الحمير .. المنقذ في كارثة الفيضانات بباكستان
ربما تكون الجهات المانحة تبرعت بملايين الدولارات لضحايا الفيضانات في باكستان لكن السلطات على أرض الواقع اضطرت للجوء الى الحمير لنقل الامدادات ببطء الى القرى الجبلية التي انقطعت عن العالم الخارجي.
وأجبرت مشكلات متعلقة بالامدادات تمثلت في نقص طائرات الهليكوبتر للوصول الى المناطق النائية وسقوط المزيد من الامطار التي تسببت في انهيارات أرضية السلطات وهيئات الاغاثة على اللجوء الى مثل هذه الوسيلة.
ويمثل توصيل المساعدات الى القرى النائية الواقعة بين الجبال واحدة من أكبر التحديات. ففي وادي شاهبور حيث تقع قرية كوزا سيراي يقول مسؤولون ان هناك 150 ألف شخص في حاجة عاجلة للامدادات الغذائية والطبية.
وفي منطقة تقارب مساحة ايطاليا تضررت من الفيضانات تصل المساعدات الحكومية والاجنبية ببطء وحذرت الامم المتحدة من موجة ثانية من الوفيات بين المرضى والجوعى ما لم تصل مواد الاغاثة.
ومع توجيه مناشدات عاجلة للحصول على المساعدات الدولية يقود رجال الشرطة 30 حمارا تحمل مواد غذائية من دقيق (طحين) وأرز وزيت للطهو وسكر بامتداد طرق ضيقة جبلية وحلة الى القرى.
ويشرف الجيش الذي ارتفعت أسهمه من خلال جهود الانقاذ والاغاثة التي يقوم بها في كارثة الفيضانات على تلك العمليات التي تستغرق أربع ساعات في كل من الذهاب والعودة.
وواجهت الحكومة انتقادات شديدة بسبب ما بدا منها من بطء استجابة للازمة.
وقال المعلم محمد نياز في مركز لتوزيع المواد الغذائية “اذا كنت قريبا لشخص صاحب نفوذ فسوف تحصل على المزيد من المواد الغذائية أيا كان حجم أسرتك.”
وبسبب الامطار الموسمية الغزيرة فاضت الانهار الرئيسية على ضفافها مما أدى الى اغراق الاودية الجبلية والسهول الخصبة وأسفر عن سقوط 1600 قتيل وتشريد نحو مليونين اخرين.
وانقطعت القرى وهي جزء من وادي سوات عن العالم الخارجي لمدة أربعة أيام بعد أن جرفت الفيضانات المنازل والاسواق والمحاصيل.
ويقول مسؤولون ان الحمير نقلت أكثر من 20 طنا من الامدادات على طول الطريق الى شاهبور منذ الثالث من أغسطس اب.
وقبل الفيضانات تعهدت الحكومة بضخ مئات الملايين من الدولارات في وادي سوات لاعادة بناء البنية الاساسية والمدارس والمستشفيات التي لحقت بها أضرار خلال الحرب على مقاتلي طالبان هناك في محاولة لكسب رضا السكان.
وربما تجبر الاضرار الاقتصادية التي سببتها الفيضانات الحكومة على التراجع عن الانفاق الاستراتيجي أو خفض حجمه.
وحث رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني المجتمع الدولي على تزويد باكستان بطائرات هليكوبتر وقوارب وطائرات مائية لمساعدة جهود الاغاثة.
وتقول الامم المتحدة ان فقط ربع المبلغ الذي تحتاج اليه البلاد لاعمال الاغاثة المبدئية وهو 459 مليون دولار وصل للبلاد.
ويمثل توصيل المساعدات عن طريق الحمير رفاهية في بعض الاحيان لان البرنامج صغير للغاية. ويقوم مئات الالاف من سكان القرى بهذه الرحلة بأنفسهم. ويحمل الناس المرضى والجرحى على محفات للوصول الى أماكن المساعدات.
ويقول المسؤولون العسكريون انه ما زال يتعذر الوصول الى الكثير من القرى.
حتى الحيوانات التي تستخدم في النقل تجد مشقة في تجاوز واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ باكستان. فهي تتحرك بامتداد منحدرات طينية تشكلت من الانهيارات الارضية وسط حرارة شديدة.
وقال منور الله خان وهو صاحب حمير وهو يضرب حمارا بعصا ليدفعه للتحرك “أصيب حماران لدي بعد سقوطهما من طريق ضيق.”
وفي أحد الانهار المجاورة استلقت بغال وتمرمغت في الرمال المبتلة. وقال خان “انها تشعر بالارهاق”.
مصراوي رويترز