رأي ومقالات

أزمة المسؤول السوداني بين تكليف الأمة وتقديس الكرسي

عندما يتحول المنصب إلى مرآة: أزمة المسؤول السوداني بين تكليف الأمة وتقديس الكرسي .
• المسؤول السوداني اليوم أمام امتحان حقيقي، امتحان لا علاقة له بالولاء السياسي ولا بالانتماء القبلي، بل بقدرته على التفكير خارج الصندوق … وخارج حدود نفسه، فالإبداع في الإدارة يبدأ بالتطور والشفافية والصدق والمساواة، لا باحتكار السلطة ولا بتضخيم الذات.
• من أهم الأدوات المفقودة في مؤسسات الدولة غياب مكتب الاتصال داخل الوزارات، وهو منصب محوري لو كان موجوداً لأصبح الجسر الذي يربط بين الحكومة والشارع، ولخفف كثيرا من الاحتقان الناتج عن سوء التواصل وانعدام المعلومة.

• لكن المشكلة الأعمق تكمن في الذهنية التي تتشكل فور وصول المسؤول إلى الكرسي ؛ إذ يتراجع مفهوم “ المنصب تكليف ” ليحل محله وهم “المنصب تشريف” ، ينغلق المسؤول على نفسه، ينشغل بأهله ومصالحه الشخصية وشهواته ، ويتحول الجهاز التنفيذي إلى إقطاعية صغيرة تخدم شخصا لا وطنا.

• وللأسف، رغم قسوة الواقع، تبقى هناك نماذج نادرة من المسؤولين الذين يذكرون بالخير، بينما يتساقط البقية إلى الحضيض، حيث يطويهم التاريخ دون أسف.

• إن إصلاح الدولة يبدأ من إصلاح العقلية، وتذكير كل من يجلس على الكرسي بأن الكرسي لا يصنع الرجال… بل يفضحهم .

Basher Yagoub