تقنية معلومات

بعد سنوات المكابرة :أمريكا تنضم لمحادثات الحرب الإلكترونية

بعد سنوات من مقاطعتها للمحادثات التي تجري بين الأمم المتحدة وبلدان العالم في إطار مواجهة الحرب الإلكترونية وجرائم الإنترنت، تستعد الولايات المتحدة للإنضمام إلى المحادثات التي ترعاها الهيئة الدولية، في ظل تزايد الهجمات على بنوكها ووكالاتها الحكومية، فضلاً عن شركات قطاع الأعمال.

ونسبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مصادر لم تسمها قولها إن الولايات المتحدة ستشترك في محادثات مع كلاً من روسيا ولجنة تابع للأمم المتحدة، حيث إن الولايات المتحدة تولي اهتماماً خاصاً بخفض الجرائم الإلكترونية وتقويض الاستخدام العسكري للفضاء الإلكتروني، بينما تهتم روسيا بإجراء محادثات بشأن الإرهاب الإلكتروني، الذي تدعمه المنظمات الإرهابية لنشر الذعر داخل النُظم الإلكترونية.

ونقل موقع “نيوزفاكتور” المتخصص في مجال التقنية عن جوزيه نازاريو خبير الأمن الإكتروني قوله إن تلك الهجمات تزداد عدداً وشراسةً بمرور السنين، وإنها ستستمر ما لم يجرى اتخاذ أي خطوة.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن الدولتين ربما توافقان على منع الهجمات فإنهما لم يتفقا من قبل على إجراء تحقيقات بشأن تلك الجرائم، حيث ترغب روسيا في حماية سيادتها فيما يتعلق بالتحقيق في الأنشطة الإلكترونية التي تجرى داخلها، فيما تسعى الولايات المتحدة في مساعدة دولية في مجال التحقيقات والدفاع ضد الجرائم الإلكترونية.

وفي يوليو الماضي، تعرض أكثر من أربعة وعشرين موقعاً أمريكياً لهجمات ضمت بينها لجنة التجارة الفيدرالية ووزارة النقل. وعلى الجانب الأخر، تعرضت كلاً من روسيا وجورجيا لهجمات واسعة النطاق العام الماضي خلال حروبهما الأخيرة، كما تسبب هجوماً أخراً في شل حكومة أستونيا.

ويتفاقم تأثير الجرائم الإلكترونية على الاقتصاد الأمريكي سنوياً حيث تسببت في خسائر قدرت بمبلغ 264.6 مليون دولار في 2008، ومبلغ 239.1 مليون دولار في 2007، بينما تلقى “مركز الشكاوى الخاص بجرائم الإنترنت” 275.234 شكوى عام 2008، وهو ما فاق عددها في 2007 بنسبة وصلت إلى 33.1%.

يذكر أن عدداً كبيراً من الهجمات الإلكترونية التي تُشن على الولايات المتحدة تأتي من الصين وروسيا، وفقاً لخبراء في الأمن الإلكتروني.

قرصنة على أغلى نظام تسلح أمريكي

وفي شهر إبريل الماضي، كشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن قراصنة تمكنوا من اختراق البرنامج الإلكترونية الخاص بطائرات “جوينت سترايك فايتر” القتالية، وهي أغلى نظام تسلح في تاريخ الولايات المتحدة.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤوليين في الحكومة الحالية والسابقة أن حوادث مشابهة تعرضت لها أنظمة التحكم بحركة الطيران التابع لسلاح الجو الأمريكية خلال في الأشهر الماضية.

وفي الحادث الأخير نجح القراصنة في نسخ والنفاذ إلى كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالتصميم الداخلي للطائرة وأنظمتها الإلكترونية مما يجعل من السهل التوصل إلى وسائل دفاعية ضدها.

ويشكل الحادث الأخير دليلاً على أن المعركة تزداد حدة بين الولايات المتحدة وخصوم محتملين حول شبكات البيانات التي تربط العالم.

وقال مسؤول سابق إن الهجمات من هذا النوع تصاعدت في الأشهر الستة الأخيرة، مشيراً إلى أن وكالات مدنية وعسكرية أخرى تتأثر بهذه الموجة.

وفي حين تمكن القراصنة من تنزيل كميات كبيرة من البيانات تتعلق بالمقاتلة، لم ينجحوا في الدخول إلى المواد الأكثر حساسية المخزنة على أجهزة كمبيوتر غير متصلة بالإنترنت.

ورجح بعض الخبراء الأميركيين أن تكون شبكة القرصنة التي اخترقت برنامج المقاتلة الأميركية انطلقت من الصين، غير أن خبراء آخرين قالوا إنه من الصعب التأكد من الهوية الحقيقة لمهاجمين لأنه من السهل إخفاؤها على الإنترنت.

وكانت الصحيفة قد كشفت في وقت سابق من شهر إبريل أن القراصنة الصينون والروس قاموا باختراق شبكة كهرباء الولايات المتحدة.

وصرح العميد جون ديفيس أن البنتاجون أنفق 100 مليون دولار على حماية أجهزته الإلكترونية من عصابات الكمبيوتر خلال الأشهر الستة الماضية.

أعقب ذلك الهجوم إعلان إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عزمها إنشاء قيادة عسكرية جديدة للتركيز على أمن شبكات الكمبيوتر التابعة للبنتاجون والقدرات الهجومية الخاصة بعمليات القرصنة عن طريق الانترنت.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن المبادة ستعيد تشكيل جهود البنتاجون لحماية شبكاته من هجمات القرصنة وخصوصا من التي تأتي من دول مثل الصين وروسيا.

كما نقلت عن مسؤولين بالبنتاجون قولهم إن القيادة الجديدة سيجرى كشف النقاب عنها في غضون الأسابيع القليلة القادمة. وأضافت أن قيادة أمن الشبكات الالكترونية سيرأسها على الأرجح مسؤول عسكري برتبة جنرال بأربعة نجوم وستكون في باديء الأمر جزءًا من القيادة الاستراتيجية للبنتاجون.

المصدر :محيط