حوارات ولقاءات

لا يوجد مانع في تقلد المرأة لرئاسة الجمهورية !!


تميزت المرأة السودانية عن غيرها من النساء بصفات عديدة اعطت لها بصماتها الخاصة، وابدعت حتى على المستوى السياسى، وتم تكريمها فى عدة مجالات، وشهد الجميع بأنها كسب حقيقي لمسيرة المرأة السودانية الطويلة التى بدأت منذ عام 1954م فى حق التصويت وتلاه فى 1964م حق الترشيح الذى دخلت بموجبه اول امرأة البرلمان السودانى سابقة غيرها فى كثير من الدول الاخرى، واستمرت مسيرة التصاعد حتى عام 2007م، حيث بلغت نسبة اعضاء البرلمان من النساء 2.18% ما يعادل 185 امرأة، وشاركت المرأة الرجل فى جل المعارك الانتخابية، وقفزت نسبة تمثيل المرأة الى25%، وضمن لها الدستور مقاعد فى القطاعات المختلفة.. «الصحافة» حاورات احدى القيادت النسوية فى البلاد التى لعبت دورا كبيرا فى مجال عمل المرأة.. الاستاذة رجاء حسن خليفة الامين العام للاتحاد العام للمرأة السودانية.. فالى مضابط الحوار:
ما هو دور المرأة وتمثيلها في القطاعات المختلفة؟
– المرأة شريك اساسي في الحياة العامة، ومواطن فعال وصالح في بناء الامة ونهضتها، وبالتالي دورها كانسان في تعمير الارض بصورة عامة، وكمواطنه صالحة في السودان تقوم باداء دورها في كل المجالات كام ومربية وربة اسرة وعاملة في كل القطاعات، سواء في القطاع الرسمي وغير الرسمي، وهي كادحة تحت وهج الشمس من أجل تأمين لقمة العيش الحلال لاسرتها، او مهنية قديرة متخصصة، او ادارية ومحنكة، او معلمة متفانية في تقديم العلم، او قابلة تنقذ حياة الامهات وتساهم في اخراج جيل جديد للحياة، او في المجتمع المدني كمبادرة، فالمرأة السودانية لها دور كبير في كل المجالات، وهي عنصر اساسي في مشوار الحياة.
٭ نريد أن نعرف التحديات التي تواجه عمل المرأة في السودان؟
اول التحديات حقيقة هو تحدي وجود فجوة في تعليم النساء، خاصة وجود الأمية بنسبة كبيرة في النساء، واعتقد ان الامية من التحديات الملحة، وحقيقة التعليم هو النهضة والتقدم وكل رقي للمرأة، وبالتالي وجود اعداد كبيرة من النساء يرزحن في تحت وطأة الامية سواء أكانت امية ابجدية او حضارية بالتوعية بهموم الحياة من حولها، فهذا من اكبر التحديات التي تواجه المرأة، لان هذا التحدي مربوط بتحديات اخرى مثل تحدي الصحة وارتفاع اعداد وفيات الامهات، فهذا لديه علاقة بالتعليم وقضايا الاقتصاد، فالتحدي الماثل الآن تجاه المرأة هو تحدي التعليم وتحدي صحة الامهات وارتفاع معدلات وفيات الامهات في النساء بسبب قلة الوعي بسبب ضعف الخدمات وبعد اماكنها والحروب والنزاعات، فعندما يكون هناك نزاع مسلح ولا يوجد امن فمعنى ذلك انه لا توجد ادنى مقومات الحياة، لذلك النساء هن ادرى بالسلام ومشواره وثقافته.
٭ كيف يمكن النهوض بالقطاع النسوي بالبلاد؟
– طبعا النهضة بالقطاع النسوي مسؤولية تضامنية بين المجتمع والدولة، وبين المجتمع نفسه وكافة فعالياته اذا كان عملا طوعيا وخلافه، لأن التحديات متعلقة بتعليم المرأة وصحتها وتمكينها الاقتصادي وتوعيتها كربة اسرة، وكمواطن صالح، وكل هذه الاشياء محتاجة الي تضافر جهود وتعبئة كبيرة جدا في القطاع المدني ومنظماته، لتنهض بهذه الادوار وتتبارى وتتنافس في تقديم الخدمات للنساء، وتخدم اقطاعيات محددة، وفيها شيء من التخصص يمكن ان يجعل هذه المنظمات الطوعية تتصدى لتحديات المرأة، وبالتالي يمكن أن تشارك في نهضتها، والدولة كذلك عندها مسؤولية في رسم السياسات التي يمكن أن تساهم في تحسين اوضاع النساء. ولعل اجازة الدولة للسياسة القومية لتمكين المرأة خطوة كبيرة جدا في الاتجاه الصحيح، كذلك موضوع التشريعات وهي مرحلة بعد مرحلة السياسات، وهي كيفية العمل على تحويل هذه السياسات الى تشريعات، والتشريعات نفسها كيف نعمل على جعلها كائنا حيا يتحرك، وتنفذ لصالح الناس بقرارات وارادة سياسية وحشد الموارد المالية والاقتصادية، فكلها يمكن ان تحسن من اوضاع النساء خاصة في الريف وفي القطاعات غير النظامية وخلافها من الاشياء.
٭ ماذا يمكن أن نقول عن مستقبل القطاع النسوي في السودان، وهل يمكن أن تكون المرأة رئيسة للدولة ويتقبلها المواطن؟
– والله طبعا لا يوجد ما يمنع، فالمسألة قطعا من ناحية تشريع وقوانين فليس هنالك ما يمنع ان تكون المرأة على رئاسة الدولة، والدستور نفسه ومنذ دستور 1998م كان واضحا بانه لم يجعل الذكورة شرطا في هذه المسألة، لكن اعتقد أن القطاع النسوي يحتاج إلى أن يتدرج، يعني في مهامه الآن اخذنا مكسبا كبيرا جدا وهو نسبة الـ «25%» على الاقل في المشاركة السياسية البرلمانية، والآن هنالك نساء ترشحن في مواقع اخرى من دوائر جغرافية وغيرها، فالتدرج سنة الحياة، ونتوقع انه كلما قمنا بتجويد التجربة كلما اقبلنا على تجارب برلمانية كبيرة فيها ربع المقاعد للنساء على الاقل في كل السودان في البرلمان الاتحادي وفي جنوب السودان، فهذا الامر يتطلب مقدرات عالية يضطلع بها القطاع النسائي ليساهمن في ممارسة تشريعية راشدة ليقدمن مبادرات تشريعية راشدة، ولتكون لديهن مبادرات تشريعية ويكون لديهن دورهن الرقابي وتحسين اوضاع النساء ومتابعة السياسات والتشريعات التي يمكن ان تساهم في تحسين اوضاع النساء، فبصورة عامة عندما تدخل المرأة الى قبة البرلمان فلا تتحدث عن قضايا المرأة فقط، وانما تتصدى لكل قضايا الوطن، وتتحدث عن كل قضايا المواطنين، لكن لا يمكن ان تغفل عينها عن بعض القضايا ذات الخصوصية بالنسبة للمرأة، واعتقد اننا لا بد ان نقدم نماذج ممتازة جدا نقوي عودنا في المشاركة التشريعية، ونتوقع ان نجد المساندة من القوى السياسية بايجاد مواقع تشريعية متقدمة، رؤساء للبرلمانات ونواب لرؤساء البرلمانات ورؤساء للجان رؤساء مداولة، مما يعطي ثقة للنساء في انفسهن بصورة اكبر، وبالتالي تجربتنا ستكبر وتنضج، ونكون اكثر تأهيلا لنتولى مناصب الولاة أو منصب الرئيس.
٭ بالنسبة للانتخابات ما هو دور المرأة المنوط بها في مشاركتها السياسية؟
– طبعا هي خطوة جبارة، وهي عبارة عن عملية مركبة، وفيها مراحل كثيرة جدا، وقطعا النساء كغيرهن من مواطني السودان لديهن دور كبير جدا في المشاركة فيها بفاعلية، والمساهمة في انجاحها وفي توعية الناخبين والناخبات بحقوقهم وواجباتهم، وبالممارسة السياسية الصحيحة والرشيدة، ويلعبن دورا كبيرا في جعل الممارسة اكثر ديموقراطية وفيها روح التسامح وقبول الآخر والتضامن، والبعد عن النعرات القبلية والدينية والعرقية والفتن التي تفتت نسيج الامة، فنحن بصفتنا امهات ونساء نكون حريصات على توفير مناخ ديمقراطي امن، وهذه تتأتي بوسائل كثيرة جدا
٭ هل يمكن ان نقول ان المرأة ستنجح في الانتخابات المقبلة، خاصة ان عدد النساء المرشحات كبير جدا؟
– نعم ستنجح، ولماذا لا تنجح؟ فانا سعيدة جدا ان النساء لديهن ثقة كبيرة في انفسهن والقوى السياسية لديها ثقة كبيرة في نسائها، والآن هذه اول انتخابات تتم فيها مشاركة النساء بـ«الكوتة»، فكيف يمكن الا يترشحن، فعندها ستكون هنالك مشكلة كبيرة حال عدم ترشحهن، فالحكاية محسوبة بالنسبة المؤهلة، ونتوقع في البرلمان القادم أن يكون فيه تنوع ويعطي فرصا للنساء بمختلف التيارات، فالحزب الذي يكون لديه وجود جماهيري في الساحة السياسية يقوم بادخال عدد من النساء، وهي نقطة ايجابية للنساء.
٭ يلاحظ ان المرأة قامت بترشيح نفسها لرئاسة الدولة والمواقع التنفيذية الاخرى، وبرزت نسبة من النساء الشابات.. كيف تقرأين ذلك؟
– اصلا المرأة اذا لم تكن مستوفية شروط السن ما كانت تقدمت الى الترشيح، وهي نقطة ايجابية. وفي الماضي كان الشباب يعزفون عن المشاركة السياسية، لذلك هذه الخطوة من النقاط الايجابية في التمييز الايجابي للنساء، وحتى القطاعات قد يبدو لها ان الوقت مايزال في بدايته.
٭ هذا يقودنا الى المقارنة بين نسب الرجل والمرأة العاملة والقيادية؟
– نحن في السودان بصورة عامة لا توجد لدينا مشكلة بين النساء والرجال، لكن المشكلة تبقى في مسألة النظرة الاستعلائية من الرجل للمرأة، والمجتمع السوداني الي حد كبير يعلي من كرامة المرأة، والدليل ان القانون اجيز والمجتمع تقبله، فالمجتمع السوداني من خلال بعض استطلاعتي وبعض الآراء حول القانون فإنه قد قابله باحتفاء، وكان ذلك اكبر من توقعاتنا، الا ان هناك بعض الاصوات النشاز التي تقول ان اعطاء المرأة نسبة 25% اكبر من حقها، فالصورة الغالبة هي التي تقف الى جانب النساء، خاصة ان الانتخابات يقوم بالاقتراع فيها النساء والرجال.
٭ كيف تنظرين الى التشريعات الخاصة بالمرأة، خاصة في ما يتعلق بتشريعات العمل والاحكام.. وهل تعتقدين أن المرأة نالت حقها كاملا؟
– بصورة عامة ليس في العمل فحسب، لكن تشريعاتنا بخصوص المرأة كانت متقدمة، لكن اذا كان هنالك تحدٍ سيكون في التوعية بهذه القوانين والتشريعات، وتحدٍ في التنفيذ.
٭ المرأة في بعض الاحكام ينظر اليها باعتبارها مظلومة خاصة في مجالات عملها؟
– القوانين لا يوجد فيها اي ظلم، ومعظم نصوصها لصالح المرأة، فاحيانا توجد ممارسات لا يوجد لها غطاء قانوني ولا تشريعي، فهذا استغلال من بعض المسؤولين الذين يستغلون نفوذهم الشخصي، واحيانا سكوت النساء لكن لا يكون عن ضعف، لكن بصورة عامة النساء يلجأن الي اثارة القلاقل وعمل المشاكل، فالمعادلة بين الحق والواجب هي الحارس للحقوق.
٭ مركز «ماما» من المراكز التي لعبت دورا كبيرا جدا في عمل وتأهيل المرأة من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.. نريد معرفة دور المركز في تأهيل المرأة والنهوض بها؟
– مركز «ماما» هو رمزية لبيت كبير للنساء، وتوجد به انشطة متعددة تلبي احتياجات النساء، وهو رمزية للجمعيات التي لا توجد لها مقرات، ويمثل الحوش الكبير بالنسبة للنساء لاقامة الانشطة وعقد الجمعيات العمومية للاتحادات النسائية، فنحن الآن نتحدث عن وجود «104» مراكز تنمية للمرأة على مستوى السودان بمستوى معقول وتوجد بدخلها رياض للاطفال وقاعات للاجتماعات وقاعات التدريس واماكن تنمية المهارات، وغيرها من الانشطة، اضافة الى وجود نحو «60» مركزا بمستويات اقل على مستوى السودان، وكلها تلعب ادوار مهمة في تأهيل النساء، ناهيك عن وجود الآلاف من دور العبادة ودور المؤمنات.
٭ هل للمركز دور في محاربة ظاهرة الفقر التي استشرت بصورة مخيفة وسط النساء؟
– المركز هو مقر للسياسات الخاصة بوضعية المرأة بما يلي العمل الطوعي، ومن المركز هذا تنطلق كل المشروعات والانشطة الخاصة بمكافحة الفقر، وبدأنا من داخل المركز العمل لتمويل مباشر لبعض النساء في ما يتعلق بمشروعات القرض الحسن ومشروعات تمويل صغيرة بواقع «400 الي 500» جنيه، وهي تحتاج الى رأسمال لمشاريع بسيطة التي لا تحتاج الى سلحفائية البنوك وتعقيداتها، فالاتحاد يقدم هذا النوع من القروض بشراكة ذكية مع ديوان الزكاة لهذا النوع من النساء، لكن بنفس المستوى وعلى ذات الشاكلة تقدم نفس الخدمة على مستوى السودان، فلا يستقيم عقلا ان تأتي النساء من ام دافوق او المناقل الى الخرطوم لتوفير القروض الحسنة، فهذه الخدمات تقدم الى النساء عبر الفروع المختلفة للاتحاد في الولايات.
٭ ماذا عن إعادة توطين المرأة خاصة في مناطق النزاع في اقليم دارفور؟
– طبعا الاتحاد على مستوى الامانات في الولايات يعمل في هذا المجال، ويقوم بجهود كبيرة في الحوار مع النساء في المعسكرات واقناعهن بقضية العودة، وسعى لدى الجهات المختصة لنقل رغبات النساء ورغباتهن وملاحظاتهن ومطالبهن المتمثلة في توفير الامن ولقمة العيش والسكن الملائم، فالاتحاد لعب دور الوسيط، ويعبر عن قضايا النساء مع الجهات المختصة، ويلعب دورا كبيرا في مسألة التوعية وسطهن، ويقدم خدماته الى النساء اللائي نزحن الى المعسكرات وفي مجال العودة الطوعية في شكل خدمات رياض الاطفال وعدد من النشاطات الاجتماعية.
٭ وماذا عن وضع المرأة الريفية؟
– طبعا معظم عمل الاتحاد للنساء الريفيات، خاصة ان عضوية الاتحاد تكاد تصل الى «60%» من النساء الريفيات، وكل المشروعات سالفة الذكر تخص المرأة الريفية، لكن ولمزيد من التخصصية والرعاية الخاصة عملنا مشروعات لتحفيز نساء الريف.
٭ ما هو الدور المرتجى من المرأة في عملية السلام؟
– النساء اكثر القطاعات شقاءً بالحرب، لذلك نجد ان النساء من اكثر الفئات التي تعمل لتوفير السلام عن طريق المسيرات والمفاوضات وإرسال الرسائل.
والآن النساء لديهن دور فى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهى مع هذا كله حريصة على حفظ التوازن مع دورها الاساسى باعتبارها اما وربة منزل، وحتى لو الظروف اجبرتها فإنها تقف مع امها او اخواتها، وكثير من الأمهات هن امهات غير حقيقيات، بل هم امهات عن طريق الرعاية والتعليم وتحسين الاوضاع.
٭ ما هى المعوقات التى تواجه المرأة؟
– بالنسبة للعمل النسوى يمكن ان نقول ان النساء لديهن طاقة كبيرة للعمل، ومسألة القدرات وبنائها والتدريب تشكل واحدة من المحطات الكبيرة والمهمة، ونحن لم نستطع ان نلبى كل احتياجات النساء فى التدريب، ونتفق مع القول بأن عمل مركز فى ولاية صعب، وذلك لأن الموارد المتاحة محدودة، وهذه واحدة من المشكلات التى تواجهنا. وايضا من الصعوبات هنالك تراكم المسؤوليات على المرأة، حيث هنالك عدد من النساء يؤدين دور الاب والام فى وقت واحد نسبة لظروف الحياة.
٭ هل انتن راضيات عما تقدمنه؟
– طبعا لا.. واعتقد ان المطلوب كثير، وتحديات المرأة اكبر، وأنا أكون راضية فى يوم من الايام عندما افتح عينى واجد المرأة فى السودان ليست لديها معاناة بسبب نزاعات مسلحة او نزاعات اهلية، واكون غير راضية عندما اجد امرأة سبقتها اخواتها الى المدرسة وهى جالسة فى البيت تغسل العدة، او طفل او طفلة غاب عن المدرسة لأنه ليس لديه ما يفطر به، ففى هذا اليوم أنا أكون راضية عن نفسى، وفى حالة تكون هنالك ام لم تمت فى ولادة، فهذا يرضينى.. وانا اراقب العمل النسوى منذ اوائل التسعينيات، وقبل ذلك لم اكن اعمل، الا ان النساء لديهن جمعيات ومنظمات وهذه حركة، واى جهد يبذل فى النهاية هو خير وبركة على المجتمع. ولدى رسالة عايزة ابلغها عبركم فى الصحافة، فهنالك كثير من الشابات الكادحات اللائي يعملن، وانا ما عصبية للنساء لكنهن يشتغلن «شغل حار جدا وصعب» ولديهن مقدرات ضعيفة مقارنة مع اعدادهن ومقدراتهن وتأهيلهن، واتمنى من نقابة الصحافة أن تعطي فرصا اكثر للنساء فى مجال العمل الصحفى بتبنى قدراتهن، وأن يعطوهن فرصا للعمل القيادى، ولن يندموا على ذلك، بل سيجدون عملا متميزا وكبيراً.

حوار: رجاء كامل
صحيفة الصحافة


تعليق واحد