اقتصاد وأعمال

السعودية تتجه لزراعة «300» ألف فدان بولاية سنار

الاتفاق الذي تم بين حكومة السودان وشركة فرص للتنمية المحدودة، لاقامة مشروع سلة الغذاء الزراعي بمساحة «300» الف فدان وبرأس مال بلغ «200» ميلون دولار، يعد الاكبر والانجح للمشاريع الاستثمارية السعودية في السودان، واكبر المشاريع الزراعية بمنطقة شرق افريقيا، حيث يتوقع ان تعود الفائدة القصوى لمواطني المنطقة بولاية سنار بتوفير العمالة وتأهيل «20%» من المساحة وريها لصالح المواطنين، بجانب ميزته كمشروع زراعي صناعي يقوم على التقانات الحديثة التي تؤهل الكثيرين في مجالي الزراعة والصناعة بالبلاد، وفي ذلك يقول حاتم مختار رئيس الشركة ان المشروع المنفذ في سنار وسط السودان يأتي ضمن منظومة الخطة العشرينية للغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة، ويعد أكبر مشروع زراعي متكامل تنفذه الشركة، مشيراً الى انه سيتم تطبيق احدث اساليب الانتاج الزراعي بالمشروع.
وفي السياق قال الشيخ صالح الكامل رئيس الغرفة الاسلامية للتجارة والصناعة ورئيس مجموعة «دلة البركة» التي تعتبر شركة فرص للتنمية احدى فروعها بالتعاون مع المصرف العربي الدولي انهم يأملون في الاستفادة من فرص الاستثمار بالسودان والحصول على الدعم اللازم من الحكومة.
من جهته اوضح الاستاذ احمد عباس والي ولاية سنار لـ«الرأي العام» ان المشروع يقع جنوب ترعة الرهد ويمتد جنوباً حتى منطقة ترعة كركوج. مبيناً ان المنطقة كانت تزرع زراعة تقليدية اضافة الى المرعى، واضاف عباس: انتاجها ضعيف جداً لا يتعدى الـ«3» جوالات للفدان، رغم انها من الاراضي الخصبة التي تقع بين النيل الازرق ونهر الدندر وعلى ضفتي النهر، وأشار عباس إلى ان «20%» من المساحة تذهب للمواطنين ويتم تجهيزها بأحدث التقنيات حسب تطبيقات الشركة، اضافة الى عمالة تصل الى أربعة آلاف عامل، يستفيدون جميعاً من تطبيق التقانة ويمكن الاستفادة منهم في مجالات اخرى بنقل الخبرات لمناطق اخرى بالبلاد، وقال عباس: ان المواطنين اكثر حرصاً من الحكومة على نجاح هذا المشروع بسبب تجربة هذا العام في الزراعة التي لم تنتج جوالاً واحداً، اضافة الى وجود مساحة مروية مستدامة تضمن القوت والحياة الكريمة للمواطنين.
واوضح عباس ان التركيبة المحصولية تحددها الدراسات التي تقدمها جامعة الخرطوم الفائزة بالعطاء، لدراسة التركيبة المحصولية، وقال عباس المشروع زراعي صناعي لا يصدر مواد خاماً اولية.
من جهة ثانية اشاد الخبير الاقتصادي د.حسن ماشة بهذا المشروع، وقال هذا يدل على الإستقرار الذي عم السودان، حيث يتم إستثمار بهذا الحجم والتقانة وأضاف: مثلث كوستي، سنار، الخرطوم خصب واقتصادي ومشهود له، من المفترض ان يدخله الاستثمار قبل ذلك بكثير، واضاف: ازدواجية المشروع كزراعي صناعي تجعلنا نصدر مواد بصورة جيدة تجد منافسة في السوق العالمي.
وناشد الولايات وإدارة الاستثمار ان تسهم في انجاح مثل هذه المشاريع، وقال ماشة: نجاح هذا المشروع يحول النظرة إلى الاستثمار في السودان بصورته العامة، والى موارده ذات القيمة الكبيرة، وأشار الى التحدي الذي يواجه مثل هذه المشاريع من بنيات تحتية من طرق ومطارات بالصورة التي تنقل الانتاج نقلة سريعة الى العالم. وقال على الشركة صاحبة المشروع ان تحجز لها موقعاً في الاسواق العالمية بحكم ان الطلب المحلي ضعيف لا يستهلك ما تنتجه.

صحيفة الراي العام