سلطات مصر تحقق بتفجير الإسكندرية
أعلنت وزارة الداخلية المصرية فجر اليوم مقتل سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين في انفجار سيارة ملغمة أمام كنيسة بمدينة الإسكندرية شمال مصر، في حين فتحت السلطات تحقيقا لتحديد من يقف وراءه.
وأوضح مصدر أمني أنه “عقب منتصف الليلة الماضية وقع انفجار في شارع خليل حمادة بمنطقة سيدي بشر دائرة قسم شرطة المنتزه أول بمحافظة الإسكندرية أمام كنيسة القديسين ماري جرجس والأنبا بطرس”.
وذكر المصدر أن الفحص المبدئي أظهر أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها.
وقال المصدر إن المستشفيات استقبلت سبع وفيات و24 مصابا من بينهم ثمانية مسلمين، مشيرا إلى أن الحادث أسفر عن حدوث أضرار بمبنى الكنيسة وكذلك بمسجد مقابل له، وأنه يجري حاليا استكمال التحقيق وتحديد كافة ملابسات الحادث والجناة وحصر الأضرار.
العام الجديد
وقال مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية أحمد عبد الحافظ إن الانفجار وقع بعد 20 دقيقة من حلول أول أيام العام الميلادي الجديد، أثناء احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
وذكر أن انفجار السيارة المفخخة تسبب في انفجار سيارتين مجاورتين لها، ونقل عن عدد من سكان المنطقة قولهم إن صوت الانفجار أدى إلى ارتجاج المنازل المحيطة بالكنيسة، وأضاف أن حريقا نشب في المسجد وفي عشر سيارات أخرى.
وأشار إلى أنه بعد مرور نحو ساعة على الحادث توجهت العشرات من سيارات الإسعاف والمطافئ وسيارات وقيادات الأمن إلى المكان، وحاصرت الكنيسة وأغلقت الشوارع المحيطة بها.
الانفجار دمر عددا من السيارات بالمنطقة وأصاب مباني بأضرار (الفرنسية)
احتجاجات
وقامت قوات الأمن بتمشيط موقع الحادث، تحسبا لأي انفجارات أخرى، في حين هاجم المئات من المسيحيين سيارات الشرطة وعربات الإسعاف، الأمر الذي دفع قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقال شهود عيان إنه بعد وقوع الانفجار، هاجم عدد من المسيحيين الغاضبين مسجدا مقابلا للكنيسة المستهدفة وحطموا واجهته بالحجارة في إطار احتجاجهم على الهجوم، وأضاف الشهود أن المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها “بالروح بالدم نفديك يا صليب”.
وقطعت الشرطة التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات إسلامية.
من المسؤول
ولم يتم التعرف على منفذي الاعتداء، ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه إلا أن الأقباط تعرضوا لتهديدات أطلقتها جماعة تعلن ولاءها للقاعدة في العراق وتبنت الهجوم الدامي على كنيسة “سيدة النجاة للسريان الكاثوليك” ببغداد في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت جماعة تطلق على نفسها “دولة العراق الإسلامية” على صلة بتنظيم القاعدة قد هددت في 31 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس القبطية المصرية ما لم يتم الإفراج عن مسلمات “مأسورات في سجون أديرة” بمصر، حسب تعبير الجماعة.
وجاءت تهديدات القاعدة لأقباط مصر عقب دعوات للمسلمين إلى التحرك من أجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل إن إحداهما اعتنقت الإسلام فتم احتجازها داخل أحد الأديرة، وإن الثانية أبدت رغبتها في إشهار الإسلام فاحتجزت بدورها.
وشهدت الكنيسة التي وقع التفجير بجوارها الليلة الماضية اعتداء آخر عام 2006، حين دخل شخص الكنيسة وطعن عددا من الأقباط بداخلها مستخدما آلة حادة، وذكرت التحقيقات وتأكيدات الطب الشرعي أنه مختل عقليا
الجزيرة نت