هذا المشروع الباذخ
*وجف القلب.. هل كبرت إلى ذاك الحد؟
*لقد استطالت نبتتها وعلى جدار جذعها أسندنا ظل كتاباتنا..
*كانت ثقتنا كبيرة في الله سبحانه وتعالى أولاً..
*وفي رُبانها الذي امتلك الجرأة وبذل لها وما استعصى شيئاً..
*فكان أن أبحرت سفينة (اليوم التالي) قبل عام في بحر تلاطمت أمواجه السياسية وتفرقت فيه جبال صحف ثلجية..
*ولكن كان طاقم السفينة من محرريها الشباب قد (شد الضراع).
*بينما هناك عيون (مشفقة) ترنو لها وهي تخشى عليها من الغرق..
*وعيون أخرى كانت تبصر (يبصرها) وليس ببصيرتها.. وفي (تنجيمها)..
*(أنها تجربة تحمل في تضاعيضها عناصر فنائها)..
*بيد أن بحَّارة (اليوم التالي) من المحررين والكتاب والفنيين وطاقم الإدارة والإعلانات.. وفي معية رُبانها الماهر رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير بجانب رئيس مجلس إدارتها..
*سكبوا عرق مهنيتهم في محركاتها.. كلٌّ في مجاله..
* وكان الرسو الآمن على شيطان القراء الذين استقبلوها بشراعات حفاوة غير مسبوقة..
*وكل امرء من قرائها.. أصبح لها (ميناء)..
*إن القبول الذي وجدته من القراء كان الحافز الأكبر بأن تصد به كل أعصار..
*فكان النجاح الباهر الذي حقق لها ذاك الموقع المتقدم في أفق الصحافة السودانية من خلال حرية (رأيها) وقدسية (خبرها) حسب شعارها الذي طرحته..
*وكما يقال دائماً.. ربما يكون النجاح (سهلاً)، ولكن (الصعوبة) في الحفاظ عليه..
*وهذا سوف يكون ديدنا.. ليس المحافظة فقط على (النجاح) بل تجاوزه إلى الأفضل..
*لأن الارتكان إلى ما أضاءته نجمة صحيفتنا لن يقودنا إلا إلى (مثلث برمودا الغروري) الذي تنطفئ فيه الصحف..
*إن (اليوم التالي) مشروع باذخ.. عنفوانه في قناعاتنا بالنهوض به إلى مرافئ أكثر علواً.
*فلنحتفي بقرائنا.. كتابنا.. أبعد مما يتسع المدى..
*لنصعد رويداً.. رويداً.. حتى نبصر البحر في دواخلنا..
*وبقوة التحدي تبحر (اليوم التالي) في أعماقنا..
*فتندغم السفينة في الإنسان مستصحبين (الحدس) الرابح..
*في احتدام السباق.. سباق الوعي والاستنارة..
*فتتلبسنا غيمة من أجنحة طيور.. أينما تحل يبتل فيها (الغد)..
*والغد (يوم تالي) يمنح سواحل (العام التالي) آثار أقدامه..
*لقد استوى العشق بين القراء والكتاب.. و(اليوم التالي)..
*فهلا قمنا.. إليهم.. إليها فالطريق إلى (حلمنا) جميعاً.. طويل..
*شكراً لكل من هز جذع نخلتها ليتساقط رطباً..
*شكراً لكل من أُبتلي بشغف مهنة الصحافة..
*نحن لا نطفئ.. بل نضئ الشمعة الثانية..
صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي