نبيل غالي

الدمع العصي في رحلة السُلطة

[JUSTIFY]
الدمع العصي في رحلة السُلطة

*ولحظة التوقف أمام محطة (الرومي) بالشنقيطي..

*تصبح الذاكرة في حالة (إحماء)!

*وحين تجتاح (العتمة) جدران القلب والعقل..

*يكون اللجوء إلى التاريخ لخروج الهواء.. الساخن منه والبارد..

*ويحرك الشجن (شدو) الكابلي:

*(أراك عصي الدمع شيمتك الصبر/ أما للهوى فهي عليك ولا أمر.

*تلك الأبيات الذائعة التي غنتها أم كلثوم أيضاً.

وصاحبها الشاعر والفارس أبو فراس الحمداني..

*وكان علماً في القرن العاشر الميلادي..

*وهو المحارب مع ابن عمه سيف الدولة الحمداني..

*والدمع العصي عند إسلاميي الإنقاذ وبعد عقدين من الزمان..

*لدى قيادات كثر.. وجد طريقه إلى أن (يسيل)..

والطيب صالح في روايته تلك تردد إحدى شخوصها:

*(نبكي على إيش ولا إيش!)

*ونتساءل: إسلاميو الإنقاذ يبكون على إيش ولا إيش؟!

*خاصة الذين ابتعدوا أو أُبعدوا عن جاه السلطة..

*وأبو فراس الحمداني يتم أسره في إحدى الغزوات ضد (الروم)..

*وكتب في الأسر أعذب أشعاره (الروميات)..

*وكم توسل لسيف الدولة وهو (أسير) أن يفديه بالمال..

*ولكن سيف الدولة كان القلب والعقل عنده من صخر فلم يستجب..

*و(الصدور) تضيق لدى (الإسلاميين الإنقاذيين) في رحلة السلطة التي امتدت..

*ويدلق أبو فراس الأسير مشاعره..

*(إلى من أشتكي ولمن أناجي/ إذا ضاقت بما فيها الصدور).

*ولا يبقى له سوى مناجاة حمامة..

*(أقول وقد ناحت بقربي حمامة/ أيا جارتا هل بات حالك حالي..

*إلى أن يبوح والأسى يسيطر عليه:

*(لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة/ ولكن دمعي في الحوادث غالي)..

*ويعود أبو فراس من الأسر بعد وفاة سيف الدولة ولكن..!

*أبو المعالي ابن سيف الدولة يتهمه بأنه كان محرضاً للثورة عليه فقام بقتله..

*ويقال إن الشاعر أبو فراس الحمداني قد تنبأ بموته حينما انطلقت من حنجرته أبيات من شعره:

*أبنيتي لا تجزعي.. كل الأنام إلى ذهاب/ نوحي عليَّ بحسرة من خلف سترك والحجاب).

*وجميعنا في هذا الوطن..

*بنبكي على إيش ولا إيش ولا إيش!!

*اتكاءة:

قال طه الضرير: (دامك قلبي يا العباس بلوك المُرَّة)..

[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي