هاجر هاشم

هذيان وعالم مهترئ


[ALIGN=CENTER]هذيان وعالم مهترئ[/ALIGN] * كان يضع أصبعه في فيه يتأرجح مع نفسه مصدراً بعض الأغاني التي يسمعها من مربيته بلغة بدأت لتوها في النمو.
* لم يكن يعرف شيئاً وقتها على حسب ارتباطها به كان يناديها (بماما) ولكن شيئاً فشيئاً كبر واندست عليه الايام فكونته فتى جميلاً وباسلاً.
* بدأ يستغرب المكان، كل هؤلاء الأطفال إخوانه وكل هؤلاء المشرفات أمهاته ولكن كيف هذا؟
* وكانت الأيام تحب أن تندس فيه إلى أن كبر وعرف أنه لقيط في دار المجهولين.
*حاول أن يتماشى ويلجأ إلى واقعه حتى يستطيع أن يواكب زمن الرداءة والفجاجة الذي أتى به إلى هنا.
* تحول إلى انسان صامت، انطوائي، أصبح المكان حوله كالسجن تماماً.. لم يحاول قط الخروج واستنشاق هواء آخر.
* كان يخاف جداً من ذاك العالم، كان يسميه العالم المهترئ، كان يتخيل أن الناس يمشون في الشوارع خالية أبدانهم مما يسترهم.
* كان يسمي المرأة الكائن الميت. كان يقول لإخوته في الدار: هل تعرفون الكائن الذي يمشي بلا قدمين وله عينان ولا يرى، له عقل ولا يفكر له إنسانية ولا يتصرف بها.
* كان يهذي كمن تشاركه الحمى فراشه، تمنى لو أنه كان شجرة، ورقة، أي شيء يبعده عن دنيا الإنسان والتفكير.
* حاول كثيراً إقامة علاقة مع النسيان ولكنه فشل.
* ولكنه قالها ذات يوم:
قال أريد أمي.. أمي التي لم تحاول تقدمي وجبة للكلاب.
أمي التي وضعتني بحب وحملتني بأمان وأرضعتني من ثديّ الجنة ودثرتني من حبات النسيم.
* علمتني معنى الإنسانية، اعطت تفكيري مدرسة وأعطت هويتي شرفاً.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 23/1/2010
hager.100@hotmail.com


تعليق واحد

  1. اليوم لديك الجانب الانساني طاغي جدا, من الجيد أن ينوع الكاتب في طرحه لكن بعض الاحيان يضع القارئ قالب معين للكاتب. أظني نفسي من نوعية هذا القارئ.
    واصلي إبداعك اليومي

  2. السلام عليكم ورحمة وبركاته
    الأخت هاجر لكي التحية حقيقتا إلي الأمام وبالتوفيق منذ أن بدأت أجول حول الراكوبة لم يشدني شي أكثر من كتاباتك وهذه ليست مجاملة بل حقيقة كنت صباحا ابحث عن الإخبار أولا ولكن صدقيني حاليا كل يوم جديد ابحث ماذا كتبت هنادي اليوم متمني لكي كل التوفيق .

  3. يا سلام على هذا المقال الرائع الجميل والذي يوحي بنبوغ الكاتبة فمزيدا من التقدم