التسول والفقر.. حصار الخرطوم
حظي تقريرأداء وزارة الشؤون الإجتماعية والثقافية بولاية الخرطوم للنصف الاول من العام الحالى الذى قدمته الوزيرة أميرة الفاضل أمام مجلس تشريعى الولاية بجملة من الانتقادات من قبل أعضاء المجلس في جلسته أمس التي خصصت له، وجاءت الإنتقادات مصوبة في اتجاه إخفاق الوزارة في معالجة القضايا الأساسية المهمة التي انشئت من أجلها خاصة قضايا الفقر والتشرد والتسول التي تشعبت بالولاية وبفضلها حجزت ولاية الخرطوم لها مكاناً متقدماً في مقدمة العواصم العربية التي تعانى من ظواهر التشرد التسول والفقر كما قال الاعضاء واصبحت هذه الظواهر سمة اساسية بل وواجهة حضارية من واجهات الولاية وبحسب احد الاعضاء فان نسبة الفقر في الولاية وصلت لاكثر من (70%) ، كما وجهت الانتقادات الى عدم اهتمام الوزارة بأئمة المساجد والدعاة وتركهم على الراتب المحلى الضعيف الذى يتقاضونه من اللجان الشعبية بالاحياء الذى لايتعدى (66) جنيهاً فقط ولكن نواباً رأوا ان اخفقت الوزارة في معالجة هذه الظواهر فانها استطاعت النجاح في قضايا اخرى فعلى الرغم من اعتراف الوزيرة نفسها بضعف التمويل والامكانيات المحدود لوزارتها الا انها تمكنت خلال النصف الاول من العام الحالى توفير الدعم غير المباشرمن الخيرين وبعض الجهات الاخرى بالولاية للمؤسسات الاجتماعية، حيث اشار التقرير الى ان الوزارة دعمت التأمين الصحى بمبلغ (2,616,000) جنيه ودعم المساجد والخلاوى والمجمعات الاسلامية بـ (4,240,574,00) جنيهاً ، فيما تم دعم دار الاتحاد العام للمرأة السودانية بمبلغ ( 50) ألف جنيه، ومؤسسات الزواج الجماعى بمناطق متفرقة من الولاية بـ (60,000) جنيه، وتمليك عدد(402) منزل لاسر شهداء في امدرمان بمبلغ (700,000) جنيه، مما جعل النواب يكثرون من الثناء والاشادات على الوزارة ووزيرتها التي قالوا على الرغم من قصر فترة توليها لحقيبة الوزارة الاانها حققت نجاحات ملموسة.
وانتقد العضو عوض دعوب رئيس لجنة خدمات الصحة والتعليم بالمجلس عدم حسم الوزارة لقضية الفقر، وكشف دعوب عن ان نسبة الفقر بالولاية بلغت اكثر من (70%)، مشيرا الى ان (50%) من الفقراء لا يستطيعون طرق ابواب ديوان الزكاة والمحليات للتعفف، داعياً الوزارة الى عمل بحث اجتماعي شامل يحدد الاسر الفقيرة وتقديم الدعم لها.
وانتقد العضو موسى حامد عدم اهتمام الوزارة بظواهر الاطفال مجهولي الابوين والفتيات المتسولات، واعتبرها قنابل موقوتة قابلة للانفجارفي اية لحظة بالولاية لكثرة الزواج خارج الاطار الشرعى، ودعا الوزارة للاهتمام بأصحاب المهن الهامشية خاصة النساء اللائي قال إنهن يتعرضن للعديد من المضايقات والتحرش، وعاب عليها غياب التنسيق بينها والوزارة الاتحادية، وقال انها تعيش تحت المظلة الاتحادية التي حمّلتها – اى – تركت لها الجانب الاكبر في القضايا الاجتماعية.
واعتبر العضو سعد جماع ان مايثار عن اكتمال الاجلاس والكتاب بمدارس الولاية غير صحيح ، مشيراً الى ان معظم المدارس تعانى من النقص الحاد في هاتين المسألتين داعياً الوزيرة الى تسجيل زيارات عشوائية للمدارس للوقوف على حقيقة الاوضاع على الارض وللقيام بواجبها في تقديم الدعم لها.
من جانبه شكا جودة الله الطيب رئيس لجنة الشؤون الزراعية والهندسية من الظلم الواقع على أئمة المساجد والمؤذنين بالولاية. وقال ان هنالك ظلماً كبيراً واقعاً عليهم في جانب العائد المادى، واشار الى ان ولاية الخرطوم رغم وجود مايقارب (4) آلاف مسجد بها الا ان الائمة يواجهون الظلم ، وقال: ان ما يتقاضونه من دراهم معدودات لاتسمن ولاتغنى من جوع داعياً الوزارة في هذا الصدد لضرورة انصافهم عبر رفع اجورهم ، كما دعا جودة الله الوزارة لعدم اعتماد الشهادة السودانية شرطاً من شروط تعيين الإمام خاصة في المناطق الريفية واعتبره شرطاً تعجيزياً باعتبار ان كثيرين منهم يحفظون القرآن ، وانتقد اهمال الوزارة للعمل الطوعى والانسانى بالولاية، مؤكداً على عدم وجود أثر له، ودعا الوزارة للعمل على تشغيل الخريجين من خلال دعم حاضنة (ابوحليمة ببحرى) والجمعية التعاونية بالريف الشمالى بمنطقة كررى.
وفي السياق انتقد العضو الفريق اول عثمان بليلة، اهمال التقرير لمشاريع التنمية المخصصة لدعم الاسر الفقيرة، كما دعا لحسم ظاهرة التسول بالمساجدالتي قال انها تفشت بصورة كبيرة واصبحت مسيئة للمسجد، لافتاً الى ان السودان هو البلد الوحيد الذى تنتشر فيه الظاهرة، داعياً الوزارة لضرورة تعميم منشور على المساجد يمنع هذه الظاهرة.
من جانبها اقرت اميرة الفاضل بتفشى ظواهر التشرد والتسول بالعاصمة، واشارت الى ان عدد المشردين بحسب تقرير صدر في العام الماضى وصل حوالى (7,447) مشرداً وفدوا للولاية من ولايات البلاد كافة ، لكنها تعهدت بمعالجة الظاهرة عبر افتتاح مركز لعلاج الادمان بسوبا الذى اكدت ان الوزارة بصدد افتتاحه قريباً، وحول التسول كشفت الوزيرة ان معظم المتسولين بالولاية وافدون من الدول المجاورة نتيجة التداخل القبلى، واقرت بضعف المعالجات في هذا الجانب وقالت: ان مايصعب الامر عدم امتلاك المتسولين لاوراق ثبوتية تحدد هويتهم ، الا انها وعدت بحل القضية من خلال التعاون والتنسيق مع ادارة الاجانب والشرطة ، وفيما يتعلق بمسألة الأئمة والمؤذنين بالمساجد وعدت بمعالجة القضية عبر استيعاب عدد (250) اماماً جديداً من خريجى الجامعات، واكدت عزم الولاية على الاهتمام باسر الشهداء بتمليك عدد (210) في اعياد الشهيد المقبلة، كما وعدت بحل مشكلة التسول بالمساجد، الا انها رهنت كل تلك الامور بتوفير الميزانيات المطلوبة لوزارتها لتنفيذ المشاريع التنموية
الرأي العام : عمار آدم
سبحان الله وبحمده سيدي الفاضل ان هذه الظاهرة ليست بالغريبة وليس من السهل معالجتها بل من المستحيل اذ غلاء المعيشة وصعوبة الحصول على الوظائف وصعوبة لغمة العيش ….. المشكلة لا تسمح لنا قولبنا بمحاربة هذه الظاهرة ولا اجد كلمات لااعبر بها على هذه الظاهر اي ان اسفى على هؤلاء المساكين وحسرتي عليهم ربنا اكون فى عونهم ……….. لكن سيدي الفاضل الدولة الوحيدة التى تعانى من هذه المشكلة بل العالم باسره دون فرق وليس لها حل لسيت الخرطوم فقط لها مليون سبب وليس لها حل سوى توفير الوظائف ولااريد ان ادخل فى الاسباب السياسية لا والله لانى لااحب الكلام عن السياسة بل . وتلبية حاجاتهم من المساعدات التى يحتاجونها ونحن شعب سمح الاخلاق اعتز بذلك وافتخر ولن تجد سيدي من لا يلبى حاجة سائل مهما كان طلبه ومهما كلف الامر والعالم باسره يعانى من مشاكل ……….. ونسأ الله السلامه…………..
السلام عليكم ورحمة الله يجب علاج المشكله من جذورها وليس الفروع وذلك بالاجابة علي الاسئلة الاتية : لماذا هذا العدد الكبير من المحتاجين والمعوذين في السودان ؟؟ لماذا يتركز معظمهم في الخرطوم ؟؟ هل المناطق الاخري في السودان فقيره مما تسبب في هذه الهجره الكبيره نحو العاصمه ؟؟هل للنزاعات والحروب في البلد اثر في تنامي هذه المشكله؟؟هل التبرعات ودعم الدوله من حين الي حين حل ام مسكنات يعقبها انفجار مدوي ؟؟ وغيرها و غيرها من الاسئله التي إن وجدنا لها اجابات نستطيع حل العديد من المشكلات في هذا البلد الغريب .