جلبغة قوى المعارضة
* تحسبو لعب؟!
* إن المؤتمر الوطني كان (جاداً) في فتح مغاليق (الحوار) مع المعارضة.
* وأطلق شهيقاً وزفيراً من (الحريات) لها..
* وقد كانت المعارضة (تعتقد) أن المصالحة مع المؤتمر الوطني في قضايا الحوار والحرية مجرد (عزومة مراكبية).
* ولكن قيادة الدولة أخذت الأمر بجدية وأوفت بما التزمت به من بشريات أولى.
* من ثم انطلقت بعض ندوات المعارضة والتي لم تتجاوز إلى الآن أصابع اليد الواحدة.
* جسا للنبض السياسي..
* وانطلقت (الحلاقيم) فيها بيد أن طرحها لم يخرج على أنه مجرد (جلبغة) في موية.
* فحينما كنا صغاراً وعقب هطول الأمطار كان يحلو لنا اللعب في تجمعات مياهها التي كنا (نجلبغ) فيها.
* المعارضة الآن تمارس (الجلبغة) في مياه الحريات التي منحت لها.
* ربما ترى المعارضة (أحزابا وتنظيمات) في الحريات العامة أن بوابتها لم تفتح (كاملة).
* لذا فإنهم مازالوا في حالة (حيطة وحذر) من فضاء الحريات ذاك الذي يتراءى أمامهم.
* وهذا يذكرني بـ (كلب) لنا كان في (القيد) لفترة طويلة وحينما قمنا بتحريره من ذاك (القيد)..
* ظل طوال أسبوع لا يتحرك خارج دائرة القيد التي كان فيها.
* بل إن أرجله كانت متثاقلة في خطوها..
* بالرغم من أن الكلب نال (حريته) في الحركة إلا أنه مازال في (ارتياب) من تلك (الحرية).
* ولا أشبه أحزابنا وتنظيماتنا السياسية بذاك الكلب .. حاشا لله.
* ولكنني أشبه ارتيابه.. ووسوسته.. بارتياب الأحزاب من فضاء حرية بعد رفع قرن من الزمان.. وقد كانوا محبوسين في (قمقم).
* وبعيداً عن ذاك الحذر والوسواس القهري..
* فإن أحزابنا وتنظيماتنا السياسية المعارضة غير (جاهزة) لممارسة (دورها).
* لأنها كانت تراهن طوال 25 سنة على (إسقاط النظام) من خلال (أحلام زلوط).
* وكأنما نظام الإنقاذ يتكئ على (منسأة) .. وهناك (سوس) لا مرئي سوف يأكلها!!
* إن أحزابنا قد (فوجئت) باتساع هامش حرية التعبير كما تُفاجأ الحكومة بـ (الخريف) كل عام!!
* يجب أن تعترف قوي المعارضة بأن لا (تناغم) في معزوفة رؤاها السياسية.
* وكل حزب ينضح بما فيه من هشاشة.
* إن (محنة) المعارضة لدينا أنها تتمثل في (أشخاص) دون أن تكون أحزابا حقيقية.
* لأنها لم تبن قواعد شعبية لها..
* إن وثبات (الحرية والتغيير والإصلاح) لا توازيها وثبة واحدة في أي حزب من أحزاب قوى المعارضة.. وهذه (عقبة)..
* أما العقبة الأخرى أمام تلك الوثبات..
* أن هناك العديد من الأطراف وخاصة من تمتعوا بالنفوذ والثروة ومازالوا يتمتعون.
* سوف تتأثر أوضاعهم سلباً نتيجة تلك (الوثبات) وتخشى امتدادها.
* ولكن هناك من يسعون لـ (لملمة) جراح هذا الوطن من قوى وطنية صادقة.
* ومواطننا الغلبان يردد من رائعة الشاعر الفارس أبي فراس الحمداني كما شدت بها أم كلثوم ومطربنا الكبير الكابلي:
* أراك عصي الدمع شيمتك الصبر!!
[/JUSTIFY]صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي