تحقيقات وتقارير

سوق الخميس.. خضر وفاكهة (نهاراً) .. أفلام إباحية ودعارة ليلاً


سوق داخل حدود العاصمة يعرض الخضر والفاكهة (نهاراً)، ويتتحول (ليلاً) إلى عرض (الجنس) والافلام الاباحية.. مساطب بالسوق المركزي الخرطوم مخصصة اصلاً لعرض السلع الغذائية تحولت بقدرة قادر إلى مساطب مهجورة ووكر للنشالين والمشردين.. خضر وفاكهة تعرض للمواطنين على الأرض فوق جوالات مهترئه وسط القذارة ومياه الصرف الصحي الآسنة مما يعرضها لخطر التلوث.. باختصار أسواق اللحوم والخضر والفاكهة بالعاصمة يختلط فيها الحابل بالنابل، وتعمها الفوضى وتحيط بها القذارة.. إنها أسواق غير مطابقة للمواصفات سوى على الورق فقط.
—-

ما المطلوب؟
مصطفى العوض أحمد – مدير وحدة الشهداء وسوبا محلية الخرطوم – قال لا بد أن يكون السوق مجهزاً بعدة أشياء من ضمنها مواقف متعددة للعربات وتوفير الخدمات اللازمة من كهرباء وماء وطرق والخدمات المتمثلة في الوجود الأمني، وأيضاً لا بد أن تكون مساحة السوق (45) ألف متر مربع ،وهذه المواصفة العالمية لمساحة الأسواق وان يكون السوق بعده مناسباً عن المناطق السكنية ومطل على المناطق ذات الموارد الاساسية للسوق مثل الخضار والفواكه واللحوم. ويجب أيضاً ان يكون السوق مربوطاً بشبكة صرف صحي لقيام الحمامات، أما عن التصديق فيتم عن طريق المحلية وبعدها ينفذ الطلب ويحول الى محلية الشهداء لتحديد الموقع والمحل داخل السوق بحيث يكون المحل موزعاً على حسب نوعية الأغذية وبمساحات معينة حسب الشيء المطلوب سواد أكان محلاً للخضر أو الفاكهة أو الاسماك وغيرها، أما عن الجبايات والرسوم فهي مفروضة بأمر محلي من المجلس التشريعي للمحلية وهي سنوية، ويحتوى الأمر على مجموعة أوامر محلية تتعلق بالسوق وهي رسوم عادية تتعلق بالرخص الصحية والكروت الصحية والمواصفات والرخص التجارية ولا توجد زيادة في هذه الرسوم منذ العام الماضي. وعن احصائية الأسواق المركزية في الخرطوم يوجد سوق مركزي واحد وهو أكبر الأسواق المركزية في السودان ويكفي لكل احتياجات المواطنين لأن أية محلية يوجد لديها سوق محلي مثل سوق بحري وجبل أولياء وهي أسواق اجمالية. والسوق المركزي بالخرطوم يختلف عن الأسواق الأخرى لأنه يوزع لكل الأسواق في العاصمة وكل وارد يأتي عن طريقه سواء أكان من داخل أو خارج السودان لذلك يعتبر أقدم وأوسع الأسواق في الولاية.

531201093745AM1

المساحة ضيقة
عبد الله عبد الرازق – مدير السوق المركزي الخرطوم للخضر والفاكهة والأسماك – تحدث عن مساحة السوق وقالت: لا بد أن تكون (45) ألف متر مربع، أما المساحة الحالية فهي لا تتعدى الـ (5) آلاف متر مربع، وبالتالي أصبحت المساحة ضيقة جداً مما أدى للتردي البيئى داخل السوق وكيفية طريقه العرض والمساحات داخل السوق وأيضاً موقع السوق الذي يقع في بيئة كثيفة السكان وجنوب السوق يقع بالقرب من منطقة جبل أولياء وهي منطقة كثيفة السكان، وأيضاً توجد صينية تقع شرق السوق بها كثير من خطوط المواصلات مما أدت الى الزحمة وكثافة الحركة المرورية والبشرية، أما داخل السوق فتوجد وحدة شرطة وكثير من المباحث تلافياً لوقوع حوادث السرقة، وأيضاً يوجد مكتب صحي بيئى كامل ومهامه متابعة المواصفات الصحية من نظافة ومراقبة وتفتيش الأطعمة والأغذية ورش البعوض والحشرات، ويتأثر السوق المركزي ببيئة السوق المحلي لقربهما من بعضهما، وأيضاً المدينة الرياضية التي تقع شرق السوق المحلي وهي تحت التشييد ما يقارب الـ (12) سنة مما أدى الى انعكاس ممارسات سالبة على السوق، وعن الجانب الأمني والسرقات فلا توجد سرقات داخل السوق نسبة للوجود الأمني ولكن توجد اشكالية في الكهرباء ومعظم المحلات ليس تبها توصيلات كهرباء ولكن السوق غير مظلم.

المساطب مهجورة
قامت محلية الخرطوم في الفترة الأخيرة بتشييد مساطب للخضر والفاكهة في الناحية الجنوبية للسوق المركزي الخرطوم لمعالجة ظاهرة الباعة المفترشين الأرض، ولكن بقيت المساطب مهجورة دون ان يقربها أحد لأسباب متعددة منها: ان تصميمها غير مناسب للخضر، وليست مظللة ولم يتم اكتمالها بالصورة المطلوبة اضافة الى ضيق مساحتها كما اكد لي بعض الباعة الذين هجروا تلك المساطب وفضلوا افتراشهم على خضرواتهم الأرض، هذه المساطب الآن أصبحت وكراً للمتشردين والنشالين الذين يهددون أمن السوق والمواطن كما انها باتت مكاناً لتجمع النفايات واكياس النايلون.

على الأرض
سوق الخرطوم بحري من الأسواق الكبيرة التي يقصدها كثير من المواطنين لأقتناء حاجياتهم ولكن السوق عبارة عن فوضى كبيرة ومجرد ان تطأ قدمك على مشارف السوق تستقبلك الرائحة الزفرة التي تزكم الانوف والأوساخ وبقايا الخضروات والفاكهة المتراكمة التي جعلت لأسراب الذباب مرتعاً مناسباً لها، هذا غير الباعة المفترشين الأرض فالخضار والفاكهة مبعثر، على جوالات خيش في الأرض وسط اقدام المارة، وأما إذا زرت الأماكن المخصصة لبيع اللحوم فلن تستطيع متابعة ما جئت لأجله، فالرائحة تطرد حتى الذباب فاللحوم معلقة على (جزارات) وتحيط بها جيوش من الذباب رغم الابخرة المتصاعدة من المباخر في بعض المحلات طرداً للذباب ولكن دون جدوى، أضافة الى المساطب العشوائية للخضر والفاكهة فمساحتها ضيقة ولا تسمح للزبون بالتجوال المريح داخل السوق، وأيضاً لا تسمح لصاحب المحل إلاّ ان يكون فوق المسطبة مع خضاره.. ويلحظ أيضاً التوصيلات غير الجيدة للكهرباء داخل السوق مما أدى إلى حريق بسبب التماس كهربائى قبل فترة وجيزة واحتراق كثير من المحلات، فاذا كان هذا وضع الأسواق المعترف بها من قبل المحليات فكيف يكون حال الأسواق العشوائية في بعض المناطق؟.

سوق الخميس
على سبيل المثال سوق (الخميس) في منطقة حي المصطفى جهتي شرق النيل فهو سوق عشوائي عبارة عن رواكيب من القش والشوالات تباع فيه الخضر والفاكهة بالنهار وهذا أمر عادي ولكن الغريب في الأمر ان هذه الرواكيب تتحول في الليل إلى اندية لمشاهدة الافلام الإباحية وأعمال الدعارة، وسبق ان شكا مواطنون حى النصر من هذا السوق مما أدى الى نقلة الى منطقة حى المصطفى وهذا ليس حلاً ان يحول السوق من منطقة الى اخرى فلا بد من الحل الجذري لأوضاع الأسواق بصورة عامة والسوق مثالاً فقط من جملة الأسواق الفوضوية الموزعة بالعاصمة واطرافها.

المواصفات والمقاييس
المواصفة القياسية للأسواق المركزية حسب الهيئة القومية للمواصفات والمقاييس توجب ان لا تقل مساحة السوق عن (40.000) متر مربع وضرورة تسوير السوق بمواد صلبة وذات شكل جمالي منسق وتجهيز المكاتب الإدارية بأحدث التقنيات لرصد وتحليل المعلومات، ولا تقل مساحة السوق الفرعي عن (10) آلاف متر وان تكون محلات العرض جملونات مسقوفة اي من مادة عازلة للظروف الطبيعية وتقسم الى مساطب مدرجة بارتفاع لا يتجاوز المترين ويفصل بينهما بممرات عرضها (200سم) وارضيتها مبلطة وان تعرض الخضر والفاكهة داخل عبوات مبين عليها تاريخ ومنطقة الانتاج والوزن وتوفير الاضاءة والتهوية الجيدة وأن تعرض اللحوم داخل فترينات أو تغطى بقماش ابيض أو ثلاجات للعرض، ولا بد من وجود نظام تصريف جيد للتخلص من النفايات ومعالجتها وأيضاً تشجير السوق ووجود مواقف عربات واخضاع جميع العاملين بالسوق لكشف طبي حسب قانون الصحة العامة وان تخضع المنتجات للكشف الصحي الدوري وعربات النقل للخضر والفاكهة خاضعة للمواصفات القياسية.. كل هذه المواصفات موجودة.. لكن على الورق فقط ولا وجود لها على أرض السوق السوداني تكون فمثلاً عربات نقل الخضر عبارة عن بكاسي مكشوفة، وعربات نقل اللحوم بوكس معروش أو مظلل وغير مكيف، مكتوب عليها عربات نقل وتوزيع اللحوم محلية كذا.
هذه العربات تتجول من سوق إلى آخر لتوزيع اللحوم وسط الجو الملوث بالغبار واشعة الشمس ألا يعرض هذا اللحوم الى التلف؟! ألا يجب تخصيص عربات بمواصفات معينة لنقل اللحوم بحيث يضمن سلامتها من التلف أو التعفن؟.

تحقيق: دار السلام علي – تصوير: يحيى شـــالكا
صحيفة الراي العام


تعليق واحد

  1. سؤال للسيد الوالى ماذال يتكرر لماذا تم انشاء سوق مركزى جديد بابوادم بمبالغ كبيرة وبصورة احدث ولم تنتقل السوق المركزى اية حتى الان ماهى الجهات التى تقف دون انتقال السوق للموقع الجديد يقال بان هنالك لوبى يعمل فى الخفاء لعدم انتقال السوق لموقعة الجديد لوجود مصالح لهم فى السوق القديم نريد تفسير واضح من والى الخرطوم

  2. حافظو على الخرطوم نظيفه وكده!!!!ما شايفين اي نظافه و الله!والي ولاية الخرطوم طالبين منك تشوف الحله دي..

  3. الي السيد الوالي هتمام نظافه العاصمه تنظم السوق بظريقه جميله ياريت بدال من بصات مواطن مامحتاج في الوقت الراهن الي بصات صحه ونطافه تجميل العاصمه بالاشجار الورود ان تفرص علي اي مواطن سودانى داخل وخارج السودان واحد جنيه دعم نطافه عاصمه

  4. نتمنى من والي الخرطوم والحكومة الإهتمام بصحة المواطنين وأن يتم دارسة المشاريع بصورة وافية وببعد نظر فأين هي الإستراتيجيات التي تتحدث عنها الحكومة لتطوير العاصمة ، كما أنني أعيب على الحكومة تقصيرها منذ البداية، حيث كان يمكنهم تحديث السوق وتوفير جميع الخدمات به قبل إفتتاحه ، كما أنني استغرب تحويل السوق العربي إلى المحلي من دون توفير جميع الخدمات اللازمة من كهرباء وصرف صحي وسفلته والإهتمام بمتابعة ذلك ، فأننا نجد في السوق المركزي والمحلي كل اللوان التلوث من طفح لمياه الصرف الصحي والذباب والباعوض وعدم وجود نظافة ونشالين وشماسة ومباني تحت الإنشاء وأنقاض ورواكيب واستخدام العراء كحمامات وحقيقة أنه بؤرة تلوث وليس سوق ونتمنى من المسؤولين زيارة هذه المناطق وليس الجلوس بمقاعدهم الوثيرة ومكاتبهم المكيفة وسياراتهم الفارهة ، ونأمل الأهتمام بالصحة المواطن الغلبان فقط كثرة الأمراض والسرطانات ، وكان الله في عونك يا مواطن