“حجَّامة” دم الفساد

*ونواصل مع شيخنا الموقر كمال رزق وما رشح من خطبته تلك..
*وانطلق سهمه نحو (رأس السنة) أو ما يُعرف بـ (ليلة 31 ديسمبر) ..
*وهذه الليلة التي تتواصل حتى بزوغ فجر اليوم الأول من يناير من كل عام..
*ليست بـ (عيد ميلاد)، لأن أعياد الميلاد عند المسيحيين الغربيين تنطلق من 24 ديسمبر وعند المسيحيين الشرقيين تبدأ من ليلة السادس من يناير..
*وليلة (31 ديسمبر) لا تخرج عن أنها جسر يؤدي إلى (رأس سنة) جديدة..
*ومن ثم فإنك يا شيخنا أدخلت (العرجاء في أم كرو)..
*وحكومتنا تحتفل بهذه الليلة باعتبارها (وقفة) الاستقلال!
*والمفارقة أن الاستقلال تزامن مع رأس السنة فأصبحنا مثل التوأم السيامي وعلى طريقة (الحجل بالرجل)!
*وفصلهما يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة..
*فلماذا نلقي اللوم على الحكومة التي ترى في الاحتفالات (مناسبة) للشعب أن (يتنفس)..
*وشيخنا رزق يهاجم احتفالات رأس السنة باعتبارها تحمل في احشائها كافة أشكال الفساد.
*من تناول للخمور.. والمخدرات.. إلخ..
*ولا ندري من أين أتى الشيخ بهذا التعميم الذي فيه مغالاة ؟!
*لأن معظم الذين يخرجون محتفلين برأس السنة ليس من بين همومهم تناول الخمور والمخدرات والممارسات غير السوية..
*نعم هناك شريحة تمارس تلك الأفعال الشائنة ليس في رأس السنة وحدها ولكن طوال السنة.. وهي فئة خارجة على مكارم الأخلاق والتقاليد السمحة..
*وتلك سنة الحياة.. ففيها الصالح والطالح..
*كما ندهش لتعميمه بأن الطرق أصبحت ممتلئة بالمتبرجات وبيوت مفتوحة فيها العاهرات بلا إحصائية علمية..
*كأنهن رائحات غاديات يحاكين ما قاله الهمباتي: “متل كلب القنيص.. ليلو ونهارو يلوب”.
*وكأنما مجتمعنا أصبح (جبل رذيلة) كما هو معروف في أندونيسيا!!
*إن التفسخ والانحلال ليس وليد العام الذي انصرم، إنما تراكمت طبقاته خلال سنوات عديدة.
*يقول المثل الإنجليزي “قبل أن تقتل البعوض جفف البحيرة”..
*وبحيرة الفساد في جميع مناصيها لا تزال راكدة تعج بالبعوض وبالضفادع أيضاً.
*ولم يتم حتى تجفيف (حفرة) في الفساد ونار عوده لم تمت بل (وقادة)..
*فمن يمتلك الجرأة والإرادة لمواجهة ألوان طيف الفساد الذي تجاوزت ألوانه قوس قزح؟!
*إننا نحتاج إلى (حجَّامة) لإخراج الدم الفاسد!
*نزعم أن الشارع السوداني لا يزال بخير..
*فالتبرج وبيوت الرذيلة ما هما بـ (الظاهرة)، لذا فإن التفسخ والانحلال مجرد (بثور) على جلد الشارع.
*و(حُترب) أي رواسب في قاع المجتمع.
*وأسباب ذلك معروفة نسبة لضغوط الحياة وخاصة عند اللائي مقاومتهن (الاستقامية) ضعيفة.
*استأصلوا الضائقة الاقتصادية حينها سوف تضيق حلقات تصدع الأخلاق..
*ومع كلٍّ.. فإننا نحتفي بالتنبه المبكر لشيخنا كمال رزق لخطورة فخ أحد أوجه الفساد..
*ولن نحلم بمدينة فاضلة بيد أننا نطمح في مدينة شبه عادلة.. نكمِّل فيها أخلاقنا (وفوق ضرعاتها نمجد) أو كما قال الربطابي..
اليوم التالي
خ.ي[/SIZE][/JUSTIFY]




