قير تور
انجاز العاجز
استطاع صاحب الثور بيع ثوره وصار متحيراً بين اعطاء مبلغ البيع لصاحبه فيتجنب التعرض لعنفه أو لا يبالي بالتهديد فيتحمل نتيجة العصيان..؟، لكنه اثناء تفكيره ذاك لمح تاجراً يحمل اسلحة للبيع فسأله هل هذه للبيع؟ وعندما عرف النتيجة الايجابية اشترى مسدساً ودسه في ملابسه، ثم عاد ادراجه عائداً الى قريته.
كان صديقه في انتظاره متأكداً من العودة بالغنيمة السهلة ولذا فقد انتظر في الطريق المؤدي الى القرية ليس وحده بل معه زوجته، وعندما لمح هذا صرخ بصوت اجش (جبت القروش؟) لكن صاحبنا عمل نايم وكانه لم يسمع شيئاً مما اغاظ هذا فكيف لا يرد له فقال بصوت اكثر حدة (هووي يا انت… مالك ما بترد لي ما سامعني واللا شنو؟ وينا القروش؟)… فرد له (قروش شنو؟)… أنا مش قلت ليك تبيع التور وتديني القروش؟… التور حقك؟… وهنا حاول هذا مهاجمته فاخرج صديقه المسدس وهدده به فوقف وقال بانه كان يمزح معه فقط وليس جاداً إلى الدرجة التي تجعله يخرج مسدساً يشكل خطورة عليهما جميعاً. صاحب المسدس لم يبال بحديث صاحبه بل ذهب ابعد من هذا وطلب منه الخروج من الطريق والجلوس جانباً هناك على الحشائش ثم يتبرز دون ان يسمح للذباب بالجلوس على الروث… حاول هذا اثناءه عن هذا الطلب الصعب ،لكن صاحبنا قرب المسدس منه مما جعله ينفذ المطلوب منه بالحرف.وظل ذاك واقفاً حتى الانتهاء… ثم غادرهما.
بعد مغادرة صاحب السلاح الناري، خاطبت الزوجة بعلها قائلةً (عليك الله شوف الزول المستهتر والمستهبل دا… دا كلام شنو دا..؟)، فقاطعها زوجها وهل تظنينه اكثر استهتاراً واستهبالاًً مني؟.. انتي ما شفتي انا خليت ضبانتين واللا تلاتة قعدن؟.
والمواطن المرعوب في الخرطوم خاصة يتساءل ماذا يحدث حولنا فتطالعنا الشرطة وهي تعرض لنا انجازها في التلفزيون وأحد افرادها يقف مع أحدهم يلبس ثياباً مدنية وهما يمسكان بحيوان قيل بأن الشرطة قتلته يوم أمس الأول الجمعة 15 يناير 2010م ليظهرا في الصورة التي تؤكد الانجاز.!!!
لم اجد اية مقارنة تناسب ما رأيته في التلفزيون سوى هذه القصة المؤلمة اعلاه، فقوة الشرطة التي رأيتها في التلفزيون والاسلحة التي تحملها تكفي لحماية مدينة من قوة باطشة وليست ضد مجرد كلاب لم تعرف بالضبط كيف صارت متوحشة تهاجم البشر. إن قتل كلب واحد أو اثنين بالنسبة للشرطة السودانية ليس انجازاً لها يعرض في التلفاز ،فاين كانت الشرطة عندما توحشت هذه الحيوانات واذا كانت مستوردة فكيف لا تستطيع الشرطة السيطرة؟. إنها انجاز عاجز والشرطة ليست عاجزة حسب معرفتي بها.
لاحظت في الصور المعروضة على التلفاز ايضاً عدم ارتداء الذين قاموا برفع الكلب المقتول قفازات اليد، فهل هذا معقول ان يعرض على العالم حيوان هاجم بشراً ولا يعرف إن كان مسعوراً أم لا بايدي غير معقمة على الهواء مباشرةً؟.
لويل كودو – السوداني
17 يناير 2010م
الاخ قير تور والله انت رائع بروعة معانيك ومقارناتك. ولك اسلوب يأخذ القارئ من اول حرف حتى اخر نقطة بالمقال. لتوي انهيت تعقيبي علي مقال الاخ زهير السراج بنفس الموضوع.
ما قدامي إلا ان اقول لك شر البليةُ مايضحك اخي العزيز.
تخيل الشرطة السودانيه ايوه الشرطة السودانية وفي جهاز قومي. تعرض صورة كلب يقال انه توحش وصار يهاجم الناس.
كمان انا اذهب الى ابعد من ذلك ولا اظن إلا ان اولئك القوم ذهبو في ليل بهيم الى احدي الحارات واغتالو كلب لاحول ولا قوة له كان يرتاد ( الكوش ) طبعا مابتاعت الزفاف الكوش بتاعتنا نحن السودانين. المهم الكلب المسكين كان يرتاد الكوش دي يبحث عن لقمة عيش تكفيه كفاف يومه الذي قضاه لاهثا مخرج لسانه.
لكي يصير وجبة دسمة لاحد انجازات الشرطة السودانيه. انهم قتلو الحيوان المتوحش او الذي قرض البشر قرض.
بالله اخي قير تور اكيد طالعت في احد ايامك قناة ناشيونال جيوقرافيكNATIONAL GEOGRAPHIC. وكيف هي تتناول بالتحليل لكل الحيوانات.المفترس منها او غيره. بالله عليك يا اخي قير تور قول لاهلنا بالسودان يشوفو ا لاهم والاهم ويتركو عنهم قصة حيوانات متوحشه, اوقصة المقابر بتاعت الدخينات, ولا شيخ الكريمت, ولا الشيخ البعالج بالطين والخ الخ الخ. ياعااااااااااالم اصحوووووو بالله عليكم.
وتحدث بملء فيك اخي قير تور للصحف التي تبدأ مانشيتاتها (بالصورة والقلم) لاخذ المواطن البسيط عن الاهم بحياته. معقوله بس ياسودانا الحبيب.
والله بقيت ماعارف اضحك ولا ابكي.
كفانا خداع لانفسنا. خلاص يعني بقينا فاضين لدرجة ان التلفزيون القومي يجيب صورة كلٍب بكسر اللام ومافيها سكون لانو نحن بنشتت حروف الكلب المسكين ده تشتيت غريب خالص. وتجي الشرطة ا لسودانيه كمان مدججه بالسلاح. وفوق كده مالابسين قفازات. وخلاص نحن انجزنا.
قير تور بالله عليك امشي زور ميناء عثمان دقنه في سواكن وشوف الحاصل فيه شنو.
ده موضوع يحب الناس تتوقف فيه.
زرته عام 2004 قادما من ا لخارج وخرجت منه بنفس العام.
وعدت اليه عام2008 ايضا قادما من الخارج. وبعد كل الضرائب والجبايات التي تفرض علي المغربين القادمين شهدت تراجعا يصيبك بالغثيان.
ابسط شئ عام 2004 كان في بصين من نوع تاتا تنقل الركاب من السفينة الى الصالة التي اصبح ينعق فيها ا لبوم. عام 2008 لقيت البصين انسخطو لبص واحد لايقوى وينوء تحت احمال المسافرين.
برضو تجي تقول لي الشرطة السودانية تعرض انجاز مقتلها لكلب ليس له حول ولا قوة.
بكره بالسودان حنعرف ان الاغنام التي ترعى ( بالكوش ) ونشرب من بطونها حليب بطعم اكياس البلاستيك صارت متوحشه هي الاخرى. هكذا هو حالنا. نترك الاهم ونمسك في الباقي. وشايفين الفيل الكبيرررررر ده وجايبين الحراب وبنطعن في ضلو. انتهيت خلاص رغم اني عندي الكتير اقولو بس عايز اوقف صراحه.
ملحوظة اخيرة:-
في احدي التقارير الخاصة بجمعيات الرفق بالحيوان قرأت تعبيرا اعجبني
قيل فيه( ان الكلب بالسودان يطارد دون ذنب اقترفه) هذه العادة كان يمارسها اطفال الحي . بينما كنت انا احنو عليه فانا احد محبي القطط والكلاب.
وحاليا تخيل ناس جمعية الرفق بالحيوان حيقولو علينا شنو؟ اذا كانت الشرطة السودانيه باسلحتها من دبابه لي كلاش جايبه صورة كلب وعارضاهو بالتلفزيون وقالت ده انجاز!!!! والله زي ماقلت انجاز عاجز وكمان احب اضيف ليه انجاز يعاني من شلل نصفي واهتزازي ومابشوف كمان . يعني انجاز ولد مشوها من اساسو.
رحمتكم علينا ياقوم نحن ناس عندنا عقول برضو.
لطفك علينا يارب
ونواصل ان شاء الله