانت كنت سعيد لان الجنجويد ما قدروا يصلوا بيتكم و ينتهكوا اعراضكم ، لكنك ما عندك الشجاعة الكافية تعترف بأن الكلام دا تم بمساهمة جلية من الكيزان و البراؤون. انا عندي من الشجاعة ما يكفي اقول الكلام دا .
يعني فجأة لقيت الكيزان واقفين معاي في الملحمة الوطنية ضد التمرد و الجنجويد في خندق واحد مع الجيش. انا بدافع بقلمي و حبري ، و هم بدافعوا بكلاشاتهم و بدماءهم و حاملين أرواحهم على كفوفهم ، ايهما أغلى؟؟ .
معركتي مع الكوز كانت سياسية و فكرية و سلطوية سلمية ، الان بالنسبة لي هي اشياء ثانوية مقارنة بتهديد وجود الدولة البنتصارع فيها . اذا ما جمدنا خلافاتنا و صراعاتنا معاهم اما فقدنا الدولة البنتصارع عليها ،او بنلقى نفسنا تحت رحمة الجنجويد و جنود حفتر و الاماراتين ، و وقتها ما بنقدر نفتح افواهنا عشان نتكلم ناهيك عن اننا ننادي بالحرية أو العدالة أو الديمقراطية ، لأننا شفنا الجنجويد بيعملوا في الناس شنو ، و مافي زول ما عارف الشئ الحاصل للمعارضة الإماراتية في بلدهم ، لو ما عارف اسأل عشان تعرف . عشان تعرف كيف كان يكون حالنا لو نجح المخطط و تم الاستيلاء على البلد . لكن بفضل الله و بمجاهدات القوات النظامية و الكيزان قدرنا ندحرهم من وسط السودان ، باقي كردفان و دارفور. و انشاء حتتحرر منهم ….
عرفت ليه انا و الكوز في خندق واحد ؟؟؟
كل خلافاتنا معاهم مؤجلة لحدي ما يندحر التمرد بعدها نقعد في الواطة كلنا كسودانين و نشوف كيف نديرها ….
دي وجهة نظري بنيتها على معارضة طويلة للكيزان من التسعينات و معرفة تامة بالمعارضة برضو ، ولو خشيت الصفحة دي و بحثت فيها بتلقى مئات المقالات و البوستات البتنتقدهم و بتطالب باسقاطهمايام كانوا في السلطة ، الان كل شئ بيني و بين الكوز مجمد الى ما بعد دحر الجنجويد ، وجهة نظري دي انا مقتنع بيها تماما و مسئول عنها و عن كل ما يترتب عليها ،و انت حر في وجهة نظرك ، اتحمل مسؤوليتها . بس بالله عليك وقف حكاية تلف وتجي تقول لي بلبوسي أو كوز ، لو بل الجنجويد ببقيني بلبوسي فأنا بلبوسي ، وإذا وقوفي مع الكوز و الجيش بخليك تنعتني بكوز فلك ذلك ، لكن بتمنى انك تطور شوية من ادواتك و من حكاية تنمط الشخص البقول حاجة إلى مناقشة الكلام المكتوب …
اتمنى تكون عرفت بأن اي مواطن بدافع عن البلد لقى نفسه في خط واحد مع الكيزان ، بل لقى الكيزان قدام ، و افتقدنا بعض الناس الوقفوا معانا في اسقاط الكيزان ، و للأسف بعضهم واقف في صف الجنجويد قولا و فعلا ..
سالم الامين






