نبيل غالي

“حجَّامة” دم الفساد


[JUSTIFY]

*ونواصل مع شيخنا الموقر كمال رزق وما رشح من خطبته تلك..

*وانطلق سهمه نحو (رأس السنة) أو ما يُعرف بـ (ليلة 31 ديسمبر) ..

*وهذه الليلة التي تتواصل حتى بزوغ فجر اليوم الأول من يناير من كل عام..

*ليست بـ (عيد ميلاد)، لأن أعياد الميلاد عند المسيحيين الغربيين تنطلق من 24 ديسمبر وعند المسيحيين الشرقيين تبدأ من ليلة السادس من يناير..

*وليلة (31 ديسمبر) لا تخرج عن أنها جسر يؤدي إلى (رأس سنة) جديدة..

*ومن ثم فإنك يا شيخنا أدخلت (العرجاء في أم كرو)..

*وحكومتنا تحتفل بهذه الليلة باعتبارها (وقفة) الاستقلال!

*والمفارقة أن الاستقلال تزامن مع رأس السنة فأصبحنا مثل التوأم السيامي وعلى طريقة (الحجل بالرجل)!

*وفصلهما يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة..

*فلماذا نلقي اللوم على الحكومة التي ترى في الاحتفالات (مناسبة) للشعب أن (يتنفس)..

*وشيخنا رزق يهاجم احتفالات رأس السنة باعتبارها تحمل في احشائها كافة أشكال الفساد.

*من تناول للخمور.. والمخدرات.. إلخ..

*ولا ندري من أين أتى الشيخ بهذا التعميم الذي فيه مغالاة ؟!

*لأن معظم الذين يخرجون محتفلين برأس السنة ليس من بين همومهم تناول الخمور والمخدرات والممارسات غير السوية..

*نعم هناك شريحة تمارس تلك الأفعال الشائنة ليس في رأس السنة وحدها ولكن طوال السنة.. وهي فئة خارجة على مكارم الأخلاق والتقاليد السمحة..

*وتلك سنة الحياة.. ففيها الصالح والطالح..

*كما ندهش لتعميمه بأن الطرق أصبحت ممتلئة بالمتبرجات وبيوت مفتوحة فيها العاهرات بلا إحصائية علمية..

*كأنهن رائحات غاديات يحاكين ما قاله الهمباتي: “متل كلب القنيص.. ليلو ونهارو يلوب”.

*وكأنما مجتمعنا أصبح (جبل رذيلة) كما هو معروف في أندونيسيا!!

*إن التفسخ والانحلال ليس وليد العام الذي انصرم، إنما تراكمت طبقاته خلال سنوات عديدة.

*يقول المثل الإنجليزي “قبل أن تقتل البعوض جفف البحيرة”..

*وبحيرة الفساد في جميع مناصيها لا تزال راكدة تعج بالبعوض وبالضفادع أيضاً.

*ولم يتم حتى تجفيف (حفرة) في الفساد ونار عوده لم تمت بل (وقادة)..

*فمن يمتلك الجرأة والإرادة لمواجهة ألوان طيف الفساد الذي تجاوزت ألوانه قوس قزح؟!

*إننا نحتاج إلى (حجَّامة) لإخراج الدم الفاسد!

*نزعم أن الشارع السوداني لا يزال بخير..

*فالتبرج وبيوت الرذيلة ما هما بـ (الظاهرة)، لذا فإن التفسخ والانحلال مجرد (بثور) على جلد الشارع.

*و(حُترب) أي رواسب في قاع المجتمع.

*وأسباب ذلك معروفة نسبة لضغوط الحياة وخاصة عند اللائي مقاومتهن (الاستقامية) ضعيفة.

*استأصلوا الضائقة الاقتصادية حينها سوف تضيق حلقات تصدع الأخلاق..

*ومع كلٍّ.. فإننا نحتفي بالتنبه المبكر لشيخنا كمال رزق لخطورة فخ أحد أوجه الفساد..

*ولن نحلم بمدينة فاضلة بيد أننا نطمح في مدينة شبه عادلة.. نكمِّل فيها أخلاقنا (وفوق ضرعاتها نمجد) أو كما قال الربطابي..

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]