اقتصاد وأعمال

(توسعة شارع النيل).. قصة تحول جديد


يعد شارع النيل الممتد من كوبري النيل الابيض الذي يصل مدينتي الخرطوم وأم درمان وحتى منطقة الجريف غرب احد المعالم الرئيسية البارزة في مدينة الخرطوم والسودان عامة، حيث تطل علي هذا الشارع مباني اثرية وتاريخية واخرى معمارية حديثة تضاهي المباني العالمية. وفي المباني التاريخية القصر الجمهوري وغيره من جامعة الخرطوم ووزارة التربية والحكم الاتحادي وقاعة الصداقة وجميعها مؤسسات حكومية عدا جنينة السيد علي الميرغني المبنى الوحيد الذي يتبع لمواطن سوداني، وتقابل شارع النيل المخضر جزيرة توتي وما تحمله من خضرة وجمال إضافة الى الاسطول النهري الذي ينظم مياه النيل الازرق بينما اضاف كوبري توتي وكوبري المك نمر بعداً جمالياً له ابعاده، لكن شارع النيل اصبح أكثر اكتظاظاً بالمركبات واختناقاً مرورياً، ورغم اجتهادات الولاية وادارة المرور في تجديد المسارات ونوعية العربات المارة إلاّ ان المشكلة تزداد تعقيداً والشارع تطل عليه معظم مؤسسات الدولة ووزاراته، اضافة الى بعض الاندية والدور كدار الكشافة وغيرها التي يرتادها المواطن في المناسبات العامة والخاصة، واضاف الى ما تم اخيراً لربط كوبري المنشية بشارع النيل حتى كوبري القوات المسلحة الذي يعد منفذ لشرق النيل وشرق الخرطوم، زد علي ذلك ال?لل الرئاسية يعد منفذها الوحيد وفوق كل هذا وذاك حجز افراد شرطة المرور لعربات المواطنين عند خروج او دخول احد المسؤولين، لكل تلك الاسباب وغيرها قامت ولاية الخرطوم بتوقيع عقد مع بنك قطر الوطني الاسلامي يقضي بتوسعة شارع النيل داخل مجرى النهر، بتمويل قدره (30) مليون دولار، وسوف تقوم شركة (AEA) التي نفذت من قبل كوبري توتي بتنفيذ التوسعة ويبلغ طول الشارع حسب ما ورد في العقد (2.6) كلم، وعرض (88) متراً، كأحد شوارع المرور السريع بولاية الخرطوم والوحيد داخل مدينة الخرطوم «قلب السودان النابض»، يشمل الشارع اربعة اتجاهات، حيث لا تعترضه تقاطعات.
وأوضح د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم ان توقيع العقد احد ثمرات التعاون بين الدولتين الشقيقتين «قطر والسودان».
واشار الوالي بدور قطر في المساهمة الفاعلة في البنيات التحتية بالسودان، وفي السياق أكد المهندس جودة الله الطيب رئيس لجنة الشؤون الهندسية بمجلس تشريعي الخرطوم لـ (الرأي العام) ان الشارع الحالي لا يسع المركبات المارة، وجاءت فكرة توسعته، ولكنها كانت على حساب الوزارات والمباني الاثرية والتاريخية التي حالت دون ذلك، للمحافظة عليها، وقال جودة الله: لذلك سوف تتم توسعته داخل مجرى النيل الازرق، واضاف جودة الله ان الناحية الفنية للتنفيذ تحدد حسب الوضع الفني وامتداد الجروف المحاذية للشارع، وزاد: ان الشارع يساعد في حركة المرور وفك الاختناقات ساعات الذروة، ويضيف بعداً جمالياً لمدينة الخرطوم، وقال: في نفس الوقت يحافظ على المباني التي من ضمنها القصر الجمهوري واشار جودة الله الى ان الخطة في عمومياتها مكلفة، لكن توسعة شارع النيل تستحق ذلك.
وفي السياق ذاته اتصلت (الرأي العام) بالمهندس عماد فضل المرجي مدير عام وزارة البني التحتية والطرق، ووجهت له اسئلة عن المشاريع المصاحبة لتوسعة الشارع، وعن مراحل التنفيذ والآثار المترتبة على قيام الشارع داخل مجرى النيل وآثاره البيئية، وعن الدراسة التفصيلية للمداخل والمخارج، واثر الشارع علي حركة المرور، والاغراص المتعددة الاخرى لتوسعة هذا الشارع، فكانت اجابته واضحة وصريحة، وأوضح ان الدراسة حتى الآن في مراحلها الأولى، أو الدراسة المبدئية ومن ثم تأتي الدراسات التفصيلية واخيراً مرحلة الانشاءات والتنفيذ، واشار فضل المرجي الى الدراسات التفصيلية وما تشمل من معلومات تتعلق باشياء ديمقرافية وهيدرولوكية اضافة للآثار البيئية.
واضاف: تجمع هذا المعلومات ويتم تحليلها وتدخل في تقييم يبني عليه تنفيذ المشروع، وتابع: (ان عقد التمويل يشمل الدراسات جميعها والتنفيذ، كما ان الجهة التي تعمل الدراسات تعمل معها آلية استشارية، اما الجهة التي تنفذ فهي شركة (A.E.A) التي قامت بتشييد كوبري توتي)، وذكر فضل الموجي ان العمل قد يستغرق عامين ويصل الي ثلاثة لأن العمل لم يبدأ بعد، وان الشريط المحصور بين الشارع والنيل الى شارع الجامعة فيها مساحات خضراء، وان التوسعة تزيد البعد الجمالي والسياحي، واشار الي ان الوزارات سوف تتقلص في هذه المنطقة وتكون سياحية وترفيهية، وان المخططات المحصورة هنا تشمل مشاريع اخرى يتم تنفيذها في مراحل متعددة، وأكد فضل المرجي وجود دراسات مسبقة للانهر الثلاثة (النيل والنيل الابيض والنيل الازرق)، حول المجرى الدائم للماء والسهل الفيضي وشملت الدراسة (150) كلم علي طول الانهر والحديث لفضل المرجي: تأتي بعدها دراسة هيدرولوكية، حددت الآن خط البناء وأوضح، ان أي انسان يرغب في عمل مشروع على ضفاف الانهر الثلاثة عليه ان يأتي ويأخذ الدراسة وسوف يتعرف على جميع الآثار، ويكون بذلك لم يبدأ من الصفر.
وفي سياق الرد على احدى الصحف التي انتقدت عزم الولاية بتوسعة شارع النيل وان الاولوية والحاجة للولاية في أمور ضرورية وحيوية اخرى، اجاب فضل المرجي قائلاً: ان الانسان دائماً يمسك الاشياء بخيط واحد ولا يرى غيره ولا بد للانسان ان ينظر الي الأمور من جميع نواحيها، وقال: ان الاولويات تختلف حسب وجهة نظر كل فرد وانها مطلوبة، ولكن كل حسب رؤيته، وان تخوف الانسان من دون ارضية علمية يتبعه كثير من الهواجس، ولكن عند اقترابه من الحقائق والنظر إليها، برؤية علمية تتضح له الحقائق جلية.
وأضاف فضل المرجي ان الشارع فيه حل لمشاكل للحركة باعتباره خط مرور سريع ولا يوجد فيه اعتراض او تداخل شوارع، واشار الى التوسعة التي تربط الشارع بكوبري المنشية وان عقدها منفصل عن اتفاقية توسعة شارع النيل وتم التوقيع عليه من قبل والآن جاهز للتنفيذ، وأوضح المرجي ان هنالك دراسة تفصيلية سوف توضح المداخل والمخارج للكباري التي يمر عبرها الشارع الجديد.
وتشير (الرأي العام) الى توقيع عقد توسعة شارع النيل واشار م/ فضل المرجي الى تقليص الوزارات والمؤسسات مع الرد علي خطاب والي الخرطوم بمجلس تشريعي الخرطوم، والذي اشار الى تفريغ وسط العاصمة الخرطوم من المؤسسات والوزارات، توطئة لتخفيف الاكتظاظ البشري والزيادة المطردة للوافدين لوسط الخرطوم عبر المركبات الخاصة والعامة، ويعد تقليص الوزارات والمؤسسات على شارع النيل جزءاً من توصية وتأمين مجلس تشريعي الخرطوم بتفريغ الوزارات والمؤسسات من قلب الخرطوم.
بابكر الحسن :الراي العام