عالمية

أميركا تزيد الجنود الآليين في الجيش

على الرغم من أن الآلات الذكية تشغل حيزا كبيرا بالفعل في الحروب الحديثة، يحرص الجيش الأميركي ومقاولوه على إضافة المزيد منها. ولهذا يتم تصميم رجال آليين جدد (ربوتات) ليس منهم ما يشبه الإنسان بوضوح، للقيام بمجموعة أوسع من المهام بدءا من اصطياد القناصة إلى الخدمة في الحراسات الليلية بلا كلل.

ومثال لهذه التقنية يستخدم الجيش الأميركي حاليا في تدريب قتاليّ بمدينة صورية إنسانا آليا طوله نحو 38 سنتيمترا مزودا بكاميرا فيديو يعدو بسرعة حول مصنع قنابل في مهمة تجسس وتحلّق فوقه طائرة صامتة بدون طيار تنقل صورا للمباني التي أسفلها وفي الساحة تتحرك مركبة غريبة الشكل على شكل دبابة بحجم جزازة العشب مزودة بمدفع رشاش وقاذف قنابل يدوية.

وبعيدا عن خط النار يقف ثلاثة فنيين يعملون على تحريك هذه الآليات الثلاث بأجهزة تحكم لاسلكية كما يحدث في ألعاب الفيديو. حيث يقوم أحدهم بتدوير الكاميرا التي على الرجل الآلي المسلح إلى أن يحدد مكان قناص فوق أحد الأسطح ويتحرك المدفع الرشاش ويسدد ويطلق طلقتين سريعتين من الطلقات الفارغة على الهدف.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن من مميزات هذه الآليات أنها لا تحمي الجنود فقط بل إنها لا تحيد عن هدفها أبدا وتستخدم عينا رقمية لا تطرف، أو ما يعرف بالتحديق المستمر الذي يكشف أصغر حركة، كما أنها لا تصاب بالفزع تحت وابل النيران.

ومع ذلك فإن الفكرة القائلة بأن وجود رجال آليين مزودين ببنادق قد يكملون أو يحلون محل الجنود البشر ما زالت مصدر خلاف كبير. ولأن الرجال الآليين يمكن أن يشنوا هجمات بأقل مخاطرة للناس الذين يعملون معهم، فإن المعارضين يقولون إن المحاربين الآليين يقللون عوائق الحرب ويجعلون الدول أكثر تهورا في استخدام السلاح بدون تفكير، ويؤدي ذلك إلى سباق تسلح تقني جديد.

وتنبأ أحد المعارضين بأن الحروب ستبدأ بسهولة جدا وبتكاليف أقل بكثير مع تزايد الاعتماد على الآليات. وقال آخر إن المدنيين سيكونون في خطر أكبر بسبب التحديات في التمييز بين المقاتلين والمتفرجين الأبرياء.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المشكلة برزت بالفعل مع طائرة بريداتور التي تجد أهدافها بمساعدة جنود على الأرض لكنها كانت تدار آليا من أميركا. ولأن المدنيين في العراق وأفغانستان ماتوا نتيجة أضرار غير مباشرة أو تحديدات خاطئة، فقد سببت بريداتور معارضة دولية وأثارت اتهامات بجرائم حرب.

أما المدافعون عن هذه التقنية فيجادلون بأن أنظمة الأسلحة المراقبة ببرامج حاسوب لن تتحرك بدافع الغضب أو الحقد، وفي حالات معينة تستطيع أن تتخذ قرارات أفضل من البشر في ساحة القتال.

واستعرضت الصحيفة أنواعا كثيرة من التقنيات الآلية التي يمكن أن تستخدم في أجواء مختلفة في الجو وتحت الماء وعلى الأرض، ومنها أنظمة آلية تحت الماء تتحكم بذكاء في أسراب الدلافين لكشف الألغام المائية وحماية السفن في الموانئ.

1 978761 1 34

الجزيرة نت