نبيل غالي

عبد الرحمن قرشي شخصية سنارية ملأت مواعين التربية والتعليم


[JUSTIFY]
عبد الرحمن قرشي شخصية سنارية ملأت مواعين التربية والتعليم

(ولأن الأستاذ الجليل والهرم الاجتماعي عبد الرحمن قرشي نحت اسمه في شاهق جزوع شجر اللبخ بسنار، استوجب ذلك أن نفرد عنه وله هذه المساحة):

قال المولى عز وجل فى محكم تنزيله: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات الآية 13)

نعم لقد خلقنا المولى عز وجل وبسط لنا هذه الأرض لنعيش عليها بالتعارف والتعاون بأفضل ما عندنا من أعمال وأقوال.

خلال سنين حياتي العملية في مجال التربية والتعليم التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً عملت وتعاونت فيها مع زملاء وزميلات لا زالت ذكريات البعض منهم في الخاطر لما كانوا يتميزون به من خلق كريم وتفان وتميز في الأداءين الإداري والفني. كما تعاملت خلال هذه السنين الطوال مع إدارات فنية وتنظيمية، ولكني لم أجد شخصية ملأت مواعين أحرف جملة (التربية والتعليم) مثل شخصية الأستاذ القامة/ عبد الرحمن قرشي، ملك ملوك معلمي ولاية سنار. هذه الشخصية النادرة الخلوقة كلما جلست معها تحس بأنك أمام إنسان اصطفاه المولى عز وجل ليكون معلماً. تجلس أمامه تحس بأنك داخل أسوار معهد بخت الرضا التي كانت نعم بخت الرضا، قبل أن تمسها تلك اليد التي أتلفت الكثير من مواعين التعليم القومية في السودان مثل حنتوب وخور طقت والفاشر وعطبرة وتلو كادقلي ووادي سيدنا والخرطوم القديمة.

كانت هذه المدارس الثانوية تؤسس وتقوم الشباب السوداني لحب السودان للقيام بكل ما هو قومي ووطني. ولكن اليد التي امتدت لبخت الرضا تلفاً طالت هذه المدارس القومية أيضاً ومحتها من الوجود. تجلس أمام عبد الرحمن وهو في قمة المسؤولية للمحاسبة من أجل تقصير قمت به. وقتها تحس بأنك أمام معلم يعطيك من تجاربه الحياتية والعملية دون منِّ أو أذى أو تعالٍ.

عبد الرحمن ذو يد طاهرة ونفس أبية لا تعرف ما يفعله بعض المسؤولين هذه الأيام من كسب يبغضه الله ورسوله والأئمة الأربعة والمجتمع الراشد. عبد الرحمن يقضي أغراضه الخاصة راجلاً تاركاً العربة المخصصة له للأعمال الرسمية. وهذه حقيقة يشهد عليها الشاب الصحفي حسب الرسول دفع الله الذي كان مديراً لمكتب والي سنار الإعلامي.

عبد الرحمن يدافع عن معلميه ومعلماته إلا من أبى لا يريد أن تمس واحداً منهم أو واحدة منهن شعرة سوء. ومن مواقفه المشهودة تجاه معلميه دفاعاً عنهم، جاءه يوماً من الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) جماعة وهو المسؤول الثاني بالوزارة وقالوا له انقل فلاناً من هذه الوزارة، وفلان هذا معلم بالوزارة، انقله من هذه الوزارة لأي مكان آخر. فقال لهم عبد الرحمن بكل ثبات ويقين “طيب أروني وأفتوني ماذا أقول للمولى عز وجل يوم الحساب الأعظم يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطان”، ماذا أقول لو سُئلت عن سبب نقل هذا الفلان الغلبان المسكين، فلم يقدروا على الرد، فخرجوا منه نادمين حائرين. نعم هذا هو عبد الرحمن قرشي يدافع عن معلميه دفاع المستميت، لا يهاب إلا الله، لأنه نظيف السريرة واليد واللسان، وهو ذاك الإنسان الذي لا يملك من حطام هذه الفانية إلا مرتبه الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

عبد الرحمن قرشي أول من تراه تعرف من سيماه أنه من أصحاب الجنان كل شيء فيه يدلك على ذلك. فلك مني أخي عبد الرحمن من جبال النوبة ومن مدينة كادوقلي عاصمة الولاية أطيب الأماني وأحلى الذكريات التي لا تنسى، وأتمنى من المولى عز وجل أن يسبلك بصحته وعافيته بقدر ما قدمت لعباده من مثل وقيم وأخلاق في مجال التربية والتعليم.

أخوك /

محمد الفكي كوكو

كادوقلي
[/JUSTIFY]

صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي