معرض الخرطوم الدولي للكتاب.. تفاؤل

*نحن الآن على (فركة كعب) من قيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب والذي تحدد له مطلع سبتمبر القادم..

* وهذا المعرض يعد من الإشراقات الثقافية السنوية في هذا الوطن، بجانب جائزتي الطيب صالح (زين مركز عبد الكريم ميرغني)..

* وماعدا ذلك، فإن الجفاف قد ضرب المشهد الثقافي لدينا..

* فلا حراك مهرجانات أو ندوات وحتى المجلات التي كانت تصدر مثل (الخرطوم) و(الثقافة السودانية).

* تم تشييعهما إلى أقرب مقابر للنشر..

* ولا إصدارات لوزارة الثقافة الاتحادية أو الولائية في مجال الكتب.. وربما هناك استثناء لا يذكر..

* لذا فإن معرض الخرطوم الدولي للكتاب يعتبر شمعة (ضوّاية) في نفق فضائنا الثقافي المظلم..

* ووفقاً لمثل أن النار تلد الرماد.. والحال من بعضه.. لأن مشهدنا السياسي منهك ويعاني من هشاشة..

* فلا ضير أن تكون (الثقافة) قد أصابها (مرض حامد)..

* من ثم نحمد لوزارة الثقافة أنها لم تفقد حماسها لرعاية معرض الخرطوم الدولي للكتاب.

* بالرغم من أن الفترة الزمنية التي يقام فيها المعرض لا تتناسب وفعالية دولية مثل هذه.. وهي أقل من أسبوعين..

* ونجد سنوياً أن العديد من الأجنحة تظل (فارغة) نسبة لتأخر وصول الكتب من البلدان العربية، ما يعني (انكماش) أيام العرض بالنسبة لها..

* ونأمل أن تذلل الصعاب التي تواجه الناشرين العرب كل عام.

* وأن تكون قبضة (الرقابة) على الكتب فيها (مرونة) لأن العنت في مثل هكذا أمر لا طائل من ورائه في ظل انفتاح (الميديا)..

* والتساؤل يقفز أمامنا.. هل لدى وزارة الثقافة مركز معلومات..

* يرصد فيه إحصائيات تتحدث عن نسبة الإقبال على القراءة بالنسبة للمتعلمين في هذا الوطن.. سنوياً.؟

* حتى ولو من خلال عيّنات خاضعة للاختبار مقارنة بعدد السكان..

* هل زادت نسبة الإقبال على القراءة أم انحسرت.. وخاصة بالنسبة لجيل الشباب من طلاب الجامعات والخريجين.؟

* ونزعم هنا أن مناهجنا الدراسية تخلو من أي (ثقافة)..

* ولعل ذاك (الحشو) في مناهج الكتب الدراسية من أسباب الإحباط لدى الطلاب في عدم قدرتهم على التعامل مع أي نوع من أنواع الكتب الأخرى..

* بل إن بعض المناهج تقدم معلومات خاطئة وعقيمة وتقليدية ولا علاقة لها بتنمية القدرات الذهنية لدى الطلاب.

* فهل يعني ذلك أنها رغبة الدولة في مزيد من (التجهيل) بجانب المعاناة من (الأمية) المتفاقمة.؟!

* ويبقى معرض الخرطوم الدولي للكتاب (برَّاق) تفاؤل..