الخيبة الرياضية.. والسياسية

*كنت في السابق.. أيام الشباب.. مهووساً بـ (كرة القدم)..
*بالطبع خضت لعبها إبان الطفولة والصبا.. خاصة كرة (الشُرَّاب) مثل أقراني..
*وكم سطوت على (شُرَّابات) والدي- رحمة الله عليه- محولاً إياها إلى (كرات) بعد حشوها بـ (الدلاقين)..
*الآن.. الغريب أن الأزقة والشوارع الجانبية وحتى الساحات بالعاصمة (المنبعجة) وبعض مدن الولايات.
*افتقدنا فيها من يلعبون بـ (كرات الشُراب)..
*فهل يعود ذلك إلى أن (الشرابات) أصبحت غير متوفرة في المنازل..
*أم انشغل أطفالنا بالألعاب الكمبيوترية؟!!
*المهم.. إنني كنت مدمناً مشاهدة المباريات حتى ولو كانت درجة ثالثة باستاد سنار الضيق.
*وقد وصلت في كرة القدم إلى (رُتبة) حلوة رتبة دي- الأمين الثقافي لنادي الموردة الرياضي بسنار، وهو في عز مجده..
*ويكفي أن منزلنا في أوقات كثيرة كان مركز تجمع للاعبي فريق (الاتحاد) السناري إبان خوضه مباريات مع الفرق الأخرى، حيث كان شقيقي جميل في قيادته.. لينطلقوا بالحافلة إلى الاستاد..
*بيد أنه بعد أن طعنا في السن حلوة أيضاً (طعن) دي.. والله اللغة العربية فيها جنس محن – وزادت الهموم و(أدمدنا) مهنة الصحافة التي تقل فيها ساعات النوم..
فلم تتبق لنا سوى مشاهدة مباريات كرة القدم في فترات منقطعة وحصرياً من خلال الفضائيات.
*ومن ملاحظاتنا أن فرقنا الرياضية التي منذ صغرنا نسمع بها، ونعني بذلك الهلال والمريخ مثل حزبي الأمة والاتحادي.
*فنرى التفوق الرياضي داخل الوطن.. ولكن خارجه يتوجان كثيراً بـ (عار) الهزيمة!
*وتصبح بطولاتهما الداخلية مضللة وضحك على الذقون بالرغم من أن الذقون ضحكت علينا قبل ذلك! بلى (وكسة) كما يقول الأشقاء في مصر..
*وتصاب الجماهير بالصدمة والإحباط..
*والآن انتهى مولد التسجيلات وأصبحت الأندية على شفا حفرة من الموسم الكروي الجديد..
*ونزعم أن (العك الكروي) لن يكون ساخناً.. ليس من جراء برودة الشتاء، ولكن من برودة (التدريب).
*لأن وحسب مشاهدتنا أغلب لاعبينا يصيبهم (الإعياء) في منتصف الشوط الثاني من كل مباراة.
*وتكثر الأخطاء: ضعف التركيز.. تمرير الكرة للخصم.. التهديف الخاطئ.. الكرات السابحة في الهواء.. الانبطاح على النجيلة بحجة الإصابة.. بل إن البعض لا يستطيع حتى المشي ناهيك عن الجري.
*وهنا تنبثق علامة استفهام: لماذا يحدث ذلك؟
*الإجابة لا تحتاج إلى عناء.. فمعظم الأندية الرياضية لدينا إن لم تكن جميعها تكتفي فقط بـ (مدلك) واختصاصي علاج طبيعي.
*بمعنى آخر إن أنديتنا الرياضية وللأسف لا تستعين بأطباء استشاريين في (التغذية)..
*ما دامت الأندية تصرف دم قلبها على تسجيلات اللاعبين وتجري جري الوحوش وراء المدربين الأجانب..
*فلما لا تعطي أهمية أيضاً للتعاقد مع استشاري تغذية لأنه ضلع ثالث مهم؟!
*فيا أنديتنا الرياضية عليك الاهتمام باللياقة البدنية، وهي لا تتأتى إلا من خلال استشاري تغذية!
*أما يكفي أن سياسيينا يفتقرون لـ (اللياقة) البدنية (السياسية)، لذا فإن مناطحاتهم لبعضهم البعض ليست سوى (دافوري)..
*ولا يتعاطون حتى المنشطات السياسية المسموحة..
*في اعتقادنا إن انتكاسة أي (مفاوضات) سببها عدم وجود استشاري تغذية سياسية!!
[/JUSTIFY] الكاتب : نبيل غاليصورة وسهم – صحيفة اليوم التالي