الجنوب واسرائيل .. سمن على عسل
في حوار قصير مع الفريق سلفا ماتوك مستشار سلفاكير (سيد الاسم) لشؤون الجيش الشعبي، ورئيس الفريق المفاوض من جانب الحركة الشعبية عن الترتيبات الأمنية لما بعد الاستفتاء، سألته عما إذا كان الجيش الشعبي سيدرب عناصره في الشمال اذا وقع الانفصال، أجابني بأنهم سيبدون الرغبة في ذلك، ولكن هذا يتوقف على قبول الشمال للأمر، قبل أن يضيف بأنهم سيدربون أفراد الجيش الشعبي في أية دولة يرون أنها مفيدة لهم.
لاحقته بسؤال اضافي اكتشفت بعد حين أنه لا ينطوي على قدر كافٍ من الكياسة والحصافة، قلت له: هل يمكن أن تدربوهم في اسرائيل؟.رد بسرعة: اسرائيل عدو لمن حتى نمتنع عن تدريب أفرادنا فيها؟..كان الرجل يجيبني ببساطة وباستدراج ذكي للنقطة التي يريد أن يركز عليها، وبسذاجة لا يحسدني عليها أحد قلت له: اسرائيل دولة عدو لكل المنطقة العربية والاسلامية.
ابتسم سلفا وقال لي: هذه هي نقطة الخلاف بيننا وبينكم، نحن لسنا عرباً ولسنا مسلمين.
ألجمتني الاجابة، وغيَرت مجرى الأسئلة بعدها، ولكن وبعد تمعن في اسئلتي ولدهشتي الشديدة وجدت نفسي لا أختلف كثيراً عن بعض الكتابات الصحفية التي تحاول استثارة المشاعر بالحديث عن علاقات تعاون بين الجنوب في مرحلة ما قبل الدولة وبعدها، وبين دولة اسرائيل.
من طبيعة الأشياء ألا تكون هناك أية حساسية تعاون او علاقات دبلوماسية بين دولة الجنوب- اذا قامت- وبين اسرائيل، وإذا أقام الجنوب علاقات تعاون مع اسرائيل فهذا أمر لا يخالف طبيعة الدولة الجنوبية، ولا يخدش مشاعر كثير من الجنوبيين، ولهذا فإن الحديث عنه لا يرقى الى مرتبة الأخبار.. بالمقابل سيكون خبراً اذا عزز الجنوب علاقته بالسعودية او الجمهورية الاسلامية الايرانية.
الأخبار والتسريبات الصحفية عن علاقة اسرائيل بالجنوب، لن تثير إلاَّ مشاعر القلة القليلة التي لا تعرف أن معظم محيط السودان الجغرافي غارق إلى أذنيه في علاقات دبلوماسية مع اسرائيل.
وإذا قدر للدولة العبرية أن تفتتح سفارتها في جوبا، فإن عدد الدول المجاورة للسودان التي لها علاقة باسرائيل سينقص ولن يزيد؟. أليست هذه المعلومة مدهشة!.
حسنا الاجابة هي أن الجنوب سيحجب عن الشمال علاقة الجوار بيوغندا وكينيا وسيكون وحده المجاور للسودان من الناحية الجنوبية الذي لديه علاقة بتل أبيب.
صحيفة الراي العام
نرتاح لو حصل الانفصال من يوغندا وكينيا(؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟)
عليكم يسهل وعلينا يمهل وخلوا إسرائيل تضوي ليكم..
بس ماعاوزين نشوفكم في الشمال بعد الإنفصال