يشتهر بها أوباما.. سرعة البديهة صفة يمكن اكتسابها
سرعة البديهة لا تعني بالضرورة سرعة الدفاع عن النفس ورد الهجوم. وفي هذا الصدد يقول فالنتين نوفوتني خبير الإدارة الألماني، في حديث له مع وكالة الأنباء الألمانية: “على الرغم من ذلك يرغب الكثيرون بأن يتحلوا بصفة سرعة البديهة عندما يتعين عليهم الدفاع عن أنفسهم وصد هجوم الآخرين، وهنا يغيب عن ذهنهم أن سرعة البديهة هي القدرة على صياغة ردود مفحمة والتعبير عنها بشكل يعكس اللباقة والثقة بالنفس”. ويوضح نوفوتني أن الشخص سريع البديهة ليس هو من يكون على أهبة الاستعداد ليكيل اللكمات للآخرين دفاعاً عن نفسه، وإنما هو من يتمتع برد فعل سريع ومفحم وقوي الحجة والبرهان.
ويرفض نوفوتني الاعتقاد بأن سرعة البديهة صفة موروثة يولد بها الإنسان، ويقول: “يستطيع المرء اكتساب صفة سرعة البديهة وتنمية مهارات الاتصال الشخصية”. وينطبق هذا الأمر أيضاً على الأشخاص الذين تتسم شخصيتهم بالخجل، حيث ينبغي ألا يحكموا باديء ذي بدء بفشلهم في اكتساب هذه الصفة. ومثلما تتدرب فرق كرة القدم على كيفية تنظيم هجمة مضادة مثالية، يمكن للمرء أيضاً التدريب على ردود جاهزة وسريعة تتيح له التغلب على المواقف المحرجة التي يتعرض لها. وهنا ينصح نوفوتني بأن يحتذي المرء ببعض الشخصيات التي تشتهر بلباقتها وسرعة بديهتها كمحاور إعلامي فصيح أو ممثل بليغ أو سياسي محنك مثل الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وينصح نوفوتني بالبحث عن شخصية محببة للقلب واتخاذها مثلاً أعلى وملاحظة تصرفاته وردود أفعاله بدقة ومهارته في الخروج من المواقف المحرجة. فإذا ما وقع الاختيار على سياسي شهير مثلاً، فيمكن للمرء متابعته في خطاب طويل مذاع تليفزيونياً ومراقبة كيف يرد بتلقائية على النداءات التي تقطع حديثه، كيف ومتى يرتجل، ومتى يبتسم، إلخ. ويقول خبير الإدارة الألماني: “كلما كنت أعرف شخصية مثلي الأعلى جيداً، كان بإمكاني اقتباس بعض النماذج من أقواله المأثورة والاستعانة بها في المواقف المشابهة”.
وعلى الرغم من أنه ليس من السهل دائماً الاستشهاد بأقوال أو فقرات طويلة نسبياً، إلا أنه من السهل اقتباس بعض العبارات وحفظها عن ظهر قلب لترديدها في مواقف شبيهة. وعن ذلك يقول نوفوتني :”كثير من الأشخاص الذين يتحلون بالبلاغة والفصاحة يفعلون ذلك”. وينصح نوفوتني بالتركيز على العبارات المفحمة والمقولات السديدة، مع مراعاة مواءمتها مع الموقف الذي يمر به المرء.
ايلاف