نبيل غالي

جلبغة قوى المعارضة

[JUSTIFY]
جلبغة قوى المعارضة

* تحسبو لعب؟!

* إن المؤتمر الوطني كان (جاداً) في فتح مغاليق (الحوار) مع المعارضة.

* وأطلق شهيقاً وزفيراً من (الحريات) لها..

* وقد كانت المعارضة (تعتقد) أن المصالحة مع المؤتمر الوطني في قضايا الحوار والحرية مجرد (عزومة مراكبية).

* ولكن قيادة الدولة أخذت الأمر بجدية وأوفت بما التزمت به من بشريات أولى.

* من ثم انطلقت بعض ندوات المعارضة والتي لم تتجاوز إلى الآن أصابع اليد الواحدة.

* جسا للنبض السياسي..

* وانطلقت (الحلاقيم) فيها بيد أن طرحها لم يخرج على أنه مجرد (جلبغة) في موية.

* فحينما كنا صغاراً وعقب هطول الأمطار كان يحلو لنا اللعب في تجمعات مياهها التي كنا (نجلبغ) فيها.

* المعارضة الآن تمارس (الجلبغة) في مياه الحريات التي منحت لها.

* ربما ترى المعارضة (أحزابا وتنظيمات) في الحريات العامة أن بوابتها لم تفتح (كاملة).

* لذا فإنهم مازالوا في حالة (حيطة وحذر) من فضاء الحريات ذاك الذي يتراءى أمامهم.

* وهذا يذكرني بـ (كلب) لنا كان في (القيد) لفترة طويلة وحينما قمنا بتحريره من ذاك (القيد)..

* ظل طوال أسبوع لا يتحرك خارج دائرة القيد التي كان فيها.

* بل إن أرجله كانت متثاقلة في خطوها..

* بالرغم من أن الكلب نال (حريته) في الحركة إلا أنه مازال في (ارتياب) من تلك (الحرية).

* ولا أشبه أحزابنا وتنظيماتنا السياسية بذاك الكلب .. حاشا لله.

* ولكنني أشبه ارتيابه.. ووسوسته.. بارتياب الأحزاب من فضاء حرية بعد رفع قرن من الزمان.. وقد كانوا محبوسين في (قمقم).

* وبعيداً عن ذاك الحذر والوسواس القهري..

* فإن أحزابنا وتنظيماتنا السياسية المعارضة غير (جاهزة) لممارسة (دورها).

* لأنها كانت تراهن طوال 25 سنة على (إسقاط النظام) من خلال (أحلام زلوط).

* وكأنما نظام الإنقاذ يتكئ على (منسأة) .. وهناك (سوس) لا مرئي سوف يأكلها!!

* إن أحزابنا قد (فوجئت) باتساع هامش حرية التعبير كما تُفاجأ الحكومة بـ (الخريف) كل عام!!

* يجب أن تعترف قوي المعارضة بأن لا (تناغم) في معزوفة رؤاها السياسية.

* وكل حزب ينضح بما فيه من هشاشة.

* إن (محنة) المعارضة لدينا أنها تتمثل في (أشخاص) دون أن تكون أحزابا حقيقية.

* لأنها لم تبن قواعد شعبية لها..

* إن وثبات (الحرية والتغيير والإصلاح) لا توازيها وثبة واحدة في أي حزب من أحزاب قوى المعارضة.. وهذه (عقبة)..

* أما العقبة الأخرى أمام تلك الوثبات..

* أن هناك العديد من الأطراف وخاصة من تمتعوا بالنفوذ والثروة ومازالوا يتمتعون.

* سوف تتأثر أوضاعهم سلباً نتيجة تلك (الوثبات) وتخشى امتدادها.

* ولكن هناك من يسعون لـ (لملمة) جراح هذا الوطن من قوى وطنية صادقة.

* ومواطننا الغلبان يردد من رائعة الشاعر الفارس أبي فراس الحمداني كما شدت بها أم كلثوم ومطربنا الكبير الكابلي:

* أراك عصي الدمع شيمتك الصبر!!

[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي