الثراء (الحرام).. الحلال
* كل من طالع خبر ما توصلت إليه لجنة التحقيق في الفساد بمكتب والي الخرطوم.
* أقله لابد أن يصاب بـ(أب شهاق)..
* وتسقط أسنانه من بين فكيه..
* أو يسقط طقم أسنانه الصناعي..
* أو يصاب بـ(رجفة برد) مثل التي تسببها الملاريا..
* وربما يكون (وقع الخبر) أعظم دهشة مما ورد في مطلع رواية (عرس الزين) لشامخنا الطيب صالح.
* لأن (الزين) من (المستحيلات) أن يتزوج.
* بيد أن بركة الشيخ (الحنين) قد أحاطت به.
* إن (المتورطين) في تلك الاختلاسات والمنتمين لمكتب الوالي بلغت اختلاساتهم 18 مليون جنيه (وبالقديم 18 مليار جنيه) مليار يحك مليار..!!
* وقد أفرجت لجنة التحقيق عن المتهمين بعد استرداد (الأموال)..!!
* والمبرر لذلك أن في قانون الثراء الحرام (مادة) تفرج عن المتهم حال استرداد المبلغ المختلس وتسمى بـ(التحلل)..
* الدهشة والغرابة في (التحلل) هذا والأشبه بـ(فقه السترة)..
* وهو إجراء كما أفادت اللجنة بأنه (قانوني)..
* ويكفي أن (أموال الدولة) عادت إليها.. سالمة..
* وقد كان المتهمان في (بحبوحة) من رغد العيش..
* أما القانوني الضليع الدكتور بخاري الجعلي يصف (التحلل) بأنه (بدعة إنقاذية)..
* لأن ظاهرها استرداد أموال الدولة..
* إلا أن هذا الاسترداد كان يمكن أن يتم في إطار محاكمات جنائية نزيهة.
* المهم عوداً حميداً للمال المسترد..
* مال حلال.. والله..
* لكن.. الشيء الذي (يحيرني) كلمة (تحلل)..!!
* لأنها تقود إلى معان ليست (مستحبة)..
* بالرغم من أنها في قاموس الحكومة.
* إنك يمكن (تهبر) هبرة ليها (ضل) وشمس أيضاً..
* وبعد دا (تعيدها) للحكومة..
* بعد ما تكون قبضت (أرباحك) منها..!!
* ويصبح الثراء الحرام (حلالاً)..!
* نزعم أن (التحلل) مستحضر تجميل لـ(تبييض) الذمة..!!
* هناك أيضاً شيخ (الحنين) الإنقاذي الذي يوزع (بركاته).. أليس كذلك..!؟
[/JUSTIFY]صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي