ثقافة وفنون

صالات الأفراح.. نأسف للتأخير

بتغير الحياة المجتمعية في السودان اختفى ذلك المشهد الحميم لابناء الحي وهم ينصبون خيمة الفرح في أجواء تجمع بين الشغب والمرح والحميمية وحلت محل هذا المشهد السوداني التكافلي صالات الأفراح مدفوعة الاجر التي صارت الآن بزنس ضخماً تضم الصالة عدداً من عمال النظافة والبوفيه والطهاة وفنيي الكهرباء واجهزة الصوت والتكييف ولكي يواجه صاحب الصالة هذه النفقات ترتفع اجرة الصالة وتتفاوت الصالات في اسعارها حسب الموقع وطبيعة الخدمة التي تقدمها ومواصفات المبنى فبعضها تكييف مركزي شامل والبعض يستخدم اجهزة التكييف العادية والمراوح. في الموسم الفترة بين عيد الفطر والاضحى يتزايد الطلب على الصالات وهو موسم ايضاً لارتفاع الاجور فأجرة العام الماضي ليست هي اجرة هذا العام، يدافع اصحاب الصالات عن انفسهم قائلين «صارت هذه الصالات تخضع لانواع مختلفة من الضرائب من السياحة والمحليات والنفايات بجانب ضريبة الاستثمار ونضطر لأن نضع هذه الزيادات على كل المواطن» وحول مزايا اقامة الفرح في الصالة يقول احد اصحاب الصالات: «الاسرة تكون مرتاحة جداً ويتم تأمين الصالة بالكامل ضد السرقات والنشل وفي حالة اقامة العرس داخل المنزل يحدث ارهاق للأسرة في الاعداد وتجهيز المكان كما يتم استهلاك الاثاث والأواني وفقدانها او تلفها صالة العرس تعوض كل ذلك وبحساب التكلفة نجد ان الفارق لا يذكر.
وحول إلزام السلطات بإنهاء المناسبة عند الحادية عشرة يقول احدهم: «هذا القرار يجعل مهمة استخدام الصالة لاكثر من مناسبة في الليلة مستحيلة واذا تم تغيير القرار يمكن استضافة اكثر من مناسبة فاذا انتهت المناسبة الاولى عند الحادية عشرة مثلاً يمكن ان يتم استئجارها الساعة الواحدة مثلاً وحتى صباح اليوم الثاني يحتاج فقط لساعة للنظافة واعداد المكان لمناسبة اخرى.
رغم تغير الزمان والأحوال يبقى العرس داخل الحي ووسط الاهل واللمة لونه وطعمه ومذاقه الذي يشبه عطر الذكريات، بقي ان الحجوزات لموسم العيد تبدأ ربما قبل شهر رمضان وإلا سوف يفاجأ العريس بالعبارة المشهورة نأسف للتأخير لا يوجد مكان للحجز.

الراي العام