قير تور

المعاق ومن حوله

[ALIGN=CENTER]المعاق ومن حوله [/ALIGN] أذكر جيداً في إحدى برندات السوق الافرنجي وتحديداً على شارع البرلمان شرق بنك الخرطوم يجلس أحدهم وأمامه طاولة لبيع الأشياء الخفيفة مثل الحلويات والسجائر, ومن الأشياء التي التي يقوم بها هذا الشخص تحويل رصيد الهاتف الجوال من وإلى أي هاتف, وأهم ما في الموضع الذي لفت نظري وجود لافتة معلقة على الجدار فوق مجلس الرجل ومكتوب فيها (ارجو الإنتباه فأنا لا أسمع) … وما لم يكتب هو أن صاحبنا القائم بالنشاط لا يتحدث إلا بالاشارات.عندما رأيت اللافتة لأول مرة ونظرت للشخص صاحب النشاط التجاري البسيط ذاك أفرحتني اللافتة جداً ليس بسبب المكتوب لكن بسبب السلوك الممتاز الناجح فقد نجح صاحبها في لغة الإتصال ولم يضع شرط اخراج الصوت وسماعة الاذن عقبة أمامه ثم أنني من خلال العلامات الواضحة على جبين صاحبه عرفت من أية بقعة جغرافية هو فزاد فرحي اكثر بتطور كبير طرأ على ثقافة هذا الشخص وليس عليه وحده, بل على الذين يعيشون معه فكونه معاقاً لكنه قادر على منافسة الاصحاء بدنياً, لم يكن شيئاً سهلاً قبوله وسط الكثير من الناس ولذا فبعض المجتمعات تحاول ترضية المعاق بطريقته فتتحول الترضية إلى سلاح غير مفيد عندما يشعر المعاق بأنه ناقص وغير مثل الآخرين.. فبدلاً من التعاون يتحول الى ناقم وحاقد احياناً بسبب سلوك المحيطين.المهم فإن الشخص المذكور خلال تعاملك معه إذا لم تنتبه إلى المكتوب فأنت ستعتقد بأنه مجرد رجل هادئ لا يحب الكلام لكنه يجيد ما تطلبه منه.
طبعاً الخرطوم في الوقت ملئية بنماذج جيدة تصلح للتناول, فهناك الكثير من المعاقين بدنياً سواء بواسطة الامراض الي اثرت عليهم منذ فترة بعيدة أو سواء هؤلاء الذين تعرضوا لحوادث بعضها في الحروب وبعضها في كسور مختلفة… لكنهم لم يستسلموا بل واصلوا الحياة بدون ملل… إنهم الفئة التي لم تتعوق عزيمتهم مهما اصابتهم المصاعب والمصائب في اجسادهم فهم يغتنمون اية فرصة لصالحهم.
احتفل السودان قبل ايام مضت باليوم العالمي للمعاق، وهو احتفال جاء بفترة متأخرة عن اليوم العالمي بمدة شهر كامل ، وخلال تلك الفترة كنت اتمنى ان يكون سوق الكتاب السوداني قد استقبل كتاباً يتناول شأن المعوقين الفه واحد له تجربة حقيقية باعتباره معاق حركياً لكنه ليس معاق نفسياً أو عقلياً أو ضميرياً نحو الآخرين .
عندما ترى شخصاً فقد شيئاً من حواسه الخمسة الطبيعية وهو يكافح ويناضل فيبدع مثله ومثل بقية الآخرين الطبيعيين بل يتفوق على بعضهم ، تفرح وتسعد ليس شفقةً لكن لأنه حطم إعاقة أعظم من المرئي: تلك الإعاقة التي وضعها المجتمع أمام زملائه في النظرة المستخفة بالمعاق كشخص مستهلك فقط.
ينتظر المكتبة السودانية كتاب شيق ألفه الاستاذ عبد المنعم محمد ابوزيد حمل العنوان (الدليل الى ثقافة الاعاقة وفن التأهيل) وقد تطرق الكاتب إلى عظماء خلدهم التاريخ باعمالهم.وحسب رأيي اشهرهم لويس برايل الذي اخترع طريقة برايل لتعليم المكفوفين رغم ورود اسم هوميروس في قائمة المعاقين.

لويل كودو – السوداني-6 يناير 2009م

تعليق واحد

  1. افادك الله يا استاذ
    نعم هذ االشخص نموزجٌ مثالى بالاعتداد بالنفس والاعتماد عليه مهما كانت الظروف والسودان من اوائل الدول التى اهتمت بالمعاقين , واذكر أنه كان هنالك معهد يسمى بمعهد النور وايضا إن لم تخني الذا كره كان يوجد فى التلفزيون برنامج شهير بإسم الصلات الطيبة يهتم بهذه الشريحة وكانت له نسبة مشاهدة كثيفة, المهم فى الآونة الاخيرة بدات كثير من الدول تهتم بهذه الشريحة ووضعت لها تشريعات ووسائل مساعدة حديثة ونظم حتى فى مواقف السيارات وتفوقت على السودان بمراحل كثيرة . والسودان رغم السبق فى هذا المجال إلا أنه توقف عند الخطوة الاولى وهكذا الحال بالسودان دائما حكومة وشعبا الريادة ثم التوقف وهجرة العقول وياتي الآخرون بعدنا ليفوقونا في ما إبتكرناه . وفى مجالات كثيرة والشواهد كثيرة والله المستعان