عالمية

حماس تعلم دور العرب في منع السلاح

اعتبر مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن ما كشفته وثائق سرية أميركية نشرها موقع ويكيليكس حول تعاون دول عربية مع واشنطن في منع وصول السلاح للحركة في قطاع غزة “ليس مفاجئا”.

وقال القيادي -الذي تحدث للجزيرة نت ورفض الكشف عن هويته- إن المسؤولين الأميركيين تحدثوا صراحة عن خططهم لمنع السلاح عن حماس بالتعاون مع دول عربية.

وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت أعلن عن الأمر نفسه بعد العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة نهاية 2008.

وأشار المصدر إلى أن حماس “لمست هذا الجهد العربي الأميركي الإسرائيلي ميدانيا بغض النظر عن نجاحه أو فشله”.

وأضاف “علينا أن نفرق بين أمرين، الأول أن هذه الوثائق تكشف ما خطط ولا يزال يخطط له الأميركيون، والأمر الثاني ما يحدث فعلا على الأرض من وقائع”.

ورفض المصدر تقييم نجاح أو فشل الخطط الأميركية وفق ما ظهر في الوثائق، غير أنه قال إنه “ليس من الضروري أن تكون الأمور تمت وفق ما خطط له الأميركيون”.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد نشرت الأسبوع الماضي برقيات صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية في أبريل/نيسان 2009 نشرها موقع ويكيليكس ذكرت أن وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي كان وراء تفكيك خلية حزب الله في سيناء ومنع تدفق أسلحة إيرانية من السودان عبر مصر إلى حركة حماس في قطاع غزة.

ويكيليكس كشف أن سليمان أكد منع مصر لدعم إيراني لحماس (الجزيرة-أرشيف)
موقف مصري
كما كشفت أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان قال لمسؤولين أميركيين في نهاية ذلك الشهر إن مصر نجحت في منع إيران من تمرير دعم مالي لحماس.

وقال “مصر بعثت رسالة واضحة لإيران بأنها إذا تدخلت في مصر فإن مصر ستتدخل في إيران”.

وأضاف سليمان -حسب البرقيات-أن جهاز المخابرات المصرية قد بدأ بالفعل في تجنيد عملاء في العراق وسوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة عملت سرا على منع توريد أسلحة إيرانية وسورية إلى حركة حماس وحزب الله بضغطها على الحكومات العربية لاسيما مصر والأردن بناء على معلومات استخبارية سرية قدمتها إسرائيل.

وقد بينت بعض هذه البرقيات أن واشنطن حذرت السودان في يناير/كانون الثاني 2009 من السماح لشحنات أسلحة إيرانية غير محددة كان من المتوقع تمريرها إلى حماس في قطاع غزة إبان الهجوم الإسرائيلي الذي راح ضحيته 1400 فلسطيني.

وقالت الصحيفة إن السعودية والإمارات وعمان وتشاد أبلغت بالخطط الإيرانية المزعومة، وحذروا من أن أي شحنات أسلحة ستكون خرقا لقرارات الأمم المتحدة بحظر صادرات الأسلحة الإيرانية.

وفي مارس/آذار 2009 أبلغت أميركا الأردن ومصر بخطط إيرانية جديدة لشحن حمولة “معدات عسكرية مميتة” إلى سوريا لتنقل منها إلى السودان ومنها إلى حماس، وطُلب من الدول المضيفة أن تشترط هبوط الطائرات للتفتيش أو منعها من التحليق فوق أراضيها.

ويعتقل الأردن منذ عام 2006 أربعة من الشبان الذين أدانتهم محكمة أمن الدولة وقضت بسجنهم خمسة أعوام لتخزينهم أسلحة في الأراضي الأردنية تمهيدا لنقلها للضفة الغربية المحتلة.

علوش اعتبر التعاون لمنع السلاح عن حماس خيانة (الجزيرة نت)
تهريب أسلحة
وتتحدث أوساط رسمية أردنية عن ضبط عمان للعديد من محاولات حماس تهريب أسلحة للضفة الغربية مرورا بأراضي المملكة، ويقول مراقبون إنه لا سبيل لحماس لتمرير السلاح للضفة المحتلة سوى الأراضي الأردنية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم علوش أن الوثائق “لم تكشف جديدا (سوى ما) يعرفه الشارع العربي من أن حصار غزة يتم عبر فكي كماشة صهيونية ورسمية مصرية”.

وقال للجزيرة نت إنه بغض النظر عن التفاصيل الدقيقة التي أشارت لها الوثائق فإن “النهج العام للأنظمة التي أشارت لها الوثائق معروف لكون هذه الأنظمة حسمت خياراتها مبكرا بالتعاون والتنسيق مع الطرف الأميركي الصهيوني ضد حركات المقاومة”.

وذكر علوش بالاتفاقية التي عقدتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس قبيل رحيلها عن منصبها إبان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لتفتيش السفن التي تعبر البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط لمنع تهريب السلاح لحركة حماس في قطاع غزة.

واعتبر علوش أن التعاون مع الاحتلال لمنع وصول السلاح للمقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة أو أي أرض عربية محتلة ومحاكمة الشبان المتوجهين للقتال في فلسطين والعراق أو من يهربون السلاح لهذه البلاد “يدخل في باب العمالة والتآمر والخيانة”.

الجزيرة نت