منوعات

جزائريون يُقبلون على “الرغيف المصري” رغم الأزمة الكروية

لم تؤثر الأزمة الكروية الأخيرة بين مصر والجزائر في الإقبال الكبير لجزائريين على “رغيف” الخبز الذي يعدّه مصري يقيم بمنطقة بئر خادم بالعاصمة الجزائرية، وتوافد عشرات الزبائن للحصول على “الرغيف المصري”، خصوصاً أن المحل أغلق أبوابه مؤقتاً بسبب المباراتين الأخيرتين.

وتمكّنت “العربية نت”، عند مدخل الفرن التقليدي ببئر خادم، من الوقوف على مشاهد إنسانية مؤثرة تناقض صور الفضائيات ومقالات الصحف حول “الحرب الكروية” بين مصر والجزائر، فلا عداوة ولا بغضاء وإنما تحيات متبادلة بمناسبة عيد الأضحى بين جزائريين ومصريين التقوا كلهم عند صاحب الفرن المصري، عمرو عبدالمجيد صاحب الشهادة الجامعية والمتزوج من جزائرية.

وصادف أن كان من الزبائن مصري يُسمى أحمد إمام، وهو يشتغل بالمقاولات، وعندما سألناه كيف أمضى العيد هنا في الجزائر رغم أحاديث “الخطف والاعتداءات” التي رددتها بعض وسائل الإعلام المصرية، أوضح قائلاً “بصراحة، أمضيت عيداً رائعاً وسط الجزائريين، فقد اشتريت كبشاً واستقبلت زيارات جيراني الجزائريين”، قبل أن يضيف “تعرّض بيتي في غيابي لهجوم من مناصرين متعصبين، لكنهم في اليوم التالي أعادوا لي كل شيء، وهذه تحسب لهم برأيي”.
large 11332 92978

وتقول شابة في مقتبل العمر، تسكن بالقرب من الفرن المصري، تعليقاً على الأزمة الأخيرة: أنا شخصياً لست مهتمة كثيراً بكرة القدم، ومع ذلك دخلت في الجو وشجعت فريق الخضر، لكن أن أقاطع الرغيف المصري فهذه حماقة”.

وتزامنت الزيارة مع خروج تلاميذ المدارس في الظهيرة، حيث تجمع العديد منهم، عند “عمُّو عمر” بالتعبير الدارج في العاصمة، يطالبونه بحصتهم من الأرغفة.

وأصرّ أحد الموظفين الجزائريين بشركة اتصالات الجزائر الحكومية على الحديث مع “العربية.نت” لينقل إعجابه بالرغيف المصري رغم انزعاجه الشديد من الإهانات التي لحقت بشهداء الجزائر على لسان من سمّاه ببعض الإعلاميين.

وقال المتحدث “أنا مناصر وفيّ للخضر ولفريق وفاق سطيف، ولكن ما ذنب أخينا المصري عمرو عبدالمجيد.. إنه عربي مسلم وليس يهودياً”، قبل أن يضيف “هل تعلم أن الرغيف الذي يصنعه ذو مذاق لذيذ جداً وأمي العجوز تطلبه يومياً”.

الحياة ليست كرة قدم

ومن جهته، أبدى صاحب الفرن، عمرو عبدالمجيد، في حديثه لـ”العربية.نت” امتعاضه من فلتان الإعلام وإغفاله لحقيقة وجود رعايا جزائريين ومصريين في البلدين، وقال “يا أخي بعض الفضائيات عندنا وأنتو عندكو صحيفة مش عايز اسميها كان هدفهم زيادة نسبة المشاهدة والسحب على حساب قوتنا واستقرانا.. حسبنا الله فيهم”.

واستعان عمرو عبدالمجيد بإحدى العاملات، وهي جزائرية، ليوضح حجم الضرر الذي لحق بالجميع من إغلاق الفرن لمدة 20 يوماً تفادياً للمشاكل، فقالت الفتاة “لم نتقاضَ أجرة الشهر أنا وستة من زميلاتي لأن الفرن لم يعمل وصاحبه لم يكسب مالاً، والنتيجة أننا أمضينا العيد بصعوبة بالغة”.

وعن أجواء المباراة يقول صاحب الفرن لـ”العربية.نت”: كنت ألاحظ تصاعد موجة التعصب الكروي، فقمت بنزع يافطة عليها علمي الجزائر ومصر، ورغم إلحاح جيراني وزبائني قمت بإغلاق المحل خوفاً من متعصبين”، وختم حديثه قائلاً: “بقيت في الجزائر طبعاً، وشاهدت المباراة وناصرت المنتخب المصري، وأمضيت العيد مع عائلتي، وها أنا أعيد فتح المحل.. يا أخي الحياة ليست كرة قدم”.

العربية نت