أمريكا تعتبر مشاركتها في محادثات ايران “خطوة ذكية”
غير أن حكومة الرئيس الامريكي جورج بوش قالت انها لم تغير موقفها وهو عدم المشاركة في مفاوضات كاملة مع ايران الا اذا تخلت طهران أولا عن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم التي يشتبه الغرب في ان ايران تريد استخدامها في سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان الوزيرة اعتبرت التخلي عن السياسة المعتادة وايفاد الدبلوماسي البارز وليام بيرنز الى جنيف يوم السبت لاجراء محادثات مع ايران الى جانب القوى الكبرى الاخرى “خطوة ذكية” فيها خروج عن الدبلوماسية المعتادة.
واضاف مكورماك للصحفيين “انها تبعث باشارة قوية الى العالم وتبعث برسالة قوية الى الحكومة الايرانية بان الولايات المتحدة ملتزمة بالدبلوماسية.”
وتفاقمت التوترات مع ايران ولاسيما بعد أن اجرت طهران اختبارا على صورايخ الاسبوع الماضي مما ادى الى ارتفاع اسعار النفط وزيادة قلق اسرائيل ودفع واشنطن الى القول انها ستدافع عن حلفائها من اي هجوم محتمل.
وقال البيت الابيض ان ايفاد بيرنز -وهو وكيل وزارة الخارجية الامريكية- الى جنيف للمشاركة في المحادثات لم يغير موقف الحكومة الامريكية وهو ان واشنطن لن تنضم الى مفاوضات كاملة الا اذا تخلت طهران عن أنشطة تخصيب اليورانيوم.
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض “لم يتغير شيء.. اذا لم يقبلوا هذا العرض.. أولا.. فلن تكون هناك مفاوضات. وثانيا.. ستكون هناك عقوبات اضافية. جوهر السياسة مازال كما هو ولكن هذا تكتيك جديد.”
وسينضم بيرنز الى منسق السياسية الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وممثلي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا لسماع رد طهران على عرض قدم الشهر الماضي ويلزمها بالكف عن تخصيب اليورانيوم في مقابل الحصول على حوافز مالية ودبلوماسية.
وتقول ايران ان نشاطها النووي اغراضه سلمية لتوليد الكهرباء ورفضت شروط التخلي عن تخصيب اليورانيوم.
وقال مسؤولون امريكيون ان بيرنز ليس مخولا بالتفاوض في جنيف مع المفاوض النووي الايراني سعيد جليلي.
وقالت بيرينو “سيكون هذا مشاركة امريكية لمرة واحدة… سنكون هناك لنستمع. لسنا هناك لنتفاوض.”
وقالت عدة مصادر دبلوماسية ان القوى الكبرى كانت تضغط على واشنطن منذ بعض الوقت من اجل المشاركة في المحادثات املا في ان يؤدي هذا الى خروج من المأزق.
وقال مسؤول امريكي بارز ان احد الاسباب المنطقية لارسال بيرنز الان هو انتهاز ما يبدو انه انقسامات في الحكومة الايرانية بشأن عرض الحوافز الذي تقدمت به القوى الدولية الى طهران الشهر الماضي.
وايدت بريطانيا وهي حليف مقرب من الولايات المتحدة في المحادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي خطوة ايفاد بيرنز الى جنيف.
وقال جون ساويرس السفير البريطاني في الامم المتحدة “حقيقة ان وليام بيرنز يشارك في هذا الاجتماع يوم السبت هو امر مرحب به وبادرة تدل على الجدية (في الجهود العالمية).”
ويدور جدل حام داخل حكومة بوش بشأن ما اذا كان يجب التفاوض مع الايرانيين وتوقيت ذلك وتعارض العناصر الاكثر تشددا في الحكومة اجراء محادثات. ويشير البعض الى النجاح الذي تحقق في المحادثات مع كوريا الشمالية.
وانتقد جون بولتون وهو سفير سابق للولايات المتحدة في الامم المتحدة وهو معلق محافظ قرار ايفاد بيرنز بشدة.
وقال لرويترز “هذا انهيار فكري كامل لادارة بوش والدليل واضح امامنا جميعا.”
واضاف “كنت اعتقد ان احتمالات لجوء ادارة بوش للخيار العسكري في شهورها الستة الاخيرة (من ولايتها) صفر. لكني اعتقد الان انها اقل من الصفر.”
وقال المرشح الديمقراطي للرئاسة الامريكية باراك اوباما الذي انتقده الجمهوريون لاقتراحه اجراء محادثات مع ايران انه يرحب بانباء ايفاد بيرنز.
وقال اوباما الذي سينافس المرشح الجمهوري جون مكين على منصب الرئاسة في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني “الولايات المتحدة مشاركة الان. يجب ان تبقى مشاركة بكل قوة دبلوماسيتنا.”
وقال مكين السناتور عن ولاية اريزونا للصحفيين “لا أمانع في هذا على الاطلاق.” لكنه أوضح انه يعارض موقف اوباما المعلن انه سيكون مستعدا لاجراء مباحثات مع الايرانيين بغير شروط مسبقة.
وقال مكين “من الواضح جدا ان الجلوس بغير شروط مسبقة مع دولة راعية للارهاب سيكون خطأ.”
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران بعد فترة وجيزة من قيام الثورة الايرانية عام 1979. واجرت واشنطن عدة جولات من المحادثات العام الماضي مع طهران بشأن ما تعتبره تدخلا ايرانيا في العراق.
رويترز [/ALIGN]