أم جركم أكلت الديمقراطية والشمولية
*إن طرحنا السؤال على هذه الشاكلة:
*هل الغبي في هذا الوطن هو الذكي؟
*أم أن الذكي هو الغبي؟
*ولأبدأ بنفسي وأصارحها..
*لأن مواجهة النفس ليست من السهولة بمكان..
*لقد ارتكبت قرارات خاطئة كثيرة.
*ولعل (أقدمها) أنني تركت لعب كرة القدم.
*واخترت فضاء (الأدب والثقافة) لأحلق فيه.. بالرغم من المطبات!
*لو واصلت في اللعبة الكروية فربما كنت نجماً تتهافت عليها الأندية..
*ولحصلت على مبلغ (خرافي) لحظة (تسجيلي) مما يجعل لعابي (يسيل).
*وأردد مع مطربنا الكبير صلاح بن البادية (سال) من شعرها الذهب..
*والمقصودة بـ(شعرها) هنا هي بالطبع (كرة القدم).
*ومفارقة كرة القدم ربما كانت بدايات (الغباء) الذي أدفع ثمنه الآن.
*وكان (الغباء) الآخر قرار تشجيعي لفريق لم يكن بين فرق المقدمة كالهلال والمريخ..
*بل كنت أحبذ دائماً أن أقف مع الفريق المغلوب.. بل والمغلوب على أمره.
*هل هناك أغبياء يحملون فصيلتي.. طولهم 5 قدم و6 بوصة وعيونهم عسلية حسب المواصفات في (الجنسيات) التي كنا نحملها في ذاك الزمان الرائع؟
*وجاء زمان أصبحنا فيه بلا عيون عسلية.. ولا (عسلية) أيضاً نتجرعها.. بل عيوننا كالها الرماد الذي كال حماد!
*الروائي والأديب المصري المعروف فتحي غانم في روايته التي تحمل عنوان (الغبي)..
*شخوصها تصف (الغبي) بأنه ذاك الرجل الذي يتخذ كل قرارات حياته خطأ.
*ولكن غانم يستدرك بأن هذا الوصف للغبي غير دقيق.
*لأن الكثير من المواقف والقرارات التي تتخذ وتنم عن غباء.
*بعد مرور سنوات تبين للناس أن صاحبها (الغبي) كان بعيد النظر ويرى ما لا يراه الآخرون.
*أليس من (الغباء) أنني كنت من زمرة تلاميذ ولسنوات طويلة نردد نشيد (منقو قل لا عاش من يفصلنا)؟!!
*أليس من (الغباء) أن تضحك على مشاهد فيلم هاني رمزي (غبي منه فيه)؟
*أو تنهمك في مشاهدة (اللمبي) في كل أدواره العبيطة؟
*أليست لدينا كل المقومات الخصبة في مناخنا العام لصنع الشخص (الغبي)؟
*كونوا معي في المشهد…
*لو استغرقنا في كل ما يتم حولنا… في السياسة والرياضة والفن.. في الجريمة والأطباء المزيفين والفساد.. في التلوث والزحام والفقر.. وقس على ذلك..
*هل تطلب مني أو من أي فرد إزاء ذلك أن يكون ذكياً؟.. كيف؟!
*إن (الغبي) هو ناتج بيئة (غبية) مقصودة أو غير مقصودة..
*ومازلت أتساءل: هل أنا (غبي) لأنني لم (أنتمِ) لأحزاب الأمة القومي أو الاتحادي الديمقراطي أو المؤتمر الشعبي أو أحزاب اليسار؟!
*هل أنا (غبي) وبدرجة امتياز لأنني لم (أنتمِ) للإنقاذ في زمن التمكين؟
*إذ كان يمكن أن أكون صاحب (ناطحة) لا أقول (سحاب) بل ناطحة سلك كهربائي عالي الضغط..
*يعني بتواضع كده منزل من دورين.. تلاتة بس!!
*وعلى طريقة الإعلامي اللبناني مصطفى الأغا وهو يطرح مسابقة (الحلم) على فضائية (MBC).
*شو ما كان (حلمك).. بيت.. سيارة أو كاش.
*أرسل كلمة (إنقاذ) لتفوز بذلك..
*لقد فات زمان ذلك.. لأننا نعيش الآن زمان (التصفير)!!
صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي