هاجر هاشم

كيف أصبحتَ اليوم؟


[ALIGN=CENTER]كيف أصبحتَ اليوم؟ [/ALIGN] * أقصد ذاك الصبي الصغير صاحب العينين الهاربتين في طريق الهرب من النفس.. لقد رأيته بالأمس أمام إحدى المطاعم الفخمة يبحث عن بقايا صحون أصحاب البطون المتكورة.
يبحث ويتلفت بخوف أن يراه طاقم المطعم ولكن لم يجد شيئاً! ليس هناك ما يُسكت هذه اللحظات الجائعة.

* وليس هناك من يتعب.. ناظريه ليرى حطتم بقاياك تصارع من أجل البقاء.
كلهم مشغولون بالأحلام والأفلام المكررة نفس الطواقي تأخذ من هؤلاء وتلبس لهؤلاء..
نفس المشاهد تُعاد عليهم يومياً وحده هو الذي يتجدد إحساسه بالجوع_ بالوحدة_ بالضياع من نفسه.

* وحده من تقتسمه الأزقة والمدن الساكنة في بقايا الخريف.
وحده من يتنفس أكسيد التهميش ويستنشق كل أنواع الحرمان.
وحده من يبحث عن بقاياكم.. ما أسوأ أن يأكل الإنسان من بقايا (أخيه) الإنسان.
وما أسوأ عندما تكون هذه البقايا ممنوعة معنونة بالقليل.. تهرب من رائحتك وتندس بين جحور الأرصفة.

ياتُرى كيف أصبحت اليوم؟ وهل مازلت تبحث عن أشيائك الضائعة؟.. هل مازلت تخرج من الأبواب المغلقة.. تطل من نوافذ العدم..عاري القدمين.. متجردة معدتك من بقايا أصحاب البطون المتكورة.

* هل مازلت تلميذاً لأحرقة الإنتظار؟.. هل تحس بالإنسانية؟ ما هو شعورك صغيري الضائع بين براميل البقايا؟.. بين لوحات الرغيف المتعفنة والملونة بالأصفر والأخضر.
ما بين روائح الأطعمة التي لا تفرز بينها.. ربما تكون الرائحة بِكرٌ عليك.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 139
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد

  1. حين واثناء قراءة هذة القطعة شعوري ولايزال متابين مابين الحرقة والاسف والتعاطف علي هذة الفئة وهي مشكلة موسفة في وطن كوطني السودان بلاد المليون ميل مربع سلة غذاء العالم ويالهاء من حسرة والم في النفس وحرقتي علي بلد ناس يضرب بهم المثل في التكاتف والكرم ان تكون بينهم فئة تحرم حتي من الفتات من براميل المطاعم ويالهاء من حرقة .
    واين اصحاب الكراسي الزين يدفعون الملاين لكسب اصوات الناخبين من هذة الفئة واين اصحاب الملاين التي تدفع للمدورة المصنوعة من الجلد واين اصحاب الاقلام الزين يكتبون للشهرة ويبعون احرفهم لمن يريد انها مشكلة وطن ويالة من وطن .