امريكا والعراق ستحددان “هدفا طموحا” بشأن خفض القوات
وفي أكثر اقتراب لادارة بوش من التسليم بامكانية وضع جدول زمني من نوع ما للتخفيضات المستقبلية للقوات الامريكية قال البيت الابيض ان الولايات المتحدة والمفاوضين العراقيين سيسعون الى “اهداف طموحة” لعمليات الانسحاب.
ورفض بوش الذي تراجعت شعبيته ويخوض حربا لا تحظى بشعبية هي الاخرى في نهاية فترة رئاسته فكرة تحديد جدول زمني لانسحاب القوات حتى في الوقت الذي تعهد فيه مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما بسحب القوات خلال 16 شهرا اذا ما تم انتخابه.
وفي محاولة للتهوين من فكرة حدوث تحول في السياسة اصر البيت الابيض على ان بوش والمالكي اتفقا عبر الحديث من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس على ان خفض القوات “سيعتمد على ظروف تتحسن باستمرار على الارض وليس على موعد اعتباطي للانسحاب.”
ويعمل مسؤولون عراقيون وامريكيون على ابرام اتفاق رسمي حول وضع القوات لتوفير اساس قانوني لبقاء قوات امريكية في العراق حين ينتهي تفويض ممنوح من الامم المتحدة بحلول نهاية العام.
واثار المالكي الذي يؤكد على ثقة حكومته المتزايدة مع تقليص العنف الاسبوع الماضي امكانية تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية لكن المسؤولين الامريكيين كانوا اكثر حذرا.
وقال البيت الابيض ان بوش والمالكي يهدفان للتوصل لاتفاق بحلول نهاية الشهر.
واضاف ان “الرئيس ورئيس الوزراء اتفقا على ان تحسن الظروف الامنية يجب ان يسمح بأن تشمل الاتفاقات التي يجري التفاوض بشأنها حاليا افقا زمنيا عاما للوفاء بأهداف طموحة.. مثل استئناف السيطرة الامنية العراقية في مدنهم ومحافظاتهم ومزيد من الخفض للقوات القتالية الامريكية بالعراق.”
غير ان البيت الابيض تجنب الرد على اسئلة حول ما اذا كان الاتفاق سيشمل تواريخ محددة.
وعلى الرغم من تأكيد البيت الابيض على ان بوش يتمسك باستراتيجيته الا أن السناتور الديمقراطي جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قال ان “الادارة في نهاية المطاف تواجه الواقع”.
وقال بايدن “ارحب بالاعلان اليوم عن ان الرئيس غير اتجاهه وتخلى عن معارضته الشديدة لتحديد اطار زمني لاعادة انتشار القوات الامريكية في العراق.”
واصر بوش كثيرا على ان تحديد جدول زمني للانسحاب سيساعد المتمردين في جهودهم للاطاحة بالحكومة العراقية الهشة.
وقال سكوت ستانزيل المتحدث باسم البيت الابيض الذي كان مسافرا مع بوش في حملة لجمع تمويل في اريزونا ان الحديث السابق عن “جدول زمني” جاء من الديمقراطيين بالكونجرس “الذين يريدون الانسحاب بصورة اعتباطية من العراق”.
واصبحت مستويات القوات قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني بين اوباما والمرشح الجمهوري جون مكين الذي يدعم استراتيجية الادارة الحالية في العراق. ومن المتوقع ان يزور اوباما العراق في وقت قريب.
وقالت نيكول والاس مستشارة مكين ان المرشح الجمهوري ينظر الى مناقشات بوش والمالكي يوم الجمعة على انها دليل على ان زيادة القوات مؤخرا نجحت مما جعل “انسحابا يعتمد على الظروف” امرا ممكنا.
وتجشم البيت الابيض المشاق يوم الجمعة ليتجنب الفاظ “جدول زمني” او “حد زمني” التي استخدمها منتقدو الحرب مرارا في حملتهم من اجل استراتيجية للخروج من العراق.
وتمشيا مع المصطلحات الجديدة وصف على الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية محادثات المالكي وبوش بانها تركز على وضع اطار لافق زمني للنقل الكامل للمسؤولية الامنية الى القوات العراقية استعدادا لخفض القوات الامريكية وانسحابها من العراق.
وهناك ضغوط محلية قوية على العراق لكي يحدد تواريخ لانسحاب القوات الامريكية ولاسيما مع انخفاض العنف الى ادني مستوياته خلال اربعة اعوام ومع زيادة قوات الامن العراقية.
ومن المرجح ايضا ان يحاول خصوم المالكي السياسيون استغلال قضية وجود القوات الامريكية غير المحدد في الانتخابات الاقليمية في وقت لاحق من العام الجاري.
وسيكمل اللواء الاخير من خمسة الوية اضافية ارسلها بوش الى العراق في عام 2007 انسحابه الاسبوع المقبل ليترك 140 الف جندي في البلاد. وامر بوش بزيادة القوات لوقف انزلاق العراق الى حرب اهلية.
رويترز [/ALIGN]