(البرهان خائن لانو رفض الطلاق)

في زمن صلاح قوش، لما أعلن الحرب على القطط السمان، طلع الممثل شكسبير في فيديو ساخر و قال ليهو ( القطط دي السمنها منو؟) نفس السؤال ده بيرجع الليلة ( المليشيا الخلاها تتمدد منو؟) والجواب هنا أهم من أي وقت تاني، لأنو في سردية خبيثة بتتكرر لحدي ما الناس صدقوها بتقول إنو البرهان هو السبب في تمدد مليشيا الدعم السريع.
طبعا السردية دي ما عندها علاقة بالواقع إطلاقاً و هي مجرد تطبيق عملي لقاعدة ( أكذب، أكذب، ثم أكذب حتى يصدقك الناس ) القاعدة التي صاغها جوزيف جوبلز، وزير دعاية هتلر بنلقاها في علم النفس المعرفي باسم (تأثير الحقيقة الوهمية) فالناس بيميلوا لتصديق المعلومة الكاذبة إذا اتكررت كتيييير ، حتى لو كانوا عارفين الحقيقة من الاول.
يا جماعة الدعم السريع ده تأسس كقوة رسمية سنة 2013 بقرار من نظام البشير وفي سنة 2017 جا برلمان الكيزان أصدر قانون خاص بالدعم السريع، القانون ده منحها وضعية شبه مستقلة وتحديداً المادة (5) ربطت القوات دي شكلياً بالقوات المسلحة لكن خلت مرجعيتها المباشرة لرئيس الجمهورية يعني البشير نفسه و ليس القيادة العامة يعني عملياً الدعم السريع كان كيان مستقل مقنن بقانون الدولة.
اذن المُشرعن الأول هو البشير ونظامه مش البرهان و بالله عليك قبل ما تجهز ليك نص كباية قهوة بدون سكر و دواء لازم تشارك البوست ده عشان تساهم معانا في تفكيك و فضح السردية المضللة دي .
بعد سقوط النظام في أبريل 2019 استلم البرهان رئاسة المجلس العسكري و حميدتي أصبح نائب للرئيس بواقع القوة على الأرض، ما بسبب ( منحة) من البرهان فقواته كانت مطوقة الخرطوم والقيادة العامة تحديداً في وضع عسكري أقرب لـ( كش ملك) و أي مواجهة مباشرة وقتها كانت معناها ح تكون حرب شاملة محسومة للمليشيا خلال دقائق، لأنو الجيش وقتها ما كان مستعد عسكرياً ولا سياسياً.
غير كدا، المليشيا كانت ماسكة مفاصل تمويلية (شركات الذهب وجبل عامر)، وعندها شبكة علاقات خارجية (اليمن، ليبيا، مكافحة الهجرة غير الشرعية مع أوروبا) باختصار كده التمدد الحقيقي سبق البرهان بسنوات و جات قحت كمان ساهمت في تمدد سياسي كبير للمليشيا .
الخطوة المستندين عليها البيهاجمو البرهان هي خطوة إلغاء المادة (5) في يوليو 2019 القام بيها البرهان و خلونا نكون واضحين يا جماعة ، المادة (5) هي التي منحت الدعم السريع غطاء قانوني من البشير و نظامه و بإلغاء المادة، البرهان فصل الجيش قانونياً عن المليشيا، وأزال الغطاء الذي كان يجعلها جزءاً من القوات المسلحة شكلياً.
الخطوة دي كانت تمهيد للدمج أو التفكيك مستقبلاً، ورسالة للداخل والخارج بأنو المجلس العسكري لا يريد شرعنة المليشيا كما فعل البشير و البقولو إنو الإلغاء سبب في (تمدد المليشيا) ديل بيروجو في كذبة مفضوحة لانو التمدد كان عبر الذهب و الشركات و الانتشار الخارجي، والسلاح، و الحاضنة السياسية للمليشيا لا عبر مادة قانونية تم الغاءها ، الإلغاء ده ما اضاف ليهم صلاحيات جديدة، بل سحب منهم غطاء قانوني مهم جدا.
البرهان اختار سياسة النَفَس الطويل و إعادة ترتيب الجيش و بناء ظهير سياسي ومجتمعي و بعدها الوصول لمرحلة طرح الدمج رسمياً وهنا تحديداً اندلعت الحرب لأنو المليشيا لحظتها أدركت أنو ساعة المواجهة اقتربت.
الحقيقة واضحة يا جماعة فالذي أنشأ وقنن للمليشيا هو البشير ونظامه بقانون 2017.و الذي سحب شرعيتها القانونية وطالب بدمجها ثم حلها هو البرهان.
إذن، كل من يردد أن البرهان هو سبب التمدد إما مخدوع بتأثير التكرار أو متعمد الكذب والوقائع براااها كافية و بتقول انو البرهان واجه واقع مفروض و انحنى للعاصفة بذكاء ثم بدأ معركة التفكيك.
أما ( خيانة البرهان) فهي في الحقيقة حركات الكاهن ده بتعتبر خيانة للمليشيا لامن انحنى للعاصفة و اوهم حميدتي بانه شريك مهم و اساسي و هي برضو كانت خيانة للقحاطة الكانوا منتظرين البرهان يسلمهم الجيش و السلطة بعد سقوط البشير و هي فعلا كانت خيانة لبعض الكيزان الافتكروهو محلل ح يقعد فترة بسيطة و يطلقها ليهم.
اخترت لعشاق الشطرنج الصورة التحت دي لانو فيها ( نقلة ) بتوضح كيف ممكن تجبر الخصم و كيف تقدر تسلب من الخصم الحق الشرعي في التفكير و الرد و ده من اعلى مستويات التكتيك الحنشوفو على ارض الواقع في المرحلة الجاية

نزار العقيلي






