رأي ومقالات

الغرب والإسلام السياسي: معاداة أم توظيف؟

الغرب والإسلام السياسي: معاداة أم توظيف؟
يظهر التاريخ أن الغرب لم يتردد في معارضة أنظمة علمانية وديمقراطية عندما اعتبرها تتعارض مع مصالحه. فقد ساهم في الإطاحة بنظام محمد مصدق الديمقراطي في إيران ، ودعم الإطاحة بأنظمة مثل نظام صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، رغم علمانيتها.
في ثمانينات القرن الماضي صلحت أمريكا القاعدة ومولثا لشن الحرب علي الإتحاد السوفيتي والشيوعيين في أفغانستان. واستقبل الرئيس الأمريكي ريغان قادة القاعدة في البيت الأبيض. ثم زارهم مستشاره للامن القومي وكبير الإستراتيجيين وقال لهم أن الله في جانبهم. حينها كانت رسائل الله للمسلمين ترسل للقاعدة عبر أمريكي كاثوليكي يخبرهم عن الصف الذي أختار الله أن ينصره. وفي السنين السابقة تعاونت المخابرات الأمريكية مع تنظيم داعش/جبهة تحرير الشام لإسقاط نظام بشار الأسد العلماني في سوريا. وتم ألغاء العقوبات الأمريكية علي السيد أحمد الشرع بعد أن كانت الحكومة الأمريكية تطارده لدرجة عرض جائزة بقيمة عشرة مليون دولار لمن يبلغ عن مكانه. وقبل أيام أستقبل ترمب السيد الشرع في البيت الأبيض واشاد به.

الاستنتاج: الغرب ما عندو مشكلة مع التطرف الإسلامي. ممكن يتعاون معاهو عادي لو خدم مصالحه.

أيضا حارب الغرب نظام جمال عبد الناصر العلماني، واسقط نظام القذافي العلماني ودمر نظام صدام حسين العلماني المعادي للإسلاميين وكذلك نظام الأسد العلماني المعادي للإسلاميين في سوريا وكذلك أسقطت أمريكا وبريطانيا نظام مصدق الديمقراطي العلماني في أيران في خمسينات القرن الماضي ما مهد للثورة الإسلامية الخمينية في ١٩٧٨.
الاستنتاج: يمكن إسقاط الأنظمة العلمانية والديمقراطية إذا كانت خارج الطاعة أو إذا اقتضت المصلحة ذلك.

الاستنتاج الثالث: ما يحدث في السودان ليس تدخلا ضد التطرف الإسلامي وإنما هو قضية مصالح وهيمنة. إضافة إلي الدليل أعلاه، لاحظ أن الكيزان المقبولون هم الذين في معسكر صمود من حزب المؤتمر الشعبي بتاع الترابي. وكذلك أرطال الكيزان في قوائم الدعم السريع يتمتعون بالقبول. الكوز المنبوذ الممنوع من المشاركة هو كوز المؤتمر الوطني الذي لا يتبع لغرب أو جنجويد أو صمود.

الاستنتاجات مرة أخري، مكررة:
1- يبدو أن الموقف الغربي من التطرف الإسلامي يتأثر باعتبارات مصلحية أكثر من كونه مبدأً ثابتاً.
2. التاريخ يشير أن المعايير الغربية في التعامل مع الأنظمة لا ترتبط بطبيعتها (علمانية أو ديمقراطية) بقدر ما ترتبط بمواقفها من المصالح الغربية.

3. الوضع في السودان يبدو متأثراً بحسابات المصالح والهيمنة الإقليمية أكثر من كونه موقفاً مبدئياً من التطرف الإسلامي، حيث يتم التعامل مع بعض القوى الإسلامية المقبولة إقليمياً بينما يتم استبعاد أخرى.

معتصم اقرع